قالت الكاتبة الإسرائيلية أريئيلا رينغل
هوفمان، إن من أهم ما يمكن استنتاجه من عمليات
القدس الأخيرة أن إسرائيل لا تسيطر على مجريات الأحداث في القدس، رغم أن جيشها هو العاشر على مستوى العالم، ورغم وجود جهاز الأمن العام (الشباك).
وتذهب في مقالها المنشور الخميس في "معاريف"، إلى أن على المسؤولين في الكيان الإسرائيلي أن يعترفوا بوجود حرب دينية.
ومن خلال استعراضها لمجريات الأحداث على مدى سنين الاحتلال، وجدت أنه بعد 47 عاما من قرارات توحيد القدس فإنها ما زالت غير موحدة.
وتقول إن القدس "للأسف لن تكون موحدة كذلك بعد 47 عاما أخرى"، لأن الفلسطينيين قالوا مرة بعد أخرى إنهم لا يعترفون بتوحيد المدينة.
وتذهب إلى أبعد من ذلك، قائلة إن القدس المتصلة مع أحياء عربية مكتظة وفقيرة ومهملة بشكل متعمد أو غير متعمد، يتعمق فيها العنف والكراهية، فتنتج فيها "عمليات القتل التي تتغذى على الأصولية الدينية" على حد قولها.
ومن ناحية أخرى، "نحن لا نستطيع أن نُبدل جلد أبي مازن وإجباره على أن يكون شخصا آخر، ولا نستطيع أن نوقف التوسع الديني الأصولي والتأثير الداعشي الذي يجد تعبيره في اختيار سلاح
العمليات، ولا نستطيع أيضا احتواء الأحياء وتحويلها إلى جزء من النسيج الطبيعي لهذه المدينة"، وفقا للكاتبة.
لذلك، ولأسباب أخرى مشابهة، تخلص هوفمان إلى أنه يجب التوجه إلى خيار أقل سوءًا، وهو تقسيم المدينة، لأن محاولات توحيدها لم تثمر إلا عن الخسائر.
وتقول إن الخيار الأقل صعوبة في القائمة هو أن نعترف بأن حلم المدينة الموحدة قد أثمر ثمارا سيئة.. وتؤكد أن الاعتراف والانفصال والجدار العازل المرتفع، تضمن جميعها - كما يقولون - جيرة حسنة.
وتوضح أنه "صحيح أن انسحابنا من غزة لم يثبت أن هذا الحل هو الأفضل، ولكن في الظروف الحالية فإن هذا هو الحل الوحيد الأقل سوءًا، كما تقول الكليشيهات".
وتشدد على أنها خطوة قد تكون أحادية، وغير سهلة، وقد تخلق صعوبات أمنية كبيرة.. لكن الخطوات الثنائية لم تثمر عن نتائج هي الأخرى.
وتبرر أن هذا الخروج هو الحل لهذه الضائقة، ما دام الأمر ما زال ممكنا، لأنه "غدا أو بعد غد أو بعد عام ستزداد الكراهية وسيتصاعد العداء ومعه العمليات"، وتقول إنه "حينها سيكون تقسيم المدينة غير ممكن مع حي أوري أريئيل في سلوان".
وتؤكد هوفمان ثانية أن "هذا ليس ضدهم، بل هو في مصلحتنا".