تقول صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية إن والد منفذ
هجوم سوسة عبد الحكيم
الرزقي اتهم يوم الجمعة المتطرفين بأنهم قاموا بغسل دماغ ابنه سيف الدين وتحطيمه، ودفعه إلى تنفيذ عملية ضد سياح كانوا يقيمون في فندق "إمبريال مرحبا"، وهو أحد فنادق المدينة.
ويشير التقرير إلى أن والد منفذ الهجوم عاد بعد يومين من احتجازه في مركز الشرطة للتحقيق معه. وقال إنه لم يكن يعرف أي شيء عن خطط ابنه البالغ من العمر 23 عاما.
وكان الرزقي يتحدث مع الصحيفة من بيته في مدينة قعفور القريبة من العاصمة
تونس، ويقول: "هؤلاء الناس دمروا حياة ابني بأفكار بغيضة، لقد حطموه". ويضيف: "لا أعرف ماذا أقول، لا أعرف شيئا، ولم أكن أعرف ماذا يفعل، هذا ما قلته للشرطة، وهو ما أقوله لكم. يطلب الناس مني معلومات، ولا أعرف ماذا أقول لهم، لقد فوجئت بالأخبار وما فعله ابني".
وينقل التقرير عن الرزقي قوله: "لقد عدت من عملي في الساعة الحادية عشرة ونصف صباحا، وأنا أعمل في سكة الحديد، وذهبت إلى النوم، حيث أننا كنا صائمين، وجاءت الشرطة في الساعة الرابعة ظهرا إلى بيتي، وطلبوا مني الذهاب معهم، وسألتهم لماذا، قالوا لي: ألم تكن تتابع الأخبار؟ وعندها أخبروني. وقد ذهلت، لم أكن أعرف أن هذا حدث، فقد كان يدرس في الجامعة وعلاماته جيدة، هذا كل ما أعرفه".
وتلفت الصحيفة إلى أنه قد نشر يوم الأحد فيلم فيديو لسيف الدين وهو يرقص، في وقت تحاول فيه الأجهزة الامنية معرفة السبب الذي دفعه للتحول والعمل مع
تنظيم الدولة ليصبح إرهابيا.
ويوضح التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، أن الرزقي كان يحب الموسيقى والرقص في الشوارع. وظهر في الفيديو وهو يحاول إظهار مواهبه في شريط وضع على "يوتيوب". وكان يدرس الهندسة في جامعة القيروان، التي تبعد 30 ميلا عن مدينة سوسة، حيث وقع الحادث.
وتذكر الصحيفة أنه بحسب أحد زملائه، فقد كان سيف الدين شابا طبيعيا في السنة الأولى، وكان طالبا ممتازا، ولكن حصلت تغيرات عليه فيما بعد، وأخذ يقضي وقتا طويلا مع مجموعة سلفية تدعو إلى الجهاد، وأصبح مقربا من زعيم الجماعة رشيد رؤوف السعيدي.
ويورد التقرير أن مساعد السكرتير العام لاتحاد طلبة جامعات تونس قال إن الرزقي كان عضوا في اتحاد آخر له علاقة قوية بجماعة الإخوان المسلمين. وقال إنه "كان شابا عاديا في السنة الأولى من الجامعة، وكان طالبا مجتهدا حتى انضم إلى الاتحاد الإسلامي. وكان يدعم ويشارك في حملات الطلبة الإسلاميين، وكان يشارك في خيمة الدعوة أمام الجامعة".
ويضيف أن "الرزقي بدأ شيئا فشيئا بإهمال الجامعة. وسجل لدراسة الماجستير في تشرين الأول/ أكتوبر، ولكنه لم يحضر المحاضرات"، وفق التقرير.
وتبين الصحيفة أن الأولاد في المنطقة، التي عاش فيها مع زملاء له في شقة، يقولون إنه كان يلعب معهم كرة القدم، ولكنه لم يُر منذ عدة أشهر. وقال أحد سكان الحي: "لم نلاحظ أنه متطرف، كان هادئا وبدا مثل الناس الطبيعيين".
وتختم "ديلي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى أن صفحة سيف الدين على "فيسبوك" احتوت مزيحا من الصور، مثل صور فريقه المحبذ فريق ريال مدريد، ودعمه لتنظيم الدولة في العراق والشام، حيث وضع عددا من الصور له.