أكد المحلل
الإسرائيلي سيفر بلوتسكر، في مقالته ليديعوت الأربعاء، أنّ عملية الجرف الصامد ستخرج
فتح من المسرح الفلسطيني، على عكس ما يعتقد بعض السياسيين والعسكريين الإسرائيليين بأنّ
حماس ستتنحى عن القطاع وتسلمه لأبو مازن، بعد انتهاء عملية الجرف الصامد.
وقال بلوتسكر: "أنا أصغر من أن أتنبأ إلى أين تتجه حماس. لكنني أبيح لنفسي أن أتنبأ إلى أين تتجه فتح: إنها تتجه إلى مغادرة المسرح الفلسطيني، فعملية الجرف الصامد ركلتها وطيرتها عنه"، على حد تعبيره.
وأشار إلى أن بعض الساسة والعسكريين الإسرائيليين يعتقدون بأن حماس منيت بضربة فظيعة، ولم تحصل على شيء، وهي ضعيفة كما لم تكن قط، وستضطر إلى التخلي عن حكمها لغزة، وقد خرج أبو مازن وحكومته من القتال منتصرين.
لكنه يرد عليهم بأنّهم مخطؤون، قائلا: "لكن رأيي مختلف ومتشائم، فرأيي هو أن نتيجة الجرف الصامد هي بدء نهاية فتح – إن لم تكن نهاية نهايتها –، وسيكون أبو مازن الخاسر الأكبر من الصورة التي انتهى القتال عليها". مضيفا: "فليست حماس هي التي ستتنحى كي تنقل مقاليد حكم غزة إلى السلطة الفلسطينية، بل سيضطر أبو مازن ورجاله (كبارهم من خريجي الجامعات السوفييتية) سيضطرون قريبا إلى التنحي والتخلي عن لذائذ الحكم الفلسطيني".
وشدد على أنّ إسرائيل أخطأت في تصورها العام للحرب على غزة، مشيرا إلى أنّ النتيجة كانت أن حماس صمدت خمسين يوما -وحدها- أمام قوة إسرائيل العسكرية المتفوقة، وكان أبو مازن وفتح ينظران إلى غزة من بعيد ويجريان بين العواصم والفنادق، وبذلك فقدا شرعية حكمهما في نظر الفلسطينيين، وفي نظر المعتدلين والطامحين إلى السلام أيضا.
وأضاف أنّ فتح أصبحت منظمة لا صلة لها بالواقع، عاجزة باهتة في أيام المعركة كما في أيام التسوية. ولن تحكم غزة وستخسر الضفة أيضا، وستصبح السلطة الفلسطينية سلطة حماس.