انتقادات لمجلة منحت بلير جائزة "محسن العام"

تعرضت مجلة "جي كيو" البريطانية لانتقادات شديدة، بعد منحها رئيس وزراء بلادها الأسبق توني بلير، جائزة "محسن العام" في مجال الأعمال الخيرية؛ لأنه أنشأ ثلاث جمعيات خيرية.
 
وانتقد نواب في حزبي العمال والمحافظين القرار. وتسلم بلير الجائزة في حفل أقيم في وسط لندن، في ظل اندهاش وصمت الحضور. ووصف النائب العمالي جون مان قرار المجلة أنه "يرسل رسالة خطأ، فجائزة كهذه يجب أن تذهب للأبطال المجهولين الذي كرسوا حياتهم للعمل الخيري".

وقال النائب المحافظ تشارلي إلفايك، إن بلير قدم النصح لديكتاتور قازخستان نصرت نزار باييف، عن كيفية تجنب الشجب الدولي لمذبحة ارتكبتها القوات القازخستانية، وقتل فيها 14 شخصا احتجوا على ظروف العمل.

وكشف مؤخراً أن بلير كتب نصا، اقترحه لخطاب نزار باييف ألقاه في جامعة كامبريدج.

وقال النائب إن منح بلير الجائزة مثير للدهشة بعد أن قدم النصح للديكتاتور حول المذبحة. 

وقال المعلق الرياضي غاري لينكر في تغريدة على التويتر "سيشعر الناس بالقلق ويتساءلون إن كان هذا هو القرار الصحيح". وجاء فيها "من الواضح أن توني بلير فاز بمحسن العام، وهذه الجوائز تثير المفارقة".

وتعتبر الجوائز التي تمنحها "جي كيو" مثل "رجل العام"، من الجوائز التي يقبل عليها النجوم وتحضرها أسماء تعتبر في المقدمة مثل بيبا، شقيقة كيت ميدلتون زوجة الأمير ويليام وغيرها ممثلات وممثلون وعارضات للأزياء.

وقال بلير الذي تلقى الجائزة في "رويال أوبرا هاوس" إنه "يقدم هذه الجائزة للأشخاص الذين يعملون مع وفي منظماتي".

ويملك بلير مع زوجته شيري مملكة عقارية تقدر قيمتها بحوالي 30 مليون جنيه استرليني. ويحصل بلير على مليون جنيه سنويا جراء الاستشارات التي يقدمها للأنظمة التي تمتد من الخليج  ووسط آسيا إلى دول أفريقيا. ويتقاضي مبلغ 250.000 جنيه استرليني على المحاضرة. وأجبر في الكثير من المرات للتصريح والقول إنه يقوم بهذه الأعمال ليس مدفوعا بالأموال.

وأكد قائلا "أحترم حياتي الجديدة، وقبل كل شيء أقول إن كل التقارير عن ثروتي مبالغ فيها. وأَقرأُ أنني أملك 100 مليون جنيه، وتتساءل شيري أين هي، لا أملك هذا المبلغ، ولا نصفه أو ثلثه أو ربعه  أو خمسه.. أو أو".

وكرمت المجلة بالإضافة لبلير الممثل بنديكت تشامبرباتش الذي لعب دور المحقق في فيلم شيرلوك هولمز، وكذا بيتر كابلدي، الممثل الرئيس في مسلسل "دكتور هو". وحصل مغني البيتلز رينغو ستار على جائزة لأعماله الإنسانية. وكذا الممثل كولين فيرث حصل على جائزة. وقدمت لجوني ديب، ممثل فيلم  "قراصنة الكاريبي" جائزة خاصة.

وعلى موقع "جي كيو" كُتب عن بلير "في عام 2007 تنحى بلير كرئيس للوزراء ولكن تدفقه لم يتوقف، فإلى جانب دوره كمبعوث خاص للشرق الأوسط، وجه طاقته للعمل الخيري، وأنشأ ثلاث جمعيات خيرية، مؤسسة توني بلير الرياضية، بالإضافة لمؤسسة الإيمان التي تعمل على التقريب بين الأديان الإبراهيمية ولكن أكثر مؤسساته طموحا هي مبادرة توني بلير للحكم في أفريقيا، والتي أنشئت عام 2008 لها فروع في ست دول أفريقية -سيراليون- راواندا وليبريا وغينيا ونيجيريا وإثيوبيا والسنغال، حيث تعمل الفرق التابعة للمؤسسة مع الحكومات" في هذه البلدان.

 وأثار منح بلير الجائزة لتعليقات على تويتر، حيث قارن أحدهم القرار بمنح الجائزة للمجرم في فيلم "صمت الحملان". وقارن آخر القرار بمنحها للسفاحة المعروفة مايرا هيندلي. فيما صب آخرون جام غضبهم على المجلة وقرائها.

 وقال المعلق الثقافي في "بي بي سي" سفراز منزور، في تغريدة له: "كان يوما صعبا آخر، وكنت بحاجة للضحك، توني بلير محسن العام في حفلة جوائز جي كيو".