دعا المعلق سايمون هندرسون، مسؤول برنامج الخليج والطاقة في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى،
الولايات المتحدة إلى التدخل، وإن سرا، لتأكيد انتقال سلس للسلطة في
السعودية، وعدم ترك الأمر لآل سعود كي يرتبوا الأمر بأنفسهم.
ويقول معلقا على إدخال الملك عبدالله للمستشفى لإجراء فحوص طبية، رغم وجود المعدات الطبية المتقدمة في قصوره، إن هذا الإجراء يثير القلق. فالملك البالغ من العمر 91 عاما، يعاني من مشاكل في المشي بسبب آلام الظهر، حيث خضع في العامين الماضيين لعمليات جراحية. مستدركا بأن المشاكل التي لم يُعلن عنها هي نتيجة ممارسته لعادة التدخين لفترة طويلة.
ويشير الكاتب إلى أن خلافة الملك من الناحية النظرية معروفة، فولي عهده هو الأمير سلمان بن عبد العزيز، البالغ من العمر (78 عاما)، وهو وإن بدا نشيطا ويظهر في المناسبات كلها، إلا إنه يعاني من الخرف، ولاحظ زواره أنه يفقد التركيز بعد دقائق، ويصبح كلامه غير مفهوم.
ويرى هندرسون أن السبب في نشاط الأمير سلمان هو محاولته الوصول إلى عرش المملكة، أو لأن من حوله يريدونه تولي الحكم.
ويبين التقرير أن هناك مؤشرات لوجود تنافس داخل العائلة المالكة بدرجة لم يكن الملك عبدالله قادرا فيها على استبدال الأمير سلمان، مع أنه قام في آذار/ مارس بتعيين الأمير مقرن (الأخ غير الشقيق)، الذي يعد أصغر أبناء الملك المؤسس عبدالعزيز بن سعود، في منصب نائب
ولي العهد، ما يعني تجاوز عدد من الإخوة الذين لهم حق بالحكم، وقام بالتأثير على مجلس البيعة كي يعزز موقع الأمير مقرن. وبدا قراره المثير للجدل مهما عندما أعلن عنه رسميا، والذي لم يحظ بإجماع الأمراء الكبار.
ويلفت الكاتب إلى أنه في الآونة الأخيرة بدا ظهور الملك في المناسبات العامة نادرا، لكنه ظل صاحب القرار الأول في البلاد، حيث استقبل في شهر تشرين الأول/ أكتوبر الأمير تميم بن حمد آل ثاني، وذلك لحل المشاكل الخليجية- الخليجية، واستقبل في منتصف كانون الأول/ ديسمبر الملك عبدالله الثاني، عاهل الأردن، لمناقشة القضية السورية.
ويعتقد هندرسون أن فراغا في السلطة سيحدث في الرياض عقب وفاة الملك أو لغيابه نتيجة فترة علاج طويلة ينجم عنها عجز الملك عن الحكم، وسيكون ذلك مثار اهتمام في العواصم الدولية؛ لأن السعودية تعد أكبر منتج للنفط في العالم. ورغم تسيدها الإنتاج العالمي، إلا أنها لم تكن قادرة على وقف تراجع أسعار النفط، وحاولت الحفاظ على حصتها من السوق العالمية، وربما التأثير على صناعة النفط المستخرج من الصخر الزيتي، الذي تقوده الولايات المتحدة.
ويضيف الكاتب أن هناك كثيرا من القضايا التي ستتأثر بالوضع السعودي، ومنها المتعلقة بالدور السعودي في الدول العربية، والكفاح ضد تنظيم الدولة الإسلامية، الذي تعد السعودية من الدول المهمة في التحالف الدولي ضده، وهناك التوتر المستمر في مناطق الشيعة الذين يتأثرون بإيران.
ويختم هندرسون مقاله بالقول إن الولايات المتحدة تجنبت تقليديا التدخل في ترتيبات
الخلافة السعودية. ولكن في ظل عملية انتقال فوضوية للسلطة، فلابد لواشنطن تأكيد أهمية ظهور قيادة سعودية قادرة وبشكل سريع. وعلى الولايات المتحدة ألا تترك الأمر لآل سعود كي يرتبوا بيتهم بأنفسهم. ويجب القيام بهذه الجهود سرا، وليس عبر الدبلوماسية الهادئة التي قد تفسر أحيانا بطريقة خاطئة.