شهدت الساحة السياسية والاقتصادية الأسبوع الفائت العديد من التطورات الساخنة، وتحدث الكثير من أصحاب المصالح الاقتصادية عن تطورات وإصلاحات اقتصادية جديدة سوف تظهر على الساحة، لا تقل أهمية عن موضوع تقليل نسبة الفائدة وما شابه.
وهناك أيضاً تطورات مهمة في ما يخص إنشاء المصارف الإسلامية (تسمى المصارف التشاركية التي لا تعمل على مبدأ الفائدة)؛ ففي حين وصل بنك الزراعة (التابع للدولة) إلى المرحلة الأخيرة في تحضيراته لافتتاح بنكه الجديد، نرى أن البنك التابع للمديرية العامة للأوقاف قد أصبح مشروعاً واضحاً وقيد التنفيذ، هذا بالإضافة إلى البنك الجديد التابع لـ"بنك الشعب".
إن النقطة الأكثر صواباً في هذا الموضوع هي تقسيم الأسهم والحصص بشكل كامل، بطريقة تعود بالفائدة على المصلحة العامة. لذلك فإننا نرى أنه من الضروري أن يكون هناك تخطيط على المستوى السياسي والإداري من أجل نتيجة مرضية.
إن الحديث في ما يخص ضريبة الإيجار- وبالتحديد في قطاع الإنشاءات- أحدث فرقاً كبيراً في الفترة الأخيرة؛ فقطاع الإنشاءات يعد من أهم القطاعات الاقتصادية في
تركيا، وهو الذي عوّل عليه حزب "العدالة والتنمية" خلال 13 سنة، واعتمد بشكل أساسي عليه في التنمية والتطوير، وأولاه أهمية كبيرة. ولهذا السبب فإن على الحكومة والحزب الحاكم أن يفكرا كثيراً قبل اتخاذ أي خطوة، أو اعتماد أي قرار يخص هذا القطاع، وألا يسمحا للأقاويل بأن توجه الرأي العام بشكل خاطئ، أو بأن يتأثر الاقتصاد سلبياً بسبب سياسات في غير محلها.
بعد التغييرات التي طبقتها سويسرا على وحدة العملة النقدية الخاصة بها تبين لنا كم كان النظام الأمريكي هشاً في السنتين الأخيرتين، وكم هو مرتبط بروسيا بخصوص نسبة الفائدة، وأن الصين والدول النامية اتخدت تدابير احترازية ضد الأزمة الاقتصادية، في حين أن دول العالم وقفت تشاهد التغيرات السياسية الاستراتيجية والديناميكية.
في ضوء كل هذه الأحداث السياسية والاقتصادية التي نعيشها، أعتقد أنه من الواجب علينا أن نتصرف بحكمة وتعقل على مستوى كبير أكثر من أي وقت مضى.
لقد عشنا في الفترة الأخيرة بعض اضطرابات تتعلق برسوم الكاريكاتير، واحتفالات الاستقبال في القصر الرئاسي. ومن العبث أن تشرح كل التفاصيل لكل الناس، ولا أحد ينتظر ذلك أصلاً.
هناك بعض الناس الذين يحاولون أن يهينوا تاريخنا وحضارتنا، ويكونوا تابعين لثقافات مختلفة، لذلك فإن علينا أن نربي أولادنا على أن يكونوا أصحاب قضية، يتحلون بالأخلاق الحميدة، وألا نلتفت لهذه الحركات التي تحط من قيمنا. ونحن نؤمن بأن شعبنا وأولادنا سيغنمون من تاريخنا المشرف والحضاري الكثير من خصائصه وميزاته.
* (عن صحيفة "صباح" التركية- ترجمة وتحرير: تركيا بوست، خاص بـ"عربي21")