شنت الولايات المتحدة وحلفاؤها العرب ضربات جديدة، صباح الجمعة، على "تنظيم الدولة" في
سوريا، مستهدفة بصورة خاصة منشآت نفطية يسيطر عليها الجهاديون، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وهي ثاني مرة خلال يومين يستهدف فيها الائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة هذه المناطق النفطية بحسب المرصد، وقد تم استهداف موقع لم يحدد في الحسكة (شمال شرق).
وفي محافظة دير الزور، أصيب هدفان على الأقل، ليل الخميس الجمعة، في هذه الغارات على ما أفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن.
وجاء في بيان المرصد، صباح الجمعة، أن "طائرات يعتقد أنها تابعة للتحالف العربي الدولي -لمحاربة تنظيم الدولة وجبهة النصرة وتنظيمات إسلامية أخرى- قصفت منطقة حقل التنك النفطي بالريف الشرقي لمدينة دير الزور"، مضيفا أن "مناطق نفطية في بادية القورية بريف دير الزور الشرقي تعرضت لقصف يعتقد أنه ناجم عن ضربات صاروخية للتحالف العربي الدولي".
وأفاد البيان عن "معلومات عن خسائر بشرية في مناطق القصف"، فيما قال مدير المرصد إنه لا يسعه في الوقت الحاضر تأكيد وقوع ضحايا.
كما أن المرصد أفاد بتنفيذ قصف جوي للتحالف صباح الجمعة على "مقار ومراكز لتنظيم الدولة في منطقة مسبق الصنع، على أطراف مدينة الميادين، الخاضعة لسيطرة التنظيم".
وقتل ما لا يقل عن 140 مسلحا و13 مدنيا منذ بدء الضربات الجوية التي يشنها الائتلاف بقيادة الولايات المتحدة منذ الثلاثاء في سوريا، بحسب أرقام المرصد.
وتستهدف الضربات منشآت نفطية من أجل تجفيف أحد مصادر التمويل الرئيسية لتنظيم الدولة، حيث كان مقاتلو التنظيم الذين يسيطرون على عدد من المصافي النفطية في العراق وسوريا يهربون النفط ويبيعونه بأسعار زهيدة عبر وسطاء في دول مجاورة، ما يؤمن لهم عائدات قدرها الخبراء ما بين مليون وثلاثة ملايين دولار في اليوم.
ومن جهتها، قالت الهيئة العامة للثورة السورية، إن "4 غارات نفذتها طائرات
التحالف الدولي، استهدفت مواقع في مدينة الميادين، الواقعة بريف دير الزور (شرقا)، فيما حلقت طائرات استطلاع تابعة للتحالف، في سماء مدينة
الرقة".
بدورها، قالت شبكة "سوريا مباشر"، إن "غارات التحالف الدولي استهدفت منطقة (البحرة الخاتونية)، في ناحية الهول الحدودية، بمحافظة الحسكة (شمال شرق)، وهي منطقة قريبة من الحدود مع العراق، كما استهدفت الغارات حقلا نفطيا في محيط مدينة الشدادي في ريف الحسكة".
وأضافت الشبكة أيضا أن "الغارات استهدفت محيط بلدة (العشارة) في ريف دير الزور الشرقي، فيما استهدفت غارة أخرى حقل (التنك) النفطي، في ريف دير الزور الشرقي أيضا".
فصيلان معارضان يرفضان استهداف فصائل المعارضة
هذا ورفضت كل من
الجبهة الإسلامية، والاتحاد الإسلامي لأجناد الشام، وهي من أكبر الفصائل المقاتلة لنظام بشار الأسد، ما وصفتها بـ"استهداف الفصائل الفاعلة على الأرض ضدّ نظام الأسد، إذ سيزيد ذلك من جرائم النظام بحقّ المدنيّين العزّل"، على حد تعبيرها.
جاء ذلك في بيان صدر عنهما، الخميس، وأوضحا فيه رفض "أيّ تجمّع، أو تحالف عسكريّ، أو سياسيّ، يزيد من معاناة السوريين قتلا وترويعا وتشريدا، ولا يعنيهم فيه المبررات المصطنعة في حرب الإرهاب"، فيما شدد البيان على أن "الحملة هي لزيادة محنة الشعب وابتلائه، واستمرار في النفاق الغربيّ".
وأضاف البيان أيضا، "إنّ رفضنا هذا يأتي من معاناتنا، واضطرارنا للدفاع عن أنفسنا ضد الإرهاب الذي يزعم الغرب اليوم محاربته، والذي كان فيه للنظام الأسدي المجرم دور أساسي في ظهور (
داعش)، وثنَّت عليه (يقصد النظام)، المواقف الدولية، وساهمت بصمتها".
وأكّد الفصيلان على أنهما "حذّرا مرارا من استهداف المدنيين والثوار، الذين خرجوا لقتال نظام الإجرام، وتحرير سوريا منه"، وأعلنا بأن قتالهما لنظام الأسد وتوابعه لن يتوقف حتى إسقاطه.
واستهجن البيان أيضا "التحييد الكامل لقوات وقواعد ا?سد في هذه الحملة، رغم ممارسته إرهاب الدولة"، مؤكدا أن "أي اعتداء على القوى الفاعلة والمشاركة في الثورة، سيؤدي بالنظام لانتهاز الفرص، لارتكاب المزيد من الجرائم بحق الشعب الأعزل".
وتشن الولايات المتحدة ودول أخرى حليفة لها غارات جوية في العراق وسوريا، تستهدف مواقع لـ "تنظيم الدولة"، الذي يسيطر على مساحات في البلدين الجارين، وأعلن في حزيران/ يونيو الماضي قيام ما أسماها "دولة الخلافة".