تورد
الصحافة التركية في عددها الصادر صباح الثلاثاء، أن الإعلام
الإسرائيلي نشر خبرا جاء فيه أن حزب "العدالة والتنمية"، الذي عمل خلال فترة حكمه الماضية التي استمرت 12 عاما على تنغيص الأحلام والسياسة الإسرائيلية في المنطقة، لن يستطيع النجاح في تأسيس الحكومة بمفرده، وهو ما سبب حالة عارمة من الفرح لدى إسرائيل.
يأتي ذلك في وقت يحلل فيه كتاب أتراك بأن جميع أهداف وآمال أحزاب المعارضة التركية مبنية على كيفية إسقاط الحزب الحاكم (العدالة والتنمية)، ولا يوجد عندهم أي وعد متعلق بإيجاد حل لمشاكل الدولة الأساسية، ولا أي وعد متعلق بتطوير الحريات والحقوق الأساسية، ولا أي وعد متعلق بتطوير الاقتصاد وتنميته، ولا أي وعد أساسي بخصوص المشاكل الاجتماعية الأساسية.
إسرائيل تحتفل: ذهب أردوغان.. أصبحنا الآن أقوى
تفيد صحيفة "ستار" في خبر لها بأن حالة الغموض التي سببتها الانتخابات التركية، التي جرت في 7 حزيران/ يونيو الماضي، فتحت حالة من الفرح العميق في إسرائيل، التي ما زالت جاثية مُحتلة لفلسطين منذ سنوات طويلة، وعملت على قتل آلاف الفلسطينيين إلى يومنا هذا، والسبب الرئيس لهذه الفرحة في الإعلام الإسرائيلي هو أن حالة الغموض حدثت في الدولة الوحيدة،
تركيا، الداعمة لفلسطين والمحتضنة لقضيتها، حيث تابع الإعلام الإسرائيلي الانتخابات التركية لحظة بلحظة، وبعد نشر النتائج غير الرسمية للانتخابات، قام الإعلام الإسرائيلي بالاحتفال وكأنه عيد استقلال دولته.
وتورد الصحيفة أن الإعلام الإسرائيلي نشر خبرا بأن
حزب العدالة والتنمية، الذي عمل خلال فترة حكمه الماضية والتي استمرت 12 عاما على تنغيص الأحلام والسياسة الإسرائيلية في المنطقة، لن يستطيع النجاح في تأسيس الحكومة بمفرده، الأمر الذي سبب حالة عارمة من الفرح لدى إسرائيل، وبعد نشر النتائج قام الإعلام الإسرائيلي برفع بعض الشعارات التي تدل على فرحته الشديدة، مثل "ذهب أردوغان، الآن أصبحنا أقوى".
وبحسب الصحيفة التركية فإن صحيفة "إسرائيل تودي" المشهورة بدعمها لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، نشرت خبر نتائج الانتخابات التركية تحت عنوان "الشعب قال لأردوغان لا"، وخصصت الصحيفة المذكورة معظم الثلاث صفحات الأولى من عددها السابق فقط لتغطية نتائج الانتخابات التركية والتعليق عليها. وفي التحليلات التي نُشرت في الصفحات الأولى، استعرضت الصحيفة جميع السياسات التي تبناها حزب العدالة والتنمية والتي كانت تعارض السياسة الإسرائيلية، وقامت الصحيفة بتعريف حكومة حزب العدالة والتنمية بأنها "الحكومة الوحيدة المتجرئة لرفع رأسها ضد إسرائيل" في حروبها ضد غزة.
وتورد "يني عقد" أن الصحيفة الإسرائيلية ذكرت أن أردوغان استطاع كسب أصوات الشعب عن طريق تهجمه على إسرائيل. واستخدمت الصحيفة عبارة "لا يوجد دعم لأردوغان من الإسلاميين".
وتلفت الصحيفة التركية إلى أن الإعلام الإسرائيلي عبر عن راحته من الدورة الجديد للحكومة التركية، وأكدت الصحيفة الإسرائيلية أن حزب العدالة والتنمية التركي، المعروف بقربه من حزب الحرية والعدالة المصري الذي كان يقوده مرسي، على علاقة سيئة جدا مع إسرائيل، وأكدت الصحيفة، أن اليهود عاشوا قلقا وخوفا شديدين في تركيا أثناء فترة حكم حزب العدالة والتنمية، وأنه مع دخول حزب الشعوب الديمقراطي للبرلمان، فإن الحالة الخاصة بإسرائيل سيتغير مسارها وستصبح الأمور مريحة جدا بالنسبة لإسرائيل.
وكتبت الصحيفة الإسرائيلية التي اتهمت حزب العدالة والتنمية بأنه الداعم الأساسي "للمنظمة الإرهابية" حماس، أن العلاقة بين إسرائيل وتركيا تضررت بشكل كبير بسبب دعم تركيا لحركة حماس خلال فترة حكمه، ما جعل السياح الإسرائيليين يتجنبون الذهاب للسياحة في تركيا.
وأعربت الصحيفة، في نهاية تقريرها، عن فرحتها الشديدة بنتائج الانتخابات وأوضحت أن السياح الإسرائيليين بعد اليوم سيعودون إلى إسطنبول بكل أريحية وسلام، لأن هناك في البرلمان من يحميهم ويدافع عنهم.
آمال المعارضة التركية: إسقاط الحزب الحاكم
قال الكاتب "فاروق كوسا"، في مقال له بصحيفة "يني عقد": " انظروا إلى الغرابة والدهشة، جميع أهداف وآمال أحزاب المعارضة مبنية على كيفية إسقاط الحزب الحاكم، لا يوجد عندهم أي وعد متعلق بإيجاد حل لمشاكل الدولة الأساسية ولا أي وعد متعلق بتطوير الحريات والحقوق الأساسية ولا أي وعد متعلق بتطوير الاقتصاد وتنميته ولا أي وعد أساسي بخصوص المشاكل الاجتماعية الأساسية؛ ليس لديهم أي وعد من هذا القبيل، جل ما يملكونه هو كيف يمكن لنا إسقاط الحزب الحاكم، هذا الحزب الذي طور البلاد وجعلها من أوائل البلاد الاقتصادية، أحزاب المعارضة هذه بنت جميع وعودها على الانتقام من حزب العدالة والتنمية المطور والمُنمي للبلاد".
ويلفت الكاتب إلى أن "انتقام هذه الأحزاب لم يكن متعلقا بحزب العدالة والتنمية كحزب، بل كان متعلقا بالنظام والتطور والكفاءة الإدارية التي أرساها حزب العدالة والتنمية خلال فترة حكمه، حاولوا الانتقام من هذا الحزب لأن سياسته التطورية والتقدمية لا تناسبهم ولا تماشي مصالحهم".
"الشعوب الديموقراطي" يزور آلاف الأصوات في الانتخابات التركية
أوردت صحيفة "يني عقد" في خبر لها أن أنصار حزب "الشعوب الديمقراطية" الكردي، في مدينة ماردين التركية، الواقعة شرق البلاد، قاموا بإخراج المرشح المستقل محمود كيلينج من لجنة التصويت وقاموا تقريبا بتزوير ما يقارب عشرة آلاف صوت، وبعد علم لجنة الانتخابات العليا بالحدث قامت على الفور بعد لجنة التصويت الخاصة بالمكان المذكور ملغاة.
وذكرت الصحيفة أنه "من جديد، وكما هو الحال دوما، فإن العنوان هذه المرة مختلف، أنصار حزب الشعوب الديمقراطي على رأس أعمالهم الخداعية. ففي هذه المرة قاموا بممارسة ألعابهم الخداعية في إحدى لجان التصويت الواقعة في مدينة ماردين، حيث قاموا بتزوير أكثر من 10 آلاف صوت وقاموا بتهديد مراقبي اللجنة عندما قاموا بدعوتهم إلى عدم ممارسة هذه الخديعة. وتم التأكيد من قبل مراقبي اللجنة وبعض الشهود المدنيين أن أنصار حزب الشعوب الديمقراطي بعدما وجدوا أن قدوم المصوتين للجنة بعد الساعة الرابعة مساءً قد انتهى، قاموا بإخراج المراقبين تحت التهديد وعملوا على تزوير أكثر من 10 آلاف صوت".
وبحسب الصحيفة/ فإنه و"بحسب ادعاءات الشهود فإن أنصار حزب الشعوب الديمقراطي لم يكتفوا بذلك، بل قاموا أيضا بإفساد ورقة المرشح عن حزب هدى بار الإسلامي الكردي محمود كيلينج من خلال التوقيع تحت اسمه أو من خلال رسم بعض الرسومات لجعل الأصوات التي حصل عليها كلها ملغاة".
الأتراك والانتخابات: لكل حزب رسالة
قال الكاتب عبد القادر سلفي في مقال له بصحيفة "يني شفق"، إن "صناديق الاقتراع أسفرت عن صورة معبرة عن قرار الشعب التركي، وإن حزب العدالة والتنمية الذي حكم بمفرده منذ انتخابات 2002 وإلى يومنا هذا لن يستطيع بعد هذه الانتخابات تأسيس الحكومة بمفرده. جمعت هذه الصورة بداخلها عناصر تعكس تركيا القديمة بشكل كبير وواضح، وإن على أي شخص يحترم الإرادة الشعبية أن يرى هذه الصورة بشكلها الصحيح وأن يقرأ الرسائل التي أراد الشعب أن يبعثها من خلال صناديق الاقتراع بشكل صحيح وصائب".
ورأى الكاتب أن هذه الانتخابات فتحت صفحة جديدة في السياسة التركية، ومن خلالها أعطى الشعب التركي لكل حزب سياسي رسالة مُعينة:
الرسالة المعطاة لحزب العدالة والتنمية: "نعم يا حزب العدالة والتنمية جعلناك الأول وما زلت أملنا الوحيد أنت، ولكن أردنا أن نخفض بعض نقاطك لترى أخطاءك وتسعى، قبل أن تؤسس تركيا الجديدة، لتأسيس حزب العدالة والتنمية الجديد المتماشي مع مصالح تركيا أولا".
الرسالة المعطاة لحزب الشعب الجمهوري: "لن تستطيع أن تكون أمل الشعب في تأسيس الحكومة في تركيا، أنت في المعارضة فاشل، فكيف إذا أصبحت حكومة؟ ابقَ في مكانك وخذ بعض الأصوات لعلك تستطيع فعل شيء جيد".
الرسالة المعطاة لحزب الشعوب الديموقراطي: "عندما مددت يدك لي في انتخابات الرئاسة ساعدتك والآن عندما أتيتني مسالما تريد اكتساب حقوقك بالسياسة مددت يدي لك أيضا، بدلا من أن تحاول تقسيم تركيا بالسلاح تعال واجتمع مع تركيا بالسياسة".
الرسالة المعطاة لحزب الحركة القومية: "كما فعلت معك في انتخابات 18 إبريل 1999 أفعل معك الآن، أحاول أن أجعلك الحزب الموازن في المجلس، أنت الآن مواز لحزب الشعوب الديموقراطي الكردي، احرص على تسيير سياسة توازن بين الأتراك والأكراد".
وشدد الكاتب على أنه "إذا تمكنت الأحزاب من قراءة الرسائل التي أرسلها الشعب لهم من خلال صناديق الاقتراع وعملت على تطبيق ما يريد الشعب بالشكل الصحيح، فهذه الأحزاب ستنجح في تأسيس حكومة توافق وستستمر في هذه الدورة الانتخابية، ولكن إذا لم تقرأ هذه الرسائل كما هو المطلوب، فلنستعد لفوضى وأزمات التسعينيات.. ولتعلم هذه الأحزاب بأن الشعب سيحاسبها في الانتخابات المُقبلة بصورة قاسية".