كتب ريتشارد سبنسر معلقا على تهديدات
الدولة الإسلامية بقتل رهينتين يابانيتين تحتجزهما، بأنها محاولة دعائية من التنظيم للبقاء في الضوء، بعد تعرض التنظيم لغارات في العراق وسوريا.
ولاحظ سبنسر في مقال نشرته صحيفة "ديلي تلغراف" أن الشخص الذي هدد
اليابان، ويعتقد بأنه البريطاني المعروف "جهادي جون"، يطلب
فدية ولأول مرة، خاصة أن الأشرطة السابقة التي ظهر فيها كان يتحدث فيها مهددا الدول المشاركة في التحالف الدولي ضد الدولة الإسلامية، ويطالبها بوقف غاراتها على مواقع التنظيم.
ويجد الكاتب أنه بعيدا عن الفدية التي طلبها الجهادي جون وقيمتها 200 مليون دولار، فقد تمسكت الدولة بأسلوبها "الصدمة والترويع"، من خلال
شريط عالي الجودة وبألوان صارخة.
وتبين الصحيفة أنه على خلاف
الرهائن السابقين، الذين كانوا إما من العاملين في الإغاثة الدولية أو يحاولون نقل الأخبار لمؤسساتهم الإعلامية، فإن الرهينتين اليابانيتين أمرهما مختلف.
ويشير التقرير إلى أن الرهينة الياباني هارونا يوكوا، وُصف مرة بأنه "سائح حرب"، مع أن قصة حياته تحمل إثارة كبيرة. فقد كان في رحلة اكتشاف لنفسه بعد وفاة زوجته بسبب سرطان الرئة، وبعد خسارته تجارته حاول إخصاء نفسه قبل أن ينتهي به الأمر مشردا دون بيت.
ويرى الكاتب أن يوكوا ظن أنه وجد طريقه عندما وصل إلى مدينة حلب، حيث استخدم الكاميرا وأخذ يلتقط صورا لنفسه وللمقاتلين في الجيش السوري الحر. ولسوء حظه فقد هزمت الدولة الإسلامية المقاتلين الذين كان برفقتهم ويتنقل معهم، أي المعارضة المعتدلة.
ويلفت التقرير إلى أن الرهينة الياباني الثاني هو كينجي غوتو، وكان صحافيا متمرسا، لكنه كان يحب المغامرة والعمل في المناطق الخطيرة. وكان يعرف هذا وتم تحذيره أكثر من مرة من العودة إلى سوريا، كان هذا في تشرين الأول/ أكتوبر العام الماضي.
ويوضح سبنسر أنه عندما بدأت الدولة الإسلامية بقطع رؤوس الصحافيين وعمال الإغاثة الأجانب اعتقد كينجي أن اليابانيين سيكونون بمأمن، خاصة أن دستور اليابان في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية يمنعها من المشاركة في الحروب خارج أراضيها.
ويستدرك الكاتب بأن ما لا يعرفه كينجي هو أن الدولة الإسلامية لا تتبع هذا المنطق. فبرغم ما طلبته من فدية فهي ليست بحاجة للمال. ومن خلال إعلان الجهادي "جون" عن مبلغ كهذا وعلانية، فإن من الصعب على اليابان الاستجابة له.
ويختم سبنسر مقاله بالإشارة إلى أن السبب الحقيقي وراء هذا الفيديو هو دعائي، ومواصلة لاستراتيجية التنظيم بالبقاء وسط الأضواء، وهي التي جعلت "الدولة" تحتل عناوين الصحف الدولية.