علقت صحيفة "التايمز" البريطانية على التطورات في
العراق وقتال تنظيم الدولة المعروف بـ "
داعش"، بالقول إن قرار البرلمان العراقي المصادقة على الحكومة المتعددة إثنيا في العراق، خطوة يرحب بها باتجاه السيطرة على الفوضى في البلاد "لكن تشكيلة الحكومة، التي قدمها رئيس الوزراء حيدر
العبادي، لن تكون سوى إدارة مؤقتة تمثل جبهة سطحية في المعركة ضد تنظيم الدولة".
وترى الصحيفة أنه حتى يعود الاستقرار للعراق يجب تحقيق نصر حاسم ضد "داعش". وحتى يتم هذا فعلى حكومة الوحدة الوطنية، التي أعلن عنها، أن تذهب أبعد من تقديم توازن في السلطة يهدف لمواجهة الاقتتال الطائفي. فما يحتاجه العراق هو "القتال من أجل الحفاظ على وحدة أراضيه ومصداقيته كدولة ذات سيادة".
وتشير "التايمز" لتعيينات العبادي الأخيرة "ولهذا السبب فتعيينات العبادي نهاية الأسبوع قد تكون مصدرا للقلق، فوزير الداخلية الجديد محمد سالم الغبان، شيعي ينتمي لمجموعة بدر، التي أدار جناحها العسكري فرق موت أثناء الحرب الطائفية، ويخشى السنة، وهم محقون في هذا من أن تكون
إيران هي التي ستشد الخيوط داخل قوى الشرطة السرية، كما يشعرون بالقلق من أن رحلة العبادي الأولى خارج بلاده ستكون لإيران".
وعليه دعت الصحيفة "الولايات المتحدة وحلفاءها للقيام باحتواء التأثير الإيراني في العراق. ويمكنها فعل هذا من خلال لعب دور قوي في الحرب ضد (داعش). فالحرب الجوية المترددة التي لا تقارن بحملات عسكرية سابقة تعطي فكرة للعراقيين أنهم لن يستطيعوا الاعتماد على الحرب الجوية لمدة طويلة. ففي نهاية الأسبوع الماضي لم تشن الطائرات الأميركية سوى طلعتين فوق العراق وسوريا. مقارنة مع الهجمات الجوية ضد صربيا عام 1999، حيث كانت الولايات المتحدة تشن 138 غارة في اليوم. وفي حرب عاصفة الصحراء ضد صدام حسين في عام 1991 كان معدل الغارات اليومية يصل إلى 1.100 غارة.
وتقول الصحيفة إن الهدف النهائي للحملة العسكرية، وهو إضعاف وتدمير "داعش"، لن يتحقق من خلال هذه الغارات المحدودة. ومن هنا فقد كان السناتور الجمهوري جون ماكين مصيبا في وصف هذه الغارات "وخزات"، وهو ما يضع ضغوطا على الرئيس الأميركي باراك أوباما من قبل القادة العسكريين الذين يطالبون إدارته بعمل أكثر، وهم محقون في طلبهم.
وترى "التايمز" أن تكثيف الولايات المتحدة من غاراتها على بلدة كوباني، أثبت أنها كانت قادرة على وقف تقدم "داعش"، ولهذا فيجب على بريطانيا والدول الأخرى المشاركة وتوفير طائرات وطيارين إضافيين.
وتجد الصحيفة أن الحلفاء الرئيسيين مطالبون بدراسة نجاعة الاستراتيجية الحالية التي تقوم على عمليات محدودة لشراء الوقت، حتى يكون الجيش العراقي جاهزا للعمليات العسكرية البرية ضد "داعش"، وهل هذه الاستراتيجية ناجحة وتخدم مصالح الدولة العراقية في المستقبل. فالعمل العسكري الموسع يمنح، كما يرى البعض، فرصة لإيران كي توسع وتعزز قوتها الإقليمية، حيث تقدم نفسها إلى جانب الشيعة في العراق كحام لبغداد.
وتعتقد الصحيفة "يجب ألا يسمح لهذه الرواية بالانتصار، فإيران قوية لا يفحص قوتها أحد، وتحل محل الفراغ الذي خلفه (داعش) المهزوم وراءه، لن يعمل هذا إلا على تعزيز انزلاق العراق نحو التفكك".
فالأمر يعود للتحالف، الذي تقوده الولايات المتحدة باستخدام سيادتها للجو وهزيمة "داعش"، كما أن الأمر يعود للجيش العراقي لمواجهة الجهاديين، ويجب ألا يكون هناك أي تأخر في نشر القوات، فقد تلقى الجيش العراقي تدريبات ولسنوات على أيدي القوات الأميركية وبكلفة 17 مليار دولار، وما يحتاجه الجيش هو قيادة حكيمة، بحسب الصحيفة.
وتخلص الصحيفة إلى أن هزيمة "داعش" ممكنة دون نشر قوات برية أميركية أو بريطانية، ولكن يجب توفر الالتزام بالعملية، وفي النهاية "يجب التخطيط وبشكل مناسب ضد (داعش) حتى تتم هزيمة الجهاديين بشكل جيد".