قالت صحيفة "التايمز" البريطانية إن الولايات المتحدة سترسل قيادات عسكرية للعراق، ولأول مرة منذ خروج
القوات الأميركية من هناك قبل 3 أعوام، وكجزء من مهمة عاجلة لدفع القوات
العراقية ومساعدة قوى الأمن ضد تنظيم الدولة المعروف بـ "
داعش".
وتبين الصحيفة أن قرار إرسال قيادات عسكرية إلى بغداد، جاء بعد عقد الرئيس الأميركي اجتماع أزمة لقادته العسكريين ومسؤولين عسكريين من 21 دولة أعضاء في
التحالف الدولي ضد "داعش"، الذي يتقدم مقاتلوه باتجاه العاصمة بغداد.
وستشمل عمليات نشر القوات جنودا من فرقة المدرعات الأولى، وعددهم 500 جندي، ولن يتم نشرهم بالكامل في العراق. ويقول القادة العراقيون إن الجيش العراقي بحاجة لدفعة قوية، ويعاني من تدن في المعلومات وهروب أعداد كبيرة من عناصره، وليس قادرا في هذه الحالة على مواجهة تنظيم الدولة بمفرده، بحسب "التايمز".
وأشارت الصحيفة إلى اجتماع قاعدة سانت أندروز الجوية، الذي ضم قيادات عسكرية بريطانية وثماني دول شاركت في الحملات الجوية ضد "داعش" في العراق وسوريا. وشكر الرئيس باراك أوباما الحضور على مشاركة بلدانهم في العمليات العسكرية ضد المتطرفين. وحذر أوباما من نكسات في أثناء العملية العسكرية.
وترى الصحيفة أن فشل الغارات الجوية، التي بدأت قبل 69 يوما، ظهر من خلال الانهيار المستمر للقوات العراقية في المناطق الاستراتيجية، خاصة محافظة الأنبار، التي أصبحت تحت سيطرة مقاتلي "داعش"، ويحذر المسؤولون من إمكانية وقوع العاصمة بغداد في مرمى أهداف داعش" وقذائفه الصاروخية."
ويلفت التقرير إلى خشية المسؤولين الأميركيين من أن تكون العاصمة الهدف القادم لـ "داعش"، بعد سيطرتهم على الرمادي عاصمة الإقليم، حيث يتوقع انسحاب قوات الجيش العراقي منها في الأيام المقبلة. وهرب من المنطقة حوالي 180.000 لاجئ بسبب القتال الشديد.
وتذكر الصحيفة أن قوات التحالف واصلت هجماتها باتجاه بلدة كوباني، التي تسيطر قوات "داعش" على نصفها، حيث شن الحلفاء 21 غارة. وتهدف الهجمات الجوية لمنع مقاتلي "داعش" من الحصول على تعزيزات ومقاتلين.
وتذهب الصحيفة إلى أن البنتاغون حضّر الأجواء للهزيمة، من خلال التأكيد على سقوط مدن جديدة في يد "داعش"، والقول إن كوباني/عين العرب ليست مهمة في استراتيجية الولايات المتحدة، التي ترى أن المعركة المهمة هي في العراق.
ويجد التقرير أن الرئيس أوباما وأركان إدارته يواجهون انتقادات من الجمهوريين والنواب الديمقراطيين أيضا؛ بسبب استمرار تقدم قوات تنظيم الدولة. إذ علق النائب الجمهوري ماركو روبيو قائلا "المشكلة هي أن النزاع يتطور بطريقة تفوق قدرتنا لتدريب وتسليح ونشر عناصر المعارضة في ساحة المعركة. ولن يجلس (داعش) مكتوف الأيدي ينتظرنا حتى ننتهي من تدريب المعارضة، وقد يفوت الوقت لنشرهم عندما يتمون التدريب".
وتقول "التايمز" إن جهود قتال "داعش" قد تعطلت بسبب رفض تركيا السماح باستخدام قواعدها العسكرية لشن غارات ضد تنظيم الدولة، ومن هنا كان اجتماع يوم الثلاثاء لتنسيق جهود دعم القوات العراقية والكردية والمعارضة السورية عسكريا، وكذلك التشارك في المعلومات الأمنية وتنسيق جهود الدعم الإنساني.
ويعتقد المسؤولون الأميركيون أن مقاتلي "داعش" يستخدمون اللاجئين كغطاء، كي يزرعوا خلايا نائمة داخل العاصمة، ولمواصلة زرع البلبلة فيها، حيث لم تتوقف حملات التفجيرات والسيارات المفخخة، والتي قتلت حوالي 50 شخصا، وفق التقرير.
ويكشف التقرير عن خسارة القوات العراقية في محافظة الأنبار ثلث قواعدها العسكرية في الأسابيع الثلاثة الماضية، كانت آخر القواعد قاعدة هيت العسكرية. وبرر القادة العسكريون الانسحاب بأنه تكتيكي رغم أن بعض القوات اشتكت من غياب القيادة.
وتنقل الصحيفة عن الجنرال مارتن ديمبسي، رئيس هيئة الأركان المشتركة، قوله إن انهيار الجيش العراقي يفتح الباب أمام "داعش" للتقدم تجاه مطار بغداد الدولي، "ولن نسمح بهذا".
وتختم الصحيفة تقريرها بالإشارة لقول الجنرال العقيد ريتشارد ويليامز، الذي قاد القوات الخاصة البريطانية لإخراج مقاتلي القاعدة من بغداد في الفترة ما بين 2006- 2007، إن التحرك نحو بغداد هو الهدف الرئيسي لـ "داعش".