نفت السفارة الأمريكية في
بغداد، الأربعاء، وصول أية مخطوطة من الأرشيف اليهودي العراقي المحفوظ لديها إلى
إسرائيل.
جاء ذلك في رد من السفارة على تقارير إعلامية، أفادت بأن الخارجية الإسرائيلية، أقامت احتفالا في تل أبيب، بمناسبة وصول مخطوطة التوراة العراقية إلى إسرائيل من الولايات المتحدة الأمريكية.
وقال المتحدث باسم السفارة الأمريكية لدى العراق، جيفيري لوري، في بيان، إن "الأرشيف اليهودي العراقي ما زال في عهدة إدارة المحفوظات والسجلات الوطنية الأمريكية، في حين يتم الانتهاء من وضع خطط لمعارض مستقبلية في الولايات المتحدة".
وأكد أن "أيا من مواد الأرشيف لم تخرج إلى خارج الولايات المتحدة"، مشيرا إلى أن "الولايات المتحدة ملتزمة ببنود اتفاقيتها مع الحكومة العراقية".
وكان الجنود الأمريكيون، عند دخولهم بغداد وإسقاطهم النظام السابق في 2003، عثروا على آلاف الوثائق اليهودية في أحد أقبية مخابرات النظام السابق، المعروفة باسم "الأرشيف اليهودي".
ونقلت القوات الأمريكية في 2005 الأرشيف إلى الولايات المتحدة، وتحاول السلطات العراقية إرجاعها باعتبارها "ثروة وطنية".
لكن المتحدث باسم السفارة الأمريكية في بغداد لم يأت على ذكر نية حكومته إعادة الأرشيف إلى العراق، وسط سجالات جرت سابقا في الولايات المتحدة حول أحقية إسرائيل في الحصول على ذلك الأرشيف.
وقال لوري في البيان، إن "عرض مواد الأرشيف في معرض واشنطن عام 2013 وأيضاً في نيويورك عام 2014، أدى الى زيادة التفاهم بين العراق والولايات المتحدة، وطوّرالمعرفة بالتراث المتنوع للعراق".
وتابع: "نحن نتطلع إلى مواصلة تعاوننا مع الحكومة العراقية في هذا الشأن، ليتسنى إقامة معارض للأرشيف في مدن أخرى في الولايات المتحدة".
ويعدّ يهود العراق أقدم الطوائف الدينية الموجودة في البلد، حيثُ يرجع تاريخ وجودهم إلى نحو 2600 سنة، وهُجّر أغلبهم على يد الحكومة العراقية عامي 1948 و1949. وفيما بعد تَمّ الاستيلاء على أملاكهم وأموالهم وإسقاط الجنسية العراقية عنهم.
وتشير التقديرات إلى أن عدد اليهود انخفض في بداية الخمسينيات إلى نحو 15 ألف شخص بعد أن كان عددهم يفوق الـ135 ألف نسمة عام 1948.
وعند الاجتياح الأمريكي للعراق، كان عدد اليهود المتبقين في بغداد يقرب من 100 شخص وأغلبهم من كبار السن، إلا أن استهداف دور عبادتهم دفعهم إلى مغادرة العراق.
وتشير وثائق أمريكية سربها موقع "ويكيليكس"، إلى أن عدد اليهود في العراق حاليا لا يتجاوز الستة أشخاص.