قال وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، الخميس، إن
التحالف الدولي الجاري تشكيله ضد "تنظيم الدولة"، المعروف إعلاميا بـ"
داعش"، "لن يرسل" قوات برية إلى العراق أو سوريا، مؤكدا أن الدول العربية سيكون لها "دور قيادي وأساسي" في مكافحة هذا التنظيم.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي رفقة وزير الخارجية السعودي، سعود الفيصل، عقب اجتماع إقليمي حول "الإرهاب" في مدينة جدة، غربي
السعودية.
كيري أوضح "خطة (الرئيس الأمريكي باراك) أوباما لمواجهة "تنظيم الدولة" لا تتحدث عن نشر أي دولة قوات برية في العراق أو سوريا".
وأضاف كيري أن الدول العربية لها "دور أساسي وقيادي في مكافحة تنظيم الدولة"، متابعا: "سأواصل اللقاءات في المنطقة" لبحث جهود مواجهة التنظيم.
وردا على رفض روسيا التدخل العسكري ضد الجماعات الإرهابية دون موافقة أممية، قال كيري: "العراق طلب مساعدتنا والقانون الدولي يمنحنا حق إغاثة الدول الذي تتعرض لغزو وتطلب المساعدة".
بدوره، قال وزير الخارجية السعودي إن "اجتماع اليوم شكل فرصة جيدة لبحث ظاهرة الإرهاب من مختلف جوانبها والغوص في جذورها ومسبباتها والحرص على الخروج برؤية موحدة لمكافحتها عسكريا وأمنيا واستخباراتيا واقتصاديا وسياسيا وفكريا".
ولفت إلى أن الاجتماع حرص على التعامل مع ظاهرة الإرهاب "من خلال منظور استراتيجي شامل لا يقتصر على دولة واحدة بل يمتد للتعامل مع الإرهاب الذي يضرب بأطنابه في كل من ليبيا ولبنان وسوريا والعراق واليمن والتي أصبحت ملاذا لهذه التنظيمات وشبكاتها وخصوصا فيما يتعلق بتدفق السلاح والعتاد إليها".
وبين أن "أكبر مثال على ذلك قيام تنظيم داعش الإرهابي الذي قام بإلغاء الحدود بين العراق وسوريا ".
ولفت الفيصل إلى أن العنصر الآخر المهم الذي تم بحثه في الاجتماع "هو تقاسم المسؤوليات"، والتأكيد على "الجدية والاستمرارية في التحرك المطلوب للقضاء على التنظيمات الإرهابية".
وحذر من أن "التقاعس والتردد لن يساعد في اقتلاع هذه الظاهرة من جذورها بل ربما يشجع على عودتها وبشراسة ".
وأضاف أن "أي تحرك أمني ضد الإرهاب لكي يؤتي نتائجه المطلوبة لا بد وأن يصاحبه تحرك جاد نحو محاربة الفكر الضال المؤدي إليه وقطع التمويل عن الإرهابيين سواء بالمال أو السلاح بما في ذلك مراقبة السلاح المتدفق من بعض الدول التي لاهم لها سووى زعزعة أمن واستقرار المنطقة والتدخل السافر في شؤونها ".
ولفت وزير الخارجية السعودي إلى أنه تم خلال اجتماع اليوم "بحث الأوضاع السياسية المضطربة في الدول التي يتمركز فيها الإرهاب".
وبين أن هذا الأمر "بات يتطلب تكثيف الجهود السياسية لدعم ومعالجة أوضاعها وعلى نحو يحقق اللحمة بين أبنائها بمختلف مكوناتهم المذهبية والعرقية وعلى مبدا المساواة في الحقوق والواجبات".
وفي رده على سؤال بشأن ما تردد حول اختلاف وجهات النظر مع تركيا خلال الاجتماع، أكد الفيصل أنه "لم يكن هناك اختلاف بتاتا بين تركيا وأي عضو من أعضاء الاجتماع ".
وتعمل الولايات المتحدة على تشكيل تحالف دولي لمواجهة تنظيم "داعش"، الذي تعتبره واشنطن أكبر تهديد لها، ويضم مقاتلين عرباً وغربيين.
واجتمعت في مدينة جدة السعودية، اليوم، 11 دولة من الشرق الأوسط (دول الخليج الست وتركيا ومصر والأردن والعراق ولبنان)، بمشاركة واشنطن، لبحث مكافحة "تننظيم الدولة".
وأعلن أوباما، الأربعاء، استراتيجية من 4 بنود لمواجهة "داعش"، أولها تنفيذ غارات جوية ضد عناصر التنظيم اينما كانوا، وثانيها زيادة الدعم للقوات البرية التي تقاتل داعش والمتمثلة في القوات الكردية والعراقية والمعارضة السورية المعتدلة، وثالثها منع مصادر تمويل التنظيم، ورابعها مواصلة تقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين.
وتنامت قوة "تنظيم الدولة " وسيطر على مساحات واسعة في سوريا والعراق في يونيو/حزيران الماضي، قبل أن يعلن في نفس الشهر تأسيس ما أسماه "دولة الخلافة" في المناطق التي يتواجد فيها في البلدين الجارين، وكذلك مبايعة زعيم التنظيم، أبو بكر البغدادي "خليفة للمسلمين"، ودعا باقي التنظيمات الإسلامية في شتى أنحاء العالم إلى مبايعته.