كتبت مجلة "إيكونوميست" البريطانية في عددها الأخير، عن حالة
الفصل بين الرجال والنساء في
السعودية. وأشارت إلى المرافق العامة التي تخصص للنساء ونشاطاتهن فقط.
وتقول المجلة إن هناك انتشاراً للأماكن المخصصة للنساء فقط، حيث تتحرك المرأة فيها بحرية دون خوف من المراقبة والذهاب خطأ لأماكن غير مخصصة لهن، فبعيداً عن المدارس والجامعات التي يمارس فيها الفصل بين الجنسين، والأماكن المخصصة للعائلات في المطاعم، يمكن للمرأة اليوم في الرياض الذهاب إلى فندق "لوذان" ومنتجعه الطبيعي، حيث تتحرك بحرية دون الحاجة لوضع العباءة المفروضة عليها في الأماكن العامة.
ويضيف التقرير أن المرأة التي لم تعد راغبة بالبقاء في بيتها أو المدرسة أوالجامعة، تجد الآن الكثير من الأماكن التي يمكنها الذهاب إليها، ففي "مول المملكة"، يحرم على الرجال الدخول إلى طابق مخصص لمحلات تجميل وتصفيف الشعر والمانكير وملابس
النساء. فيما تخصص حديقة الحيوان في الرياض يوم الخميس لدخول النساء فقط. ووجدت سلسلة من محلات اللياقة البدنية الأمريكية "كيرف" انتشاراً بين النساء، خاصة أنها توفر مراكز للتدريب مخصصة لهن.
وترى المجلة أن الموجة الجديدة تعني وجود مراكز ترويح للمرأة بعيداً عن الرجال، وتعني أيضاً توفير فرص عمل للنساء من عاملات النظافة إلى المتخصصات في تكنولوجيا المعلومات.
ويستدرك التقرير بأن المسألة ليست بهذه السهولة، فهناك عدد من الشيوخ يطالبون بإغلاق مراكز اللياقة البدنية المخصصة للنساء فقط. وقال أحدهم إن ممارسة الرياضة قد تؤدي إلى فقدان المرأة عذريتها.
وتشير المجلة إلى أن المرأة في السعودية تواجه الكثير من القيود، فهي لا تخرج دون محرم، وممنوعة من قيادة السيارات، ولهذا فهن بحاجة لسائق أو لأزواجهن أو أفراد العائلة؛ كي ينقلوهن من مكان إلى آخر، ويجب على الرجل أن يوافق على دخول الفتاة إلى الجامعة.
ويبين التقرير أن البعض يرى أن المرافق الخاصة بالنساء لا تؤدي إلا إلى تعزيز الفصل. ورغم قيام البعض بتحدي قانون المنع، كما في جدة حيث يجتمع الأصدقاء من الجنسين لتناول الطعام، إلا أن هذا ليس ممكناً في المدينة المحافظة الرياض. وفي بعض أماكن العمل لم تعد هناك مصاعد مخصصة للنساء، فالجميع يستخدم المصاعد ذاتها، وفي داخل مقر العمل لم تعد الغرف مفصولة، بل إن أجواء العمل واحدة.
وتختم "إيكونوميست" تقريرها بالإشارة إلى أن إصلاحيين لاحظوا كيف ظهرت عضوات مجلس الشورى إلى جانب الرجال في مكان واحد، عندما قدمن البيعة للملك سلمان، حيث سُمح لهن بالتحرك بحرية في البلاط الملكي.