نشرت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية تقريرا حول
جريمة جامعة نورث كارولاينا، التي ذهب ضحيتها ثلاثة شبان مسلمين.
وتبين الصحيفة أن الدكتور محمد أبو صالحة، والد الشقيقتين اللتين قتلتا في "تشابل هيل"، قرب جامعة نورث كارولاينا، وصف مقتل ابنتيه وصهره على يد مسلح دخل شقتهما، بأنه "عملية إعدام، فقد تلقت كل ضحية رصاصة في الرأس".
وقال أبو صالحة، المتخصص في مجال الصحة النفسية، ويعيش في بلدة كلايتون القريبة، إن ابنته يسر، التي تزوجت من الطالب في كلية طب الأسنان ضياء بركات، اشتكت إليه من تعرضها لتحرشات في المنطقة التي تعيش فيها.
وأكد أبو صالحة للصحيفة أن الدافع للجريمة ليس خلافا حول مواقف السيارات، بل "هي جريمة مدفوعة بالكراهية". وأضاف: "استهدف الرجل ابنتي وزوجها عدة مرات قبل ذلك. وتحدث إليهما والمسدس كان على وسطه، ولم يكونا مرتاحين له، ولكنهما لم يعرفا أنه سيذهب أبعد من هذا".
وتقول الصحيفة إن مقتل الطلاب الثلاثة أثار موجة استنكار عالمية، ومطالب بفتح تحقيق عاجل في القضية، فيما حاولت زوجة القاتل كريغ هيكس التقليل من الدوافع
العنصرية.
وتنقل الصحيفة ما قالته كارين، زوجة هيكس، من أن عملية قتل الثلاثة لا علاقة لها بالكراهية، بل إنها تتعلق بخلاف طويل حول مواقف السيارات. وكان هيكس (46 عاما) قد سلم نفسه للشرطة كي يواجه تهما بالقتل "بطريقة الإعدام". وأضافت كارين هيكس: "لا علاقة للحادث بدين الضحايا، ولكن بخلاف طويل حول مواقف السيارات بين زوجي وجيرانه".
ويفيد التقرير بأن مصادر الشرطة المحلية تقول إن هيكس، الذي وصف نفسه على وسائل التواصل الاجتماعي بـ"الملحد المتطرف"، قام بقتل كل من ضياء بركات (23 عاما)، وزوجته يسر محمد أبو صالحة (21 عاما)، وشقيقتها رزان محمد أبو صالحة (19 عاما)، عندما اقتحم شقتهم ومن مسافة قريبة.
ووجهت الشرطة يوم الأربعاء تهما بالقتل للقاتل، بعد أن سلم نفسه لمركز شرطة محلي في "تشابل هيل".
وتبين الصحيفة أن الحادث أثار غضبا بين المسلمين، الذين اعتبروه جريمة كراهية، وبدأوا حملة على مواقع التواصل الاجتماعي بهاشتاغ "مسلم لايفز ماتر" (حياة المسلمين مهمة). وأصدر مجلس العلاقات الإسلامية- الأمريكية بيانا حول القتل، وطالب فيه بفتح تحقيق عاجل، وبيان ما إذا كانت تقف وراءه دوافع دينية.
وينقل التقرير عن المدير التنفيذي للمجلس، نهاد عوض، قوله: "بناء على طبيعة الجريمة، والبيانات المعادية للدين، التي صدرت من الفاعل، والحجاب الذي كانت ترتديه الضحيتان، واستخدام الخطاب المعادي للمسلمين في المجتمع الأمريكي، فإننا نحث سلطات الأمن الفيدرالية للتحرك بسرعة، ومواجهة التكهنات، وتحديد الدوافع وراء هذه الجريمة".
وتشير الصحيفة إلى أنه يُعرف عن القاتل هيكس، الذي يدرس في كلية قريبة، وهي "درام تيكنيكال كوليج"، ليصبح مساعد محام، مواقفه المعادية للأديان، وأنه وضع على صفحته في "فيسبوك" سلسلة من البيانات المعادية للإسلام والمسيحية. وكتب: "يقول الناس إنه لا شيء سيحل مشاكل الشرق الأوسط، لا صلاة ولا مال ولا سلاح، وأقول إن هناك شيئا واحدا فيه الحل، وهو الإلحاد".
ويورد التقرير أن هيكس قام الشهر الماضي بالمشاركة في صورة على صفحته في "فيسبوك"، تظهر مسدسا برصاص من عبار 38 مليميترا، ووصف نفسه بأنه أحد معجبي وأتباع توماس بينز، مؤلف "عصر العقل"، وريتشارد دوكينز مؤلف "وهم الله".
وتلفت الصحيفة إلى أنه مع انتشار الأخبار، سارع الباحث الإنجليزي الداعي إلى الإلحاد دوكينز إلى "تويتر"، وشجب القتل، وكتب تغريدة جاء فيها: "كيف لا يقوم أي شخص بشجب فعل القتل الشرير لثلاثة شبان مسلمين أمريكيين في تشابل هيل".
وتوضح الصحيفة أن جامعة نورث كارولاينا، التي تعد من أهم الجامعات الأمريكية، دعت الطلاب إلى الهدوء، وانتظار نتائج التحقيق الذي تجريه الشرطة مع القاتل.
ويقول قائد شرطة "تشابل هيل"، كريس بلو، إن مديريته تقوم بالتحقيق في تقارير تفيد بأن عملية القتل لها علاقة بخلاف حول مواقف السيارات. مشيرا إلى أن "تحقيقنا يلاحق الأسباب التي دفعت هيكس للقيام بفعل مجنون ومأساوي".
وأضاف بلو للصحيفة: "نتفهم مظهر القلق حول إمكانية أن يكون الدافع وراء الجريمة الكراهية، ونحاول تتبع أي خيط لتحديد السبب في هذه القضية". وقال المدعي العام لدرام كاونتي روجر إيكولز: "من السابق لأوانه القول إن الدين أدى دورا في القتل"، مؤكدا للصحافيين أنه "لا يستبعد أي شيء له علاقة بالقضية".
وتختم "ديلي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى أنه مهما كانت الدوافع، فقد صدم حادث القتل المسلمين وعائلة الضحايا، خاصة أن كلا من يسر وضياء تزوجا في شهر كانون الأول/ ديسمبر، وكلاهما يدرسان طب الأسنان في الجامعة. وتطوع ضياء في الجمعية الخيرية "مسواك"، التي تقدم الخدمات الطبية للأطفال، وكان يخطط للقيام برحلة هذا الصيف إلى تركيا، لتقديم العلاج والنصيحة الطبية للاجئين السوريين. وظهرت زوجته بلباس الزفاف مع والدها وهي فرحة في ليلة عرسها.