رغم السخط الشديد الذي أبدته الصحافة العبرية الأيام القليلة الماضية على رئيس السلطة
الفلسطينية محمود
عباس بعد خطابه في الأمم المتحدة، ووصفه بأنه "ليس معنيا بالسلام، ويفتري على اسرائيل"، والانتقاد الرسمي الذي صدر من مكتب رئيس الوزراء بنيامين
نتنياهو لكلمته، الذي اتهمها بأنها، "تحريضية ومليئة بالاكاذيب"، أكد الكاتب
الإسرائيلي شيمعون شيفر أن "عباس ما زال شريكاً رغم كل شي".
شيفر في مقاله الأحد في صحيفة "يديعوت"، اعتبر أن خطاب عباس "كان كفاحيا وحماسيا وتضمن غير قليل من التزويرات التاريخية. ولكن مع بديل مثل خالد مشعل واسماعيل هنية، ليس لاسرائيل بديل أفضل منه".
وتساءل المحلل السياسي في الصحيفة: "على فرض أن أبو مازن ليس شريكا للسلام كفيلا أن يؤدي الى تسوية سياسية بيننا وبين الفلسطينيين، علين أن نسأل أنفسنا سؤالا بسيطا: إذن من الشريك؟ هل هو خالد مشعل، اسماعيل هنية أم كل واحد آخر قد تحاول اسرائيل تتويجه كمناسب أكثر لادارة مفاوضات معنا؟ يبدو أن لا".
وأشار إلى أن سلطات بلاده يجب عليها مضطرة أن تتعامل مع عباس "حتى لو كان بعض مما قاله في الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويويرك يزور بالفعل التاريخ وهو مثير للحفيظة بالتأكيد، فلا نزال سنبقى مع الواقع الاليم الذي يواصل فيه الشعبان البحث بالشموع عن صيغة تضمن الامن للاسرائيليين وتقرير المصير للفلسطينيين".
وبين أن الخطابات التي تلقى كل سنة من على منصة الأمم المتحدة هي بالأساس رمزية وفي معظم الحالات عديمة الأهمية السياسية، وقال "هذا صحيح ايضا في حالتنا: فهل يمكن لاحد ما ان يتذكر قولا جوهريا واختراقيا واحدا اطلقه نتنياهو في الامم المتحدة: فخطابات رئيس الوزراء تأتي دوما بذات الرزمة: فهي تتضمن تذكيرات بالكارثة واستعراضا للتهديدات الوجودية التي تحدق باسرائيل".
وأوضح شيفر أن ثمة سبيلان لمواجهة المسائل التي طرحها ابو مازن في خطابه. السبيل الاول، الذي لا بد على نحو شبه مؤكد أن يلقى تعبيرا له في خطاب نتنياهو في الامم المتحدة غدا هو: قلت لكم، ابو مازن ليس شريكا للسلام ويزور التاريخ بشكل خطير.
أما الرد الثاني على أقوال "أبو مازن"، بحسب شيفر، فيستدعي منا التفكير بجدية في البدائل والدفع إلى الأمام بحل من جانبنا يقوم على أساس واحدة من إمكانيتين: دولتين للشعبين أو دولة ثنائية القومية واحدة تضمن منح حقوق كاملة لكل سكان بلاد إسرائيل، يهودا وعربا على حد سواء.
ولفت في ختام مقاله إلى أنه سيكون هناك من يقول أن من يتعاون معنا في الليل مسموح له أن يطلق خطابات تتضمن ترهات ضدنا أيضا في النهار. ولكن القرار في مستقبلنا لا يوجد فقط في يدي أبو مازن. فهو يوجد أيضا في يد حكومة إسرائيل. خسارة فقط أن نتنياهو لم يتمكن من فهم ذلك وعمل ذلك في هذا الشأن".