نشرت صحيفة الهافنجتون بوست تقريرا يستعرض المسيرة الناجحة لشركة
مايكروسوفت وبعض التجارب الفاشلة التي عرفتها، إذ إن كل مسيرة ناجحة تتخللها بعض الإخفاقات.
وقد عرض التقرير نبذة عن تاريخ الشركة ومؤسسها، فعلى غرار غريمه ستيف جوبز يعدّ بيل غيتس أحد عباقرة الإعلامية في عصره، وهو الذي أسس شركة تطوير البرمجيات مايكروسوفت منذ أربعين سنة يوم الرابع من نيسان/ أبريل سنة 1975 في مدينة ألبوكيرك من ولاية نيو مكسيكو الأمريكية.
وقد اختارت مايكروسوفت تطوير برمجيات تعمل على جميع الحواسيب من جميع الماركات، على عكس شركة أبل المنافسة التي واصلت تطوير برمجيات لا تعمل سوى على أجهزتها، وبذلك أفسحت المجال لنظام
ويندوز من شركة مايكروسوفتن ليتربع على عرش أنظمة التشغيل في العالم.
وأشارت الصحيفة إلى أن شركة مايكروسوفت تبلغ قيمتها ثلاثة وستين مليار دولار، بينما تبلغ أرباحها السنوية ستة عشر مليار دولار، أي بنسبة خمسة وعشرين بالمئة، وبذلك أصبح بيل غيتس الرجل الأغنى في العالم، حسب التصنيف الأخير لمجلة فوربس.
وقد رصد التقرير رغم هذه النجاحات أهم خمس لحظات فشل تخللت المسيرة الوردية لبيل غيتس وخلفائه.
وتعدّ خدمات الإنترنت إحدى المجالات التي حصدت فيها مايكروسوفت الإخفاق تلو الإخفاق، فبعد إطلاق متصفح إنترنت إكسبلورر الذي رغم النجاح المؤقت الذي عرفه منذ ظهوره سنة 1995 إلى نهاية تسعينات القرن الماضي، فإن شركة البرمجيات العملاقة لم تحسن التعامل مع ارتفاع أهمية الإنترنت، ولم تعمل على تطوير متصفحها أو الاستثمار في محرك بحث في الإنترنت خاص بها.
وأضاف التقرير أن بداية الألفية الثالثة تزامنت مع بدء تهاوي متصفح إنترنت إكسبلورر، وواصل هذا المتصفح جلب المتاعب للشركة المطورة له، حيث فرضت المفوضية الأوروبية الجناح القانوني للاتحاد الأوروبي، سنة ،2013 على مايكروسوفت غرامة مالية تقدر بـ 561 مليون يورو، على خلفية نقضها لاتفاق تم إبرامه مع سلطة مكافحة الاحتكار في الاتحاد الأوروبي، وذلك بعد أن فرضت مايكروسوفت إنترنت إكسبلورر متصفحا افتراضيا في إحدى إصدارات ويندوز 7.
أما بالنسبة للإصدار القادم للشركة، وهو ويندوز 10، فتعتزم فيه مايكروسوفت التخلي بشكل جزئي عن إنترنت إكسبلورر، وإطلاق متصفح جديد يحمل اسم سبارتان.
وألقى التقرير في الإطار ذاته الضوء على سوق محركات البحث حيث عدّ إطلاق مايكروسوفت لمحركها الخاص الذي يحمل اسم بينج سنة 2006 متأخرا، وذلك بسبب سيطرة شركة غوغل منذ سنة 1999 على هذا المجال. وقد بلغت حصة محرك البحث بينج السنة الفارطة في سوق محركات البحث 3,7 بالمائة مقابل 95 بالمئة للغريم غوغل، وهو ما يمثل فرقا شاسعا.
أما الفشل الثاني لمايكروسوفت، فكان من نصيب مشغل الموسيقى زين، ففي سنة 2006، وبعد خمس سنوات كاملة على إطلاق شركة أبل لمشغل الموسيقي أيبود أعادت مايكروسوفت إنتاج جهاز مشابه لمنتج غريمتها أبل وأقل جاذبية منه، دون أن تأتي بأي جديد، وهو أمر لم يستحوذ على اهتمام المستهلكين، ما أدى إلى نسب مبيعات مخجلة، ووجّه إطلاق أبل لهاتفها الذكي
آيفون ضربة قاضية لجهاز مايكروسوفت، ما أجبرها على التخلي في نهاية المطاف عن هذا المشروع سنة 2011، حيث لم تتعدى حصته في سوق مشغلات الموسيقى أكثر من عشرة بالمائة.
أما بالنسبة للفشل الثالث، فقد عدّت الصحيفة أن مجال الهواتف الذكية يمثل دون أدنى شك أكبر فشل لمايكروسوفت، فمنذ إطلاق أبل للآيفون سنة 2007، يتأكد هذا الفشل سنة بعد سنة.
فعند إطلاقه، قام المدير التنفيذي لمايكروسوفت وقتها ستيف بالمر بالسخرية من هذا المنتج ذو التصميم الجديد كليا، معتقدا أن ثمنه الغالي وغياب لوحة مفاتيح لن يروق للمستخدمين العمليين ولن يساعد في كتابة الإيميلات، بعد ذلك حاولت مايكروسوفت الدخول إلى سوق الهواتف الذكية عبر هاتف ذكي يحمل اسم كين، والذي توقف إنتاجه بعد سنة واحدة فقط بعد أن مني بفشل ذريع.
وأعادت مايكروسوفت بعد ذلك المحاولة، لكن عبر إطلاق نظام تشغيل خاص بالهواتف الذكية أطلقت عليه اسم ويندوز فون، غير أن هذا النظام لم يحصد النجاح المنتظر، حيث بلغت حصتها في سوق أنظمة تشغيل الهواتف الذكية 2,8 بالمائة أواخر سنة 2014، بينما بلغت حصة نظام أندرويد المنافس من شركة غوغل 76,6 بالمائة. وقد أعرب ستيف بالمر نفسه سنة 2013 عن أسفه لعدم تركيز مايكروسوفت في بداية الألفية الثالثة عن الإتجاه للسوق المتنامي للهواتف الذكية بسبب تركيزها على نظام تشغيل الحواسيب الخاص بها ويندوز.
وأضافت الصحيفة أن نظام وندوز فيستا يعدّ الفشل الرابع لمايكروسوفت، فهذا النظام الذي أطلق سنة 2007 بعد أكثر من خمس سنوات من التطوير، لاقى استهجانا من قبل المستخدمين، بسبب عدم استقراره، وشدة تعقيده، وسوء تصميمه، وهو أمر معاكس تماما لنظام ويندوز إكس بي، الذي يتميز بالبساطة والمتانة، وكان من المقرر أن يعوَّض هذا الأخير بالنظام الجديد غير أن النتائج جاءت معاكسة، فقد تهاوت نسبة رضا المستخدمين وحافظ معظمهم على النظام القديم.
أما الفشل الأخير الذي ذكرته الصحيفة، فقد كان من نصيب الجهاز اللوحي سيرفس، فبعد عامين من إطلاق شركة أبل للآيباد، قامت مايكروسوفت في خريف سنة 2012 بإطلاق جهازها اللوحي سيرفاس، الذي واجه فشلا فوريا، ما دفع مايكروسوفت لتخفيض ثمنه، ما أدى لانخفاض نسبة الأرباح المتوقعة بقيمة 900 مليون دولار في شهر يوليو سنة 2013.
وبعد ثلاث سنوات من إطلاقه، لا يزال حاسوب مايكروسوفت اللوحي يواجه صعوبات في دخول السوق والمنافسة مع أجهزة شركتي سامسونغ و أبل، رغم إطلاق خمسة إصدارات جديدة، وينتظر أن تطلق مايكروسوفت إصدارا جديدا يحمل اسم سيرفس برو 3 في شهر مايو المقبل، غير أن حظوظ نجاحه لا تختلف عن سابقيه.
وختمت الصحيفة أنه رغم هذه الإخفاقات، فإن شركة مايكروسوفت مازال في جعبتها الكثير من الخطط المستقبلية للمنافسة في أسواق جديدة، مثل سوق الهواتف الذكية بعد استحواذها على الشركة الفنلندية المصنعة للهواتف نوكيا، وكذلك إطلاقها لهاتفين يدعمان نظام أندرويد.
للاطلاع على المقال الأصلي، انقر هنا