قالت معلمته إنه كان طالبا مثاليا جادا ومؤدبا يتحمل المسؤولية - أرشيفية
نشرت صحيفة "24ساعة" السويسريّة تقريرًا حول محمد موازي الذي أطلق على نفسه منذ التحاقه بالتنظيم اسم "جون الجهادي"، وقالت إنه صرّح في سنة 2010 بأنه يفكر في الانتحار، بسبب ضغوط ومضايقات الأجهزة الأمنية البريطانيّة.
وذكر التقرير أنّ هذا المقاتل اللندني الذي تعرّف عليه الخبراء ووسائل الإعلام أثناء ظهوره ملثما في فيديوهات إعدام الرهائن التي نشرها تنظيم الدولة، كتب في سنة 2010 رسالة لصحفي في جريدة "Mail on Sunday" عادت إليها هذه الصحيفة لتنشرها في الثامن والعشرين من شباط/ فبراير الجاري، قال فيها إنه يشعر بأنه "ميت بين الأحياء".
كما ذكر التّقرير أن منظمة "Cage" التي تدافع عن حقوق المسلمين، ومقرها لندن، أكدت أن جهاز الاستعلامات الداخلية البريطانية "MI5" راقب هذا الرجل منذ سنة 2009، وأنّ الضغط والمضايقات المسلطة عليه ساهمت في جنوحه للتطرف والعنف.
وقالت إن جهاز الاستخبارات الخارجيّة "MI6" حاول أيضا تجنيد هذا الرجل للعمل لصالحه، ولكن لم يفلح في إقناعه.
وذكر التقرير أن رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، ورئيس سابق لجهاز الاستخبارات الخارجيّة نفيا بشدة هذه الرواية، فيما اتهم عمدة لندن بوريس جونسون هذه المنظمة المدافعة عن حقوق المسلمين بأنها "تبيّض الإرهاب".
وعن الرسالة التي أرسلها محمد موازي للصحيفة سنة 2010، قال التقرير إنّه تحدث فيها عن بيعه لحاسوبه الشخصي لشخص تعرّف عليه عبر الإنترنت، وتبين له فيما بعد أن هذا الشخص ينتمي لجهاز الأمن البريطاني.
ونقل التقرير عن هذا الشاب اللندني قوله في تلك الرسالة: "أنا لا أخاف أن يقتلوني، ولكنني أخشى أن أتناول في يوم ما أكبر عدد ممكن من الأقراص حتى أتمكن من النوم للأبد! أنا أريد فقط أن أهرب من هؤلاء الناس".
ومن ناحية أخرى أشار التقرير إلى أنّ محمد موازي كان على اتصال بمنفذي الهجوم الفاشل الذي استهدف المواصلات العامة في لندن سنة 2005، بعد أسبوعين من الهجمات الانتحارية التي أوقعت 52 قتيلا في العاصمة البريطانية.
وكانت الأنباء الواردة من بريطانيا حددت شخصية المعروف باسم الجهادي جون بأنه "محمد موازي"، مواطن بريطاني يبلغ 26 عاما، ولد في الكويت، ولكنه ترعرع في لندن.
ووفقا لما نشرته شبكة "سي أن أن" الأمريكية، فإن المسؤولين الأمريكيين لم يتحدثوا عن هوية المشتبه به علنا، ولكن البيت الأبيض يقول إن "الجهادي جون أكبر هدف إرهابي"، ويأتي من عائلة ثرية، ولديه شهادة جامعية في مجال التكنولوجيا من جامعة وستمنستر، وكان يتمتع بحياة رغيدة إلى أن سافر إلى سوريا عام 2012.
ونقلت الشبكة عن معلمته أنه كان طالبا جادا ومؤدبا يتحمل المسؤولية، بل كان طالبا مثاليا.
وأما أصدقاؤه، فيقولون إنهم لم يروا أي علامة تدل على أنه إرهابي، وأضافوا أن رحلته إلى التطرف قد تكون بدأت عام 2009 عندما سافر إلى تنزانيا في رحلة سفاري هدية تخرج من والديه، ولكن تم اعتقاله فور وصوله، حيث احتجز لليلة واحدة، وتم ترحيله بعدها إلى المملكة المتحدة، وأراد بعد ذلك السفر إلى الصومال.
وفي عام 2010 اعتقل مرة أخرى من قبل مسؤولي مكافحة الإرهاب في بريطانيا. ويعتقد أنه سافر إلى سوريا بعد عامين فقط، حيث التحق بتنظيم الدولة.