توقفت عمليات الإغاثة بعد ظهر الاثنين في
اليابان، بعد 48 ساعة على الثوران
البركاني المفاجئ الذي تسبب على الأرجح في مقتل 36 شخصا، بعد أول ثورة بركانية تسقط ضحايا في اليابان منذ عام 1991 وأصيب 63 شخصا بعضهم بكسور.
كما أعلنت السلطات عن فقدان ثمانية أشخاص آخرين لكن يعتقد أن البعض منهم ربما يكونون في عداد
القتلى.
ومشط أكثر من 500 من رجال الإنقاذ قمة الجبل وهم يغوصون في طبقة الرماد التي تصل إلى الركبة ويمرون بأكواخ جبلية ظهرت على سقوفها وجدرانها فجوات تسببت بها الصخور التي قذفها البركان.
وتسلق حوالى 1160 رجل إنقاذ من أجهزة الشرطة والإطفاء وقوات الدفاع الذاتي، صباح الاثنين جبل أونتاكي الواقع في وسط البلاد، على ارتفاع اكثر من ثلاثة آلاف متر، بين إقليمي ناغانو وغيفو.
وأوضح جندي ان "عمليات البحث تجرى عبر تقدير أماكن وجود الضحايا بالعين المجردة ومن خلال الحفر في الرماد".
واضطرت فرق الإغاثة للبدء بالنزول بعد ظهر الإثنين، كما حصل الأحد، بسبب رائحة الكبريت النفاذة.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال مسؤول في مديرية ناغانو ان "الدخان ما زال يتصاعد".
في هذا الوقت، أكد متحدث باسم شرطة المنطقة "العثور في الجبل على خمسة أشخاص جدد في حالة توقف في القلب".
ويضاف هؤلاء الضحايا إلى 27 آخرين في الوضع نفسه، وإلى أربعة رجال تم نقلهم الأحد إلى أسفل الجبل وتأكيد وفاتهم.
ونقلت نهار الإثنين ثماني جثث أخرى.
وشدد رئيس الوزراء شينزو آبي على القول إن "الأولوية هي لإنقاذ أرواح الناس".
وقال خبير بركاني من جامعة ناغويا للتلفزيون "هذا ثوران للبخار المتراكم فوق الصهارة البركانية أدى إلى قذف أحجار ورماد".
وقال الجندي المشارك في عملية الإنقاذ "شاهدت حصى صغيرة الحجم وصخورا يبلغ قطرها المتر أيضا".
وذكر المتحدث باسم الحكومة "من أصل 303 متسلقين تم إحصاؤهم السبت قبل التسلق لا زال لدينا عدد من المفقودين" بالإضافة إلى القتلى والمصابين الذين عثر عليهم. وقد يكون عدد المفقودين أكبر من ذلك، حيث أن بعض المتنزهين لا يسجلون أسماءهم.
وأضاف أن 63 شخصا أصيبوا، مشيرا إلى أن جروح بعض منهم خطرة.
ويعمل رجال الإغاثة في ظروف بالغة الصعوبة، بسبب الغبار والغازات السامة المنبعثة من البركان حتى وإن كان لم يقذف الحمم.
وقال مسؤول في قوات الدفاع الذاتي إن "الجنود الذين أرسلوا إلى الجبل يرتدون سترات واقية من الرصاص ونظارات الوقاية وأقنعة تقيهم من تنشق الغبار".
وانتشرت طبقة كثيفة من الرماد حتى مسافة واسعة حول البركان.
وفي تصريح للتلفزيون، قالت متسلقة نجت بأعجوبة رغم أنها كانت قرب قمة البركان، "كنت على بعد ثانية أو ثانيتين من الموت".
وتبين صور التقطها هواة في أحد البيوت الجبلية الخشبية كيف سادت العتمة فجأة واستولى الذعر على من كانوا في داخله.
وقال أحد المتسلقين للتلفزيون "لجأنا إلى الطابق السفلي لأن سقف البيت الجلي قد طار"، فيما قال أحد زملائه "شعرت باقتراب الموت".
وذكر توشيتسوغو فوجي الخبير الذي يرأس لجنة مهمتها توقع النشاط البركاني "كان ثورانا يتعذر توقعه وقد تخطى وسائل الرصد التي بحوزتنا".
وجبل أونتاكي الذي كان قبل السبت مصنفا في المستوى واحد على سلم من خمس درجات، لم يستيقظ بمثل هذه الطريقة منذ 1979 عندما قذف آنذاك أكثر من 200 ألف طن من الرماد.
ورفعت وكالة الأرصاد الجوية السبت الخطر إلى المستوى الثالث، ما يعني أن الخطر يمكن أن يمتد حتى المساكن الموجودة في المنطقة المحيطة بالبركان. ولا يستبعد الخبراء ثوران الحمم هذه المرة.