قالت صحيفة "الغارديان" في افتتاحيتها، إن على الدول الغربية الاحتجاج على الملاحقة القضائية المستمرة للرئيس
المصري السابق وزملائه.
وتقول الصحيفة إنه وبعد أن صدر حكم هذا الأسبوع يقضي بسجن
مرسي ومسؤولين آخرين في جماعة
الإخوان المسلمين مدة 20 عاما في قضية قتل المتظاهرين خارج القصر الجمهوري عام 2012، يواجه الآن تهما أخرى قد تقود إلى أحكام أخرى بالسجن أو الإعدام.
وتبين الافتتاحية، التي اطلعت عليها
"عربي21"، أن ما حصل في المظاهرات، التي دعي لها في وقتها للاحتجاج على المرسوم الرئاسي الذي يحصن قرارات الرئيس ضد نظر القضاء حتى يتم وضع ميثاق دستوري، لم يكن واضحا، ولا يزال غير واضح، حتى بعد انتهاء المحاكمة، التي استثني الصحافيون بشكل كبير من تغطيتها. وهناك احتمال بأنه قد تم فقدان السيطرة من الجانبين، وفاقم ذلك رفض قوات الأمن التدخل، وقد تكون هناك دلالات لحقيقة أن معظم القتلى كانوا من مؤيدي الإخوان المسلمين.
وتذكر الصحيفة أنه من "الواضح أيضا أن القضية هي جزء من الملاحقة القضائية المستمرة لمرسي وزملائه من النظام الجديد في مصر، وهي ملاحقة لا توازيها ملاحقة بالإصرار ذاته لمرتكبي الجرائم الخطيرة في الجانب المعارض لمرسي. فجرائمهم إما أن تغتفر أو تلف بالغموض".
وتفيد الافتتاحية بأن "محاكمة مرسي هي واحدة من الكثير من المحاكمات التي تم فيها التخلي عن الإجراءات القضائية الصحيحة، ويبدو أن الهدف من ذلك ذلك هو تجريم حركة سياسية بكاملها، ولذلك فقد تم وسم الحركة بكاملها بالإرهاب".
وتستدرك الصحيفة بأن "الإخوان ليسوا هم الضحايا الوحيدين، فقد تم إغلاق مؤسسات المجتمع المدني، وهناك سيطرة على الإعلام، وتم سجن صحافيين، وحتى المعارضين العلمانيين، وبينهم من دعموا
السيسي في انقلابه على مرسي عام 2013، يتم اضطهادهم ومضايقتهم".
وترى الافتتاحية، التي ترجمتها
"عربي21"، أن "مقولة أن مصر تحت حكم السيسي أسوأ مما كانت عليه تحت حكم حسني مبارك، أصبح معترفا بها على أنها أبغض نتائج الربيع العربي، الذي تحول إلى كابوس. والتراجع السياسي الذي حصل في مصر هو كارثة تختلف عن الحرب الأهلية الرهيبة التي تعاني منها سوريا، أو الفوضى التي تعاني منها ليبيا، إلا أنه كارثة".
وتجد الصحيفة أنه "بالرغم من هذا فإن إعادة تأهيل نظام السيسي مستمر بسرعة كبيرة. وهناك مجرد صوت خافت يصدر من أمريكا والدول الغربية الأخرى حول المسائل الديمقراطية. وعدا ذلك فإن المساعدات العسكرية الأمريكية، التي تعزز المؤسسة العسكرية المصرية، عادت كسابق عهدها، وتم التخلي عن الشروط تقريبا. ويتم السعي لتطوير العلاقات الاقتصادية، كما كان واضحا من حضور جون كيري ضيف شرف على مؤتمر المستثمرين في شرم الشيخ الشهر الماضي. كما أن مصر تدعى إلى أن تدخل التحالف ضد تنظيم الدولة، والتحالف ضد الحوثيين في اليمن".
وتخلص "الغارديان" إلى أنه "صحيح أن كثيرا من المصريين كانوا قلقين جدا حول الاتجاه الذي اعتقدوا أن مرسي كان يجر البلاد نحوه، وصحيح أن الإخوان لم يكونوا يتمتعون بالدعم الشعبي الساحق، إلا أن الحقيقة هي أن حكومة منتخبة ديمقراطيا أزيحت بالقوة ليحل محلها نظام ذو مواصفات بغيضة كثيرة. إنه نظام لا يستحق الرضوخ الذي تمده به الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية".