قال المحلل الإسرائيلي المعروف إيال زيسر، إن الاستراتيجية الأمريكية لمحاربة
تنظيم الدولة قد فشلت، وواشنطن فهمت ذلك، وإن "القصف الجوي لن يؤدي إلى إلحاق الضرر الحقيقي به".
وأضاف في مقاله في صحيفة "إسرائيل اليوم"، الاثنين، أن الأمريكيين بادروا إلى استراتيجية جديدة في أساسها تجنيد حلفاء محليين مثل الأكراد في شمال
العراق وشرق سوريا، ومليشيات شيعية في جنوب العراق.
وأوضح أن حلفاء أمريكا لهم "مصلحة وجودية لمحاربة
داعش من أجل الدفاع عن البيت، وبمساعدة الأمريكيين يتبين أنهم محاربون مصممون وفعالون في الدفاع عن بيوتهم. ومن الجدير بالذكر أن يقوم الأمريكيون بتوسيع هذه الاستراتيجية لتشمل جبل الدروز في جنوب سوريا".
وقال إن "هذه القوى الطائفية تستطيع الدفاع عن البيت في وجه داعش، لكنها لا تريد ولا تستطيع احتلال المناطق التي يسيطر عليها في سوريا والعراق، والتي تعتبر أغلبية مواطنيها سنيين. هذا الهدف يتطلب قوة دول، وليس هناك دول كهذه على ضوء انهيار وتفكك العراق وسوريا".
وأشار إلى أن الأمريكيين حاولوا "ايجاد ائتلاف سني يحارب داعش، لكن هذا الائتلاف كان وهميا وأثبت في كل مرة أنه غير ناجع. فالسعودية منشغلة في الحرب في اليمن، أما أنقرة فهي غير معنية بمحاربة داعش بالفعل، وفي النهاية فإن معظم المتطوعين يصلون إلى التنظيم عن طريق سوريا".
أما بالنسبة للمعارضة السورية المسلحة، فإنها تعتبر "بشار الأسد العدو الرئيس لها. وبشكل عام، إذا سقط بشار الأسد فإن من الصعب رؤية المتمردين ينجحون في كبح داعش. وفي كل مكان يخرج فيه داعش لمحاربة هؤلاء المتمردين، تكون الأفضلية له".
وتابع: "من هنا يمكن فهم الأهمية التي توليها الولايات المتحدة لتجنيد حلفاء جدد لمحاربة داعش وإيران، وبشكل غير مباشر نظام الأسد وحزب الله. وبحسب المنطق، فإنه يستطيع الشيعة في لبنان والعلويون في سوريا، مثل الأكراد، محاربة داعش، أما
إيران فهي تمنح القوة السياسية الغائبة في مواجهة التنظيم في الوقت الحالي".
ولفت في ختام مقاله إلى أنه "باسم التهديد الذي يمثله داعش، فإن الولايات المتحدة مستعدة لأن تمنح الشرق الأوسط لإيران، والاتفاق النووي هو مجرد خطوة أولى".