نشر موقع "ميدل إيست آي" مقالاً لتوم ستيفونسون، يصف فيه المرشح الرئاسي
التونسي الباجي قايد
السبسي بأنه نسخة من رئيس تونس الأول الحبيب بورقيبة، ويقول إن السبسي يعتمد على علاقاته ببورقيبة لضمان فوزه.
ويشير الكاتب إلى أنه على المستوى العالمي يعرف السبسي على أنه القائد لحملة ضد حزب
النهضة الإسلامي، لكن محلياً يسوق السبسي نفسه لا على أنه ضد الدين المسيس، لكن بمحاولة استدرار الإعجاب لقائد من الماضي.
ويذكر التقرير أن السبسي، البالغ من العمر 88 عاماً، سياسي مخضرم خدم في عدد من المناصب العالية تحت حكم الرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة؛ ففي عام 1965 عين السبسي وزيراً للداخلية تحت حكم بورقيبة، وهو المنصب الذي شغله لأكثر من أربع سنوات، قبل أن يعين وزيراً للدفاع عام 1969، وبعدها انتقل السبسي ليعمل سفيراً لتونس في باريس.
ويتابع التقرير أنه في عام 1980 استدعى بورقيبة السبسي ليكون وزيراً منتدباً في حكومة محمد مزالي، وفي عام 1981 أصبح وزيراً للخارجية، وهو المنصب الذي شغله لأكثر من خمس سنوات أو قبيل نهاية عهد بورقيبة.
ويلفت الكاتب إلى أنه بالإضافة للمناصب الوزارية التي تقلدها السبسي، فقد ألف كتاباً سماه (الحبيب
بورقيبه: القمح والقشر)، الذي يسرد فيه روايته لسنوات حكم بورقيبه، ويفصل فيه لماذا يعتقد بأن بورقيبة هو من شكل تونس الحديثة.
وخدم السبسي ثلاث مرات عضواً في البرلمان عن دائرة تونس العاصمة تحت حكم بورقيبة، وتحت حكم الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.
ويستدرك ستيفونسون أنه بدلاً من محاولة التقليل من شأن الدور الذي أداه في نظام الحكم قبل الثورة، فإن السبسي سوق نفسه على أنه الخليفة لبورقيبة، وعندما أطلق حملته الانتخابية اختار أن يطلقها من ضريح الحبيب بورقيبة من مدينة المنستير.
ويوضح الكاتب أن البعض تجذبه نغمة السبسي بأنه سيعيد الاستقرار للبلاد. يقول السيد رياحي، وهو مدير شحن في طيران تونس "سيكون الباجي بالضبط مثل بورقيبة، وسيعيد الفخر لتونس".
وأردف قائلاً للموقع: "صحيح أنه كبير السن، لكن عنده العقل الذي يناسب هذا السن، وهو قائد حقيقي ولديه خبرة رجل الدولة في كيفية إدارة الأمور".
ويرى ستيفونسون أن إرث بورقيبة فيه جوانب إيجابية وأخرى سلبية، فبينما ينسب إليه الفضل في نشر التعليم والارتقاء بحقوق المرأة، إلا أن فترة حكمه كانت ديكتاتورية، ولم تسمح بالمعارضة أو الممارسة الديمقراطية، وفي الانتخابات الرئاسية الثلاثة التي أجراها بورقيبة عام 1964 وعام 1969 وعام 1974 فاز بورقيبة بنسبة 100% من الأصوات.
ويبين التقرير أن مؤيدي بورقيبة ينتقدون السبسي لتوظيفه إرث بورقيبة في حملته، مشيرين إلى أنه لم يقف مع بورقيبة عام 1987، عندما عزله بن علي من السلطة الفعلية.
ويجد الكاتب أنه مع ذلك، فيبدو أن توظيف السبسي لإرث بورقيبة جلب له نجاحاً كبيراً، حيث حصل السبسي على 39.5% من الأصوات في الجولة الأولى، بينما حصل
المرزوقي على 33.4%، بعد أن قررت بعض شخصيات النظام القديم دعمه في آخر لحظة.
ويفيد التقرير أنه في تشرين الأول/ أكتوبر في الانتخابات البرلمانية فاز حزب السبسي "
نداء تونس" بـ 38% من الأصوات متفوقين على خصمهم حزب النهضة بـ 10 نقاط مئوية.
ويشير الكاتب إلى أن نغمة السبسي لاقت قبولاً خارج تونس، فبعد زيارة قام بها للإمارات في شهر آيار/ مايو قدمت الإمارات سيارتين مصفحتين ضد الرصاص لحزب "نداء تونس".
ويقارن التقرير السبسي بخصمه المرزوقي، ويشير إلى محاولة الأخير استخدام استراتيجية بورقيبةضد خصمه، ففي حشد من مؤيديه في مدينة بيجا في 12 كانون الأول/ ديسمبر قال المرزوقي، إنه يخشى أن يعني فوز السبسي "عودة البلاد إلى المربع رقم واحد، وضمان عودة النظام القديم.. وستخسر تونس كل شيء حققته خلال ثلاث سنوات بعد الثورة".
ومن جهته انتقد حزب "نداء تونس" كلام المرزوقي واتهاماته بحصول تزوير في الدورة الأولى على أنها "تهدد السلم الاجتماعي"، وفق الموقع.
ويقول الموقع إنه بينما اختار النهضة عدم ترشيح أحد في الانتخابات الرئاسية، بل إنه قرر في اجتماع مجلس الشورى التابع له في 13 كانون الأول/ ديسمبر أكثر من ذلك بأن يبقى على الحياد في معركة الانتخابات الرئاسية، ويمتنع من تأييد حملة المنصف المرزوقي.
ويكشف التقرير عن أن هذا القرار لم يكن بالإجماع، حيث اعترض عليه رئيس الوزراء السابق حمادي الجبالي، مما هدد بانقسام في الحزب، بحسب نائب الرئيس عبدالفتاح مورو.
ويعتقد الكاتب أنه غالباً ما يكون قرار النهضة لصالح السبسي، ولكن حملة "نداء تونس" تعتقد بأن ترشح السبسي للرئاسة سيكون هو الأخير، سواء نجح في الانتخابات أم خسرها.
ويخلص ستيفونسون إلى أنه يبقى أن نرى إن كان التونسيون سيقتنعون بوعده بإعادة أمجاد أيام بورقيبة، أم يكون آخر قشرة تنفصل عن حب القمح من إرث يعيش حالة احتضار.