بينما يمتد الضباب في
روسيا هذه الأيام معظم الوقت، جاء خبر الزيارة المرتقبة لوزير خارجية النظام السوري
وليد المعلم إلى موسكو الأربعاء المقبل، ليثير ذات السؤال الذي اختاره رئيس الائتلاف السوري الأسبق
معاذ الخطيب في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر عنوانا لمقال نشره على صفحته بالفيس بوك: "هل تشرق الشمس من موسكو".
الخطيب في مقاله الذي تفاعل معه أكثر من ألفي شخص بين مؤيد ومعارض لما جاء به، وضع المواطن السوري في قلب زيارته لموسكو 8 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، ونقل له كل تفاصيل الزيارة وما تضمنته من نقاشات ووعود، وجدها الخطيب في مجملها "إيجابية".
وتأتي الزيارة التي يعتزم المعلم القيام بها إلى موسكو بحسب ما نقلته الأربعاء صحيفة الوطن السورية المقربة من نظام
الأسد، بعد 18 يوما من زيارة الخطيب، لتثير بعض التفاؤل مبعثه أن ما جاء في مقال الخطيب، سيكون مطروحا للنقاش في أجندة زيارة المعلم لسوريا، وصولا إلى حل سياسي للأزمة السورية.
وقال الخطيب في مقاله: "قلنا للروس بصراحة وبكل موضوعية: قد يكون قسمٌ من الشعب السوري مع بشار الأسد، وقسم ضده ولكنه المسؤول الأول عما جرى، وبالتالي فإنه لا يمكن بأية طريقة قبول أن يكون جزءاً من مستقبل سورية السياسي، وصحيح أن هذا لا يتم خلال يوم وليلة، ويحتاج إلى ترتيبات ما، ولكنه أمر أساسي بالنسبة لمصلحة سورية، وطلبْنا منهم أن يسعَوا بالتفاهم مع الأمريكان ويتوافقوا على صيغة وليسموها جنيف 3 إن شاؤوا، لفتح نوافذ حل سياسي تفاوضي".
وأضاف: "لم يعترض الروس على كل ما قلناه، وأخبرونا أنهم يفكرون في عقد مؤتمر يضم بعض الشخصيات من المعارضة السورية".
بدورها، لم تنف صحيفة الوطن السورية التي نقلت خبر زيارة المعلم لموسكو وجود توجه نحو إقامة مؤتمر "سوري-سوري".
وقالت الصحيفة، إن "بوتين سيستقبل المعلم والوفد السوري المرافق الأربعاء المقبل، للتباحث في الأفكار الروسية المطروحة تجاه عقد مؤتمر سوري-سوري في موسكو، يضم عدداً من المعارضين ومسؤولين سوريين".
وفي وقت سابق، قال عضو بارز في الائتلاف السوري لوكالة الأناضول يوم 10 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، إن "هناك مساع لإنشاء كيان جديد للمعارضة، يكون بديلا للائتلاف، وأن العالم بدأ يتعامل مع هذا الكيان حتى قبل الإعلان عنه رسميا، بدليل زيارة الخطيب لموسكو".
ولفت المصدر إلى أن الائتلاف السوري، عجز عن مسايرة الواقع بحلول متجددة، غير أن هذا الكيان الجديد يحمل أفكارا للحل، بدأت "تلقى قبولا لدى المجتمع الدولي".
وسبق أن اتهم الخطيب في أكثر من تصريح صحفي المعارضة السورية، واصفاً إياها بـ"المحنطة"، في إشارة إلى أن أفكارها غير متجددة ولا تساير الواقع، وقال في مقاله إن "زيارة موسكو كانت بهدف كسر الجمود، لأن هناك أمرا مهما جداً في السياسة وهو: اِحذر أن تموتَ قضيتُك، وإن لم تحركها أنت فلن يحركها أحد".
فهل تعد زيارة المعلم لموسكو بعد 18 يوما من زيارة الخطيب من النتائج العملية لهذه الخطوة الجريئة، بهدف إقامة مؤتمر يكسر حالة الجمود ويصل إلى حل .. في انتظار ما ستسفر عنه الأيام للإجابة على سؤال الخطيب: هل ستشرق الشمس من موسكو؟