بعد أن انفض مولد "مؤتمر بيع مصر" الذي عقد بمدينة شرم الشيخ تحت قيادة قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح
السيسي وبمباركة حفنة سلاطين "أبناء زايد" وتم جمع "حصيلة الرز" ورقص لها "البلياتشو شعبولا" وبخرها "قرموطي ساويرس" من عين كل حاسد بقى لنا أن نعرف بشفافية ووضوح كيفية توزيع "الرز" على المشاريع الاستثمارية التي ستنهض بمصر وشبابها بعيدًا عن "خزعبلات" و"ماكيتات" ما يسمى بالعاصمة الجديدة، و"فزورة" بناء أطول برج سكني "ع الناشف" وما أشبه الأوهام التي عشنا فيها الأمس باليوم، وقد تبخرت جميع مشاريع العسكر بداية من "العلاج بالكفتة" إلى مشروع "المليون وحدة سكنية".
من حق الشعب المصري أن يشعر بأن عجلة الحياة قد بدأت في الدوران إلى الأمام وليس الخلف خاصة بعد أن استيقظت مصر – حسبما نشرت جميع الصحف القومية في مانشيتاتها الرئيسية – وأن شيئا ولو يسيرًا من الرفاهية قد ظلل على رأس الشعب الكادح المطحون الذي عانى من حر الجوع والبطالة والفقر والقمع والكبت تحت وطأة العبودية، وتلفيق التهم والزج في غياهب السجون، وأصبح التفكير في تدبير لقمة العيش جريمة يعاقب عليها القانون المصري، وأما إلغاء العقل وغض البصر و"بلع اللسان" فيعتبر تصالحا مع السلطة شاء من شاء وأبى من أبى، حتى لا يخرج الشعب مرة أخرى على الحاكم بأمره "عبد الفتاح السيسي" ليخلعه كما حدث من قبل ولتجهض بأمر زبانية الداخلية المسيرات المناهضة في مهدها ولو كانت الانطلاقة من صحون المساجد، كما جاء بأحد تسريباتها.
لكن ترى حصيلة "الرز" التي انهالت على خزينة الدولة البوليسية كافية لإعمار ما أفسده "القطط السُمان" من اللصوص الذين تهربوا من الضرائب واحتموا تحت شعار "تحيا مصر" بتبرع كانوا فيه من الزاهدين، وكذلك السماسرة الذين نهبوا خيرات وقوت مصر وهربوا في وضح النهار، وكذلك لاعبي و"كباتن البورصة" أم أن الانقلاب -بجلالة قدره- سيعقد مؤتمر آخر قريبًا ولكن بخرائط وماكيتات ورسومات لمشروع في رحم الغيب يخطط له الآن على غرار "المؤتمر الأول" تحت اسم "منمق" وليكن تنفيذ مشروع "نائبة العاصمة الجديدة" وذلك ليُحصل ما أمر به عبد الفتاح السيسي الذي يتطلع لجمع 300 مليار دولار "لوكشة واحدة" حتى يستطيع أن "يبسط المصريين - حسب كلامه - ونخرج من دائرة "الرز الضيقة" إلى دائرة "الكبسة" ؟!
لكن الجدير بالذكر أن الإعلام المصري سواء المرئي منه أو المقروء قد سخر إمكانياته وجل اهتماماته على جانب واحد فقط وهو إلقاء الأضواء على المؤشر التصاعدي للسهم البياني لحصيلة "الرز" ومع كل قفزة يزداد صخب وحدة التصفيق والتهليل والتطبيل وكأن الإعلام يعمل بأنظمة التحكم الآلي عن بُعد من خلال غرفة كنترول داخل "دهاليز العسكر" لإضفاء طابع النجاح أو أكسير الحياة للانقلاب الذي يمر بمرحلة الشُحار الآن بعد أن أرهقته سلمية التظاهرات ووحشية الداخلية وتقارير حقوق الإنسان والمنظمات الدولية بشان أحكام القضاء المسيس الذي قضى بإدراج جماعة الإخوان المسلمين تحت اسم "منظمة إرهابية" وبإحالة كوادرها ومن ينتمي إليهم أو يتعاطف معهم إلى فضيلة المفتي، وها هي الآن تتعقب خطوات نسبة الـ 51 % من الذين منحوا الرئيس الشرعي محمد مرسي أصواتهم أو من يعارض حكم العسكر تمهيدًا لإعدامهم!
والسؤال الذي يطرح نفسه على الساحة الآن: ماذا بقي للانقلاب من رصيد في قلوب من أيدوا تظاهرة نكسة 30 يونيه، والجواب بالطبع لا شيء، فما حمل العسكر لمصر من ذكريات يونيه لكفيل بأن يدفن العسكر وإعلامه الموتور المنافق رؤوسهم وأعناقهم في الرمال كالنعام بداية من عهد عبد الناصر حتى عهد السيسي الذي انقلب على أول رئيس شرعي بزعم أنه رأى في منامه "الشيخ السادات" يبشره بأنه سيأتي من بعده برئيس اسمه "أبيدو" وعلامة نبوءته "ساعة أوميجا" ويباركه حفنة من المُضلين والمضللين فمنهم من يدعي وسامته ومنهم من يدعي نبوته، ومنهم من يدعي أنه المسيح المخلص الذي هبط من السماء ذات مساء ليخلص العالم من الإخوان المسلمين وحماس، وليمهد الناس لدين جديد اسمه الإسلام الوسطي يتناسب مع مجونهم وأهوائهم تحت قيادته السمحاء، وهم موقنون في قرارة أنفسهم أن ما يزعمون هُراء ما بعده هُراء ؟!