قال نائب رئيس الوزراء
العراقي بهاء الأعرجي، إن ماشهدته مدينة
الرمادي خلال الايام القليلة الماضية لا يعد "تراجعا عسكريا" رغم تقصير بعض القيادات، مشيرا إلى تقدم القوات الأمنية بعد تعزيزها بفصائل من الحشد الشعبي.
وقال الأعرجي، بحسب ما نقلت وكالة "السومرية نيوز" العراقية إن "الجميع يعلم أننا في حالة حرب مع العصابات الإرهابية، وفي الحرب معارك انتصر فيها العراقيون، وكان آخرها معركة تحرير مدينة تكريت ومدن أخرى في محافظة صلاح الدين، من قبضة العصابات البربرية".
وأضاف الأعرجي أن المعركة في الرمادي "كر وفر كما يقال، والدليل تقدم قواتنا بعد أن عـُززت بفصائل من الحشد الشعبي البطل وتعاون عشائر المحافظة".
وكان الجيش العراقي انسحب جزئيا من مناطق في مدينة الرمادي، بعد هجمات لتنظيم الدولة.
وتوقعت مصادر عشائرية أن الانسحاب كان مقصودا كي يقبل أهالي محافظة
الأنبار بمشاركة الحشد الشعبي في المعارك، في ظل مخاوف من تكرار سيناريو تكريت.
وأشارت حسابات على "تويتر" مقربة من تظيم الدولة، إلى سيطرة مقاتلي التنظيم على مناطق واسعة في الأنبار.
وقال أحد الحسابات إن "الثوار والمجاهدين يحاصرون قيادة عمليات الأنبار من الجهتين الشمالية والشمالية الشرقية ولم يتبق في جزيرة الرمادي إلا منطقة الزوية، وهي المحاذية لقيادة عمليات الأنبار من الجهة الشمالية ترتبط من جهة الخط السريع وتسلك مع النهر إلى داخل عمليات الأنبار، يفصلها عن العمليات السدة فقط".
وكان ناشطون قالوا إن
تنظيم الدولة قصف المجمع السكني قرب بلدة البغدادي في الأنبار.
أزمة اللاجئين تتفاقم
وفي الأثناء، تفاقمت أزمة النازحين في بغداد ولم تعد الدولة أو منظمات المجتمع المدني قادرة على تلبية احتياجاتهم، ففي الجوامع ودور العبادة التابعة للوقفين السني والشيعي فتحت الأبواب على مصراعيها لاستقبال النازحين ومساعدتهم قدر المستطاع على تخطي محنتهم.
"باعنا الشيوخ والسياسيون المتاجرون بدمائنا وتخلوا عنّا".. هذا ما تقوله أم أحمد، وهي نازحة من الرمادي تسكن في جامع النداء شمال بغداد بعد أن تقطعت بها وبعائلتها السبل، بينما ترتدي السواد وتعبر بأسلوب عفوي بسيط عن مرارة الأيام التي تمر بها بعد أن تركت منزلها.
وتضيف أم أحمد في حديثها لـ "السومرية نيوز"، أن "الاستحمام بات من الأمور المترفة جدا، ولم يعد بمتناول أحد إلا بعد عناء طويل"، لافتة إلى أن "أسرتها تعيش وضعا مزريا، رغم كل ما يقدم لهم في الجامع، حتى إنها اضطرت إلى جلب ابنتها التي لم يمض على إجرائها عملية جراحية سوى أيام قليلة، وخيوط العملية ما زالت لم تنزع".
نازحة أخرى مسنة في العقد السادس من عمرها، هي كريمة عبد الله، لم تخف حزنها الشديد الذي بدا واضحا على ملامح وجهها المرهق المليء بالتجاعيد، وتقول: "اضطررنا إلى النزوح وترك منازلنا في الرمادي بعد احتدام المعارك واشتداد الخطر علينا".
وتتساءل المسنة كريمة عبد الله بحرقة: "لماذا فعلوا بنا هذا؟ نحن نائمون بالشارع، نريد حلا"، لافتة إلى أنها "جاءت وبصحبتها أربع عوائل مؤلفة من 22 شخصا بينهم أطفال، ولا يوجد معيل أو راتب لديها".
وتوضح أن "المعارك في الرمادي مستمرة منذ سنة فوق رؤوسهم"، مؤكدة أن "حالاتنا المادية ضعيفة إلى درجة أننا نتعشى ولا نتغدى، وليس لدى أي علاج ولم يساعدني أحد".