بعد اتصالات مكثفة لتحديد مكان انعقاد وموعد
المؤتمر القومي – الإسلامي، تم الاتفاق بأن يعقد بمشاركة كل الأعضاء الذين ما زالوا مؤمنين بضرورة وحدة الكتلة التاريخية في الأمة، ومن ثم الحاجة إلى تعاون التيارين الكبيرين، القومي والإسلامي فيها، وعلى أساس البيان التأسيسي الذي صدر عن المؤتمر الأول في عام 1994.
لذلك، أعلنت لجنة المتابعة للمؤتمر القومي – الإسلامي الدعوة لانعقاد الدورة التاسعة للمؤتمر القومي – الإسلامي، في فندق كراون بلازا في بيروت، يومي السبت والأحد في 28 - 29 آذار (مارس) 2015 الجاري، وتشير مصادر مطلعة على التحضيرات القائمة لانعقاد المؤتمر أن قرار الانعقاد جاء بعد التوافق بين العديد من قيادات المؤتمر على اختيار شخصية جديدة لتولي موقع المنسق العام للمؤتمر بديلا عن المنسق الحالي الأستاذ منير شفيق، والذي انتهت مدة ولايته منذ حوالي السنتين، ويطرح اسم الأستاذ خالد السفياني كمنسق جديد للمؤتمر، لكن الجانب الأهم في انعقاد المؤتمر هو حضور القيادات الإسلامية والقومية إلى بيروت لإجراء مراجعة شاملة للعلاقة بين التيار القومي والإسلامي، والتي شهدت أجواء توتر وقطيعة في السنوات الأخيرة بعد الثورات الشعبية العربية ووصول بعض القوى الإسلامية إلى سدة الحكم، والحملة التي تعرض لها الإسلاميون من قبل بعض القوى القومية ولا سيما في مصر.
وستغيب عن المؤتمر بعض القيادات الإسلامية الفاعلة، إما بسبب وجودها في السجن كالقيادي في الإخوان المسلمين في مصر الدكتور عصام العريان، أو بسبب الانشغال بإدارة أمور أوضاع بلاده كحالة رئيس حركة النهضة التونسية الشيخ راشد الغنوشي، والذي قد يغيب عن المشاركة في أعمال المؤتمر.
لكن رغم غياب بعض القيادات الإسلامية أو القومية فمن المتوقع مشاركة حوالي 300 عضو من أعضاء المؤتمر، وسيشكل المؤتمر فرصة مهمة للحوار والنقاش حول كل الأوضاع العربية والإسلامية، في ظل التحديات المختلفة وبعد مرور 4 سنوات على الثورات العربية الشعبية، وما أدت إليه من متغيرات وأحداث وانقلابات وأجواء جديدة في المشهد السياسي العربي والإسلامي.
وإن كان بروز التيارات الإسلامية المتطرفة كتنظيم داعش وبوكو حرام وما تقوم به من أعمال سيكون في بداية القضايا المطروحة، إضافة لمستقبل القضية الفلسطينية وقوى المقاومة على ضوء الحملة التي تتعرض لها هذه القوى من قبل بعض الدول، وبالإضافة إلى هذين الملفين سيتطرق البحث إلى مستقبل الديمقراطية وحقوق الإنسان في العالم العربي في ظل ما يجري من حملات قمع واعتقال في العديد من الدول العربية، كما أن الأوضاع الساخنة في عدد من هذه الدول كالأوضاع في اليمن وسوريا والعراق وليبيا ومصر والبحرين ستكون حاضرة كلها في أروقة المؤتمر ومناقشاته.
لكن هل سينجح المؤتمر القومي – الإسلامي في تجاوز الخلافات والاتفاق على رؤية جديدة وموحدة لما يجري في العالم العربي والإسلامي وكيفية مواجهة مختلف التحديات الفكرية والسياسية؟.
لن يكون سهلا على القوميين والإسلاميين الاتفاق على رؤية موحدة، وهناك تخوف أن يشهد المؤتمر أجواء خلافية تؤدي إلى حصول انشقاقات وتوترات تؤدي إلى انتهاء هذه التجربة المهمة على صعيد العلاقة بين التيارين، والتي نجح المؤتمر في تطويرها خلال السنوات العشرين الماضية.
لكن انعقاد المؤتمر في بيروت خطوة مهمة لعودة القوميين والإسلاميين للحوار، بدل التراشق بالاتهامات، والمهم أن يتميز المؤتمر بالمصارحة والوضوح ومناقشة كل الملفات بشفافية وعمق وعدم الابتعاد إلى العموميات، لأنه لا يمكن معالجة كل التحديات التي يواجهها العالم العربي والإسلامي اليوم، إذا لم تتم مناقشة الأوضاع بعمق وصراحة، والفرصة لا تزال قائمة لمعالجة المأزق الذي يواجهه الإسلاميون والقوميون اليوم، وإذا صدقت النوايا والتزم الجميع بروحية العمل المشتركة من أجل مصلحة الشعب وليس لحسابات حزبية أو فئوية، فإنه يمكن لهذا المؤتمر أن يحقق إنجازا مهما بإعادة العمل وفق رؤية إسلامية- قومية مشتركة.