حرب اقتصادية خفية يشنها تنظيم الدولة ضد بغداد وأربيل

توقع مصدر مقرب من تنظيم الدولة ضخ عملة التنظيم في مناطق سيطرته في "القريب العاجل". وقال المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه في حديث خاص لـ"عربي21": "منذ ما يقارب السنة، بدأت الدولة الإسلامية حربا اقتصادية ناعمة ضد بغداد وأربيل في محاولة منها لخلق توازن مالي مناسب لضخ عملتها الخاصة بها".

وكان تنظيم الدولة أعلن عن سك عملة خاصة به، بعد أقل من شهرين على إعلانه "دولة الخلافة" من أحد أكبر مساجد الموصل في أواخر حزيران/ يونيو 2014، للتخلص من الهيمنة الغربية على اقتصاد المناطق الخاضعة لسيطرته، وإنشاء اقتصاد خاص به عماده الدينار الذهبي في التعاملات اليومية، وهي الخطوة التي أثارت اهتمام المحللين الاقتصاديين حول العالم.

وأضاف المصدر"هذه الحملة كانت تستند على دراسة دقيقة جدا بحجم الأموال المتداولة في كل من إقليم كردستان، ومناطق العراق الأخرى الواقعة خارج سيطرتها، حيث بدأت الحملة بتفريغ الموصل، والمناطق الأخرى، من الدينار العراقي".

واستطرد قائلا: "وفي الوقت نفسه سحب أكبر كمية من الدولار الأميركي من بغداد وكردستان، وذلك بإرسال العملة العراقية المتداولة إلى بغداد، وإقليم كردستان، بطرق خاصة، وشراء الدولار، مما سبب تضخم في الدينار العراقي، وانخفاض قيمته أمام الدولار، الذي نتج عنه أزمة اقتصادية كبيرة للحكومة العراقية، وحكومة إقليم كردستان، حيث أن الدولة سعت لحصر التداول في مناطقها بالدولار الذي ستستبدله بالدينار الذهبي".

وذكر أن تنظيم الدولة قام "بشراء كميات كبيرة جدا من الدولار الأميركي لاحتكار عملية التعامل به في أراضيها، وهي حرب خفية نجحت إلى حد بعيد في خلق أزمة مالية أدت إلى تراجع قيمة الدينار العراقي أمام الدولار الذي خفت كمية المعروض منه، لكن عملية استجلاب الدولار لأراضي الدولة الإسلامية من بغداد وإقليم كردستان استغرقت وقتا أطول من الوقت المقرر، ومع هذا، وصلت الدولة الإسلامية إلى نتيجة مقاربة للهدف المرسوم".

وردا على سؤال لـ "عربي 21"، حول الموعد المتوقع لبدء التداول بالدينار الذهبي، قال المصدر: "تم وضع آليات دقيقة لطرح الدينار الذهبي للتداول في وقت قريب جدا، وهي الآن في مراحلها الأخيرة، حيث تم تجهيز الكميات المطلوبة بانتظار قرار إطلاقها في الأسواق المحلية، وهي خطوة ستعزز من اقتصاديات الدولة الإسلامية وقوّتها"، على حد قوله.