وجدت دراسة حديثة أن
الأدوية التي يتعاطاها أكثر من نصف كبار السن في بريطانيا تزيد نسبة الاحتمال بالجنون.
ونشرت صحيفة التايمز أن الأدوية المنتشرة لعلاج أمراض القلب ومشاكل النوم والحساسية تعني أن متعاطيها يرفعون نسبة الإصابة بالمرض إلى الضعف، بحسب الدراسة.
وأضافت الدراسة أن هذه الأدوية يتم تعاطيها دوريا من أكثر من خمسة ملايين كبير في السن في بريطانيا كل عام، بينما تم توصيف 300 ألف بريطاني مصابين بالجنون ليصلوا إلى مليون شخص في 2025 إذا ظلت الأمور على هذه السرعة.
وطالب خبراء بمراجعة الوصفات التي تعطى للكبار للتأكد من أن الأدوية التي يأخذونها مهمة.
الدراسة التي أصدرتها جامعة واشنطن قالت إن خطر ارتباط
الجنون بالأدوية يظل سنوات حتى بعد توقف المريض عن تعاطيها، إذ تتبع الباحثون 3434 شخصا كبار السن لم يكونوا مصابين بالجنون بداية الدراسة، وأكثر من 600 شخص أصيبوا بالزهايمر، و160 مصابين بالجنون، متفحصين نوعا معينا من الأدوية يحجب نواقل كيميائية في الجهاز العصبي.
وتستخدم هذه الأدوية مضادات للاكتئاب وعلاجات لسلس البول والرعشة.
ووجدت الدراسة أن المتعاطين لجرعة يومية أكثر من 1095 خلال عشر سنوات لديهم نسبة 54 أعلى بالإصابة بالجنون، بينما ترتفع النسبة إلى 23 بالمئة لأولئك الذين يتعاطون الأدوية بين 366 و1095 جرعة خلال المدة نفسها.
أحد هذه الأدوية يمكن استخدامه لتخفيف الآلام المزمنة، ويمكن لمن يعاني من آلام المفاصل استخدامه بجرعة خفيفة يومية، بينما يستخدم دواء آخر لسلس الدم، إذ يضطر أولئك الذين يعانون من تجلط بالدم لتعاطي الدواء لبقية حياتهم.
ووجدت دراسة بريطانية أن نصف الـ13 ألفا المشاركين بها كانوا يأخذون أدوية بهذه الخصائص، إذ قال كريس فوكس الباحث في جماعة إيست أنجليا إن عليهم أن يراجعوا استخدام هذه الأدوية؛ "لأن بعض بحثنا يشير إلى أنه من السيئ أخذ عدة أدوية بهذه الخصائص، مقارنة بأخذ دواء واحد بتأثير قوي".
بالرغم من نتائج الدراسة الأخرى، ليس من الممكن التأكد أن الأدوية هي المسببة للجنون، ذلك أن المرضى قد يكونون مرضى به منذ البداية، بينما لم يعرف تأثير هذه الأدوية على الشباب إذ ركزت الدراسة على كبار السن.
ودعت الجمعيات المهتمة بمرضى الجنون لمزيد من البحث بالارتباط، لكنها دعت المرضى لاستشارة طبيب قبل إيقاف أي دواء.