نشرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية تقريرا يتناول الضجة التي أثيرت حول مشاركة عبد الوهاب
الحميقاني، رئيس
حزب الرشاد اليمني وأحد المسؤولين عن تمويل تنظيم
القاعدة في اليمن، في مؤتمر السلام الخاص باليمن في جنيف، وردود الفعل على ذلك.
وقالت الصحيفة في هذا التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إن الحميقاني كان قد حل في مدينة جنيف السويسرية، ضمن الوفد الممثل للحكومة اليمنية، وهو ما أثار غضب الدول الغربية.
وأضافت الصحيفة أن وزارة الخزانة الأمريكية كانت قد صنفت عبد الوهاب الحميقاني، الذي يبلغ من العمر 42 سنة، ضمن القائمة السوداء على خلفية اتهامه بتمويل تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، عبر جمعيته الخيرية التي يتخذها كواجهة لأنشطته مع هذا التنظيم، الذي فقد زعيمه مؤخرا في غارة جوية شنتها طائرة أمريكية دون طيار.
وكان الحميقاني، بحسب الصحيفة، قد تولى مهمة عبور تمويلات التنظيم من السعودية إلى اليمن، علاوة على تقلده لمنصب رفيع في تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية، بمحافظة البيداء، منذ سنة 2012، ما مكنه من ربط أواصر العلاقات مع مجموعة من أخطر زعماء القاعدة في كافة أنحاء العالم. كما أنه تم اتهامه بالتنسيق للهجوم ضد الحرس الجمهوري اليمني في المحافظة، الذي أسفر عن سقوط سبعة قتلى.
وأفادت الصحيفة بأن عبد الوهاب الحميقاني بادر لتشكيل حزب سلفي أطلق عليه اسم "الرشاد"، سعيا منه لتفنيد ما نسب إليه بخصوص تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، وهو ما مكنه بالفعل من تلقي دعوة لحضور مؤتمر جنيف، الذي يسعى للتوصل لهدنة بين الأطراف المتنازعة في اليمن، ليلتقي يوم الاثنين بالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، مع أعضاء الوفد الذي كان ضمنه.
وفي هذا السياق، نشرت الصحيفة تعليق وزارة الخزانة الأمريكية على حزب الرشاد، حيث ذكرت أن هذا الكيان السياسي، الذي ساهم مسؤولون آخرون من تنظيم القاعدة في تأسيسه، "لا يعدو أن يكون غطاء يمكن من تجنيد مقاتلين جدد، وتدريبهم لتوسيع دائرة الداعمين للتنظيم".
من جهته، أنكر عبد الوهاب الحميقاني، في حوار له مع أحد الصحفيين اليمنيين، كل الاتهامات الموجهة ضده، معلنا أن جمعيته الخيرية تعنى بمساعدة "الأيتام والعائلات المعوزة والمساجد"، ورافضا مقابلة مسؤولين أمريكيين لتبرير موقفه.
وأشارت الصحيفة إلى تصريح أحد المقربين من الوفد اليمني، الذي فسر سبب اللجوء لدعوة الحميقاني قائلا: "غيابه عن مؤتمر جنيف يمكن أن يؤدي إلى سقوط منطقته بين أيادي تنظيم الدولة، كما أن حضوره يمثل ضمانة لكسب دعم بعض الجماعات التي تشكل جزءا هاما من الصراع ضد الحوثيين المدعومين من طرف إيران".
وقالت الصحيفة إن عددا من المراقبين يطرح تساؤلات حول الاستراتيجية السعودية والغربية في اليمن، حيث إن المجموعات التابعة لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية أو الأخرى التابعة لتنظيم الدولة، هي أكبر المستفيدين من الحرب بين الحوثيين وأنصار الحكومة اليمنية، علما بأن القصف السعودي طال أغلب المناطق باستثناء تلك الخاضعة لسيطرة تنظيم القاعدة، وخاصة مطار المكلا الذي يعد المطار الوحيد الذي لم يدمره التحالف العربي.
وقالت الصحيفة إن إحباط الدول الغربية في تزايد مستمر، بسبب المأزق الذي تسببت فيه السعودية لنفسها، إثر انخراطها في العمليات الجوية ضد الحوثيين وحلفائهم من أنصار الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح.
وأشارت الصحيفة إلى انزعاج برلين من حضور عبد الوهاب الحميقاني في جنيف، خاصة وأنها تشتبه في وقوفه وراء اختطاف رهائن ألمان قبل سنوات في اليمن. أما فرنسا، فقد اكتفت بتأكيد التزامها بمساعدة المملكة عبر مدها بصور أقمار صناعية للمواقع التي سيتم استهدافها.