نشرت صحيفة لوريون لوجور، اللبنانية الناطقة بالفرنسية، تقريرا حول التحديات التي تواجهها حكومة بنيامين
نتنياهو الجديدة، إثر سيطرة
اليمين المتطرف على تشكيلتها.
وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي اطلعت عليه "عربي21"، غن تعيين آيلات شاكد على رأس وزارة العدل أثار حالة من الاحتقان والغضب في صفوف المجتمع الدولي والفلسطينيين واليسار
الإسرائيلي، على حد سواء.
فقد جاء في تقرير الصحيفة، أنها أول مرة تشهد فيها الحكومة الإسرائيلية هذا الحضور المكثف لليمين، إثر اضطرار بنيامين نتنياهو لتقديم عدة تنازلات لبلوغ أغلبية برلمانية تسمح له بتمرير حكومته، ما وضعه في موقف لا يحسد عليه، ولم يمكنه من حيازة أكثر من مقعد إضافي وحيد فوق النصف (61 من أصل 120).
وذكرت الصحيفة أنه كان على رئيس الوزراء الإسرائيلي إسناد مزيد من المواقع لليمين، بشقيه "المعتدل" والمتطرف اللذين تمكنا إلى حد الآن من سحب البساط من تحت قدميه، حيث سيكون لحزب الليكود الآن أقل عدد من المقاعد إذا لم تتم المصادقة على التعديل الدستوري المتوقع تمريره في الأيام القليلة القادمة.
ويبقى الفوز الحقيقي في انتخابات 17 آذار/ مارس من نصيب الأحزاب المتطرفة: شاس وقائمة التوراة المتحدة، وحزب اليمين "المعتدل" كولانو، والحزب القومي الديني البيت اليهودي برئاسة نافتالي بينيت الذي وافق على دعم الرئيس الإسرائيلي برلمانيا قبيل ساعات من فشل مرتقب كان ليدفعه إلى تكليف شخصية أخرى بالبحث في سبل تشكيل ائتلاف، وهو ما يثبت بوضوح أن هذا الابتزاز هو ما سمح لحزب نافتالي بنيل نصيب الأسد والسيطرة على المواقع المفصلية في الحكومة، مثل وزارة العدل ورئاسة اللجنة القانونية في الكنيسيت التي تم إسنادها لآيلات شاكد.
وفي هذا السياق، نوهت الصحيفة إلى أن هذا التعيين قد أثار غضب وسخط كل من المجتمع الدولي والفلسطينيين واليسار الإسرائيلي نفسه، على خلفية الطبيعة العدائية المتشددة لآيلات شاكد التي ترفض حل إقامة دولتين رفضا قاطعا.
وكانت آيلات قد جلبت الأنظار صيف 2014، قبيل أيام من بدء عملية "الجرف الصامد" على قطاع غزة، بنشرها على حساب الفيسبوك مقالا كان الصحفي السابق يوري آليتزور قد كتبه سنة 2002، معبرا فيه عن فخره بإزهاق دماء الفلسطينيين "الأعداء"، ومطالبا بإلحاق أمهات القتلى وبيوتهم بأبنائهم خوفا من إنجاب المزيد من المقاتلين. هذا وقد نال المنشور إعجاب الآلاف من مستخدمي الفيسبوك قبل أن يتم حذفه من حساب شاكد التي اعتبرت ذلك واقعا.
وأضافت الصحيفة أن هذه الشخصية المثيرة للجدل تعيد للأذهان امرأة خلفت بصمة واضحة في المشهد السياسي الإسرائيلي، وهي رئيسة الوزراء السابقة جولدا مائير التي أقرت نظيرتها البريطانية مارغريت ثاتشر سنة 1969 بعمق تأثيرها.
وعلى الصعيد الدولي، صرحت الصحيفة بأن إسرائيل قد شهدت في السنوات الأخيرة تدهورا متدرجا للعلاقات مع مختلف الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة، بالتوازي مع تطور المحادثات مع إيران بشأن ملفها النووي، ونجاح فلسطين في إحراز انتصارات نوعية مثل اعتراف الأمم المتحدة ومحكمة الجنايات الدولية بعضويتها سنتي 2012 و2015.
وبناء على المعطيات الحالية، أفادت الصحيفة بأن المشهد السياسي الإسرائيلي يرنو حتما نحو الخضوع لسيطرة اليمين، وإن لم يول المراقبون الحكومة الحالية اهتماما كبيرا، نظرا للأغلبية المتواضعة للشق المتطرف والتوترات القائمة التي تثير عديد التساؤلات حول مدى نجاح بنيامين نتنياهو في الحفاظ على هذا الائتلاف الظاهري، ائتلاف يبدو أنه قد قضى على الأمل في التوصل إلى اتفاقية سلام مع الجانب الفلسطيني مع إصرار الطرفين على عدم تقديم أية تنازلات، كما تقول الصحيفة.
وفي الختام، أشارت الصحيفة إلى أن من شأن تواجد وزراء من قبيل آيلات شاكد أن يزيد من العزلة الديبلوماسية لبنيامين نتنياهو، حتى وإن ظل أفيجدور ليبرمان بعيدا عن الساحة السياسية التي لن تمنع إسرائيل من البقاء ضمن الدول الفاعلة دوليا بصرف النظر عن التشكيلة الحكومية الجديدة.