علق الكاتب الأمريكي مايكل روبن من معهد "أمريكان إنتربرايز" على الاتفاقية
النووية مع
إيران، قائلا إن طهران تفضل دائما السلاح على الزبدة.
ويقول الكاتب في مقاله، الذي نقلته مجلة "نيوزويك" عن موقع المعهد، تحت عنوان "في كل مرة إيران تختار البنادق على الزبدة": "عندما بدأت المفاوضات حول خطة العمل المشترك، تراجع الاقتصاد الإيراني بنسبة 5.4%، وبدلا من الاستفادة من هذا الوضع وتحقيق اتفاق بشروط محبذة، قرر الرئيس باراك أوباما ووزير الخارجية جون كيري تقديم حوافز لإيران".
ويضيف روبن أنه رغم أن ما يزيد على 100 مليار دولار في الاستثمارات الجديدة والمتوقعة اليوم في طهران "حتى قبل أن تظهر إيران التزاما كاملا بالاتفاقية النووية"، فإن السلطات الإيرانية بدأت عملية شراء واسعة تركز بشكل رئيس على
الأسلحة.
ويعلق الكاتب بالقول: "يجب ألا يكون هذا مفاجئا، ففي الوقت الذي يناقش فيه أوباما بأن الجمهورية الإسلامية ستستخدم الأموال التي ستحصل عليها بشكل مفاجئ لمصلحة الشعب الإيراني، إلا أن التاريخ القريب يظهر عكس هذا؛ فعندما قامت دول الاتحاد الأوروبي بغمر إيران بالعملات الصعبة في الفترة ما بين 2000- 2005، (في الوقت الذي ارتفعت فيه أسعار النفط بشكل كبير)، استثمرت إيران الجزء الأكبر من الأموال في مشاريع عسكرية ونووية سرية".
ويشير روبن في مقاله، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن أوباما وكيري أخبرا المشرعين الأمريكيين أن رفض إدارة بوش التعامل مع إيران أدى إلى زيادة أجهزة الطرد المركزية بشكل كبير، مستدركا بأن الحقيقة هي أن الأموال التي حصلت عليها إيران نتيجة لسذاجة الغرب كانت وراء زيادة المشاريع السرية.
ويجد الكاتب أن الولايات المتحدة تقوم اليوم بتكرار الخطأ ذاته مرتين. ويقدم دليلا على هذا بقيام السلطات الإيرانية اليوم بعملية شراء واسعة من
روسيا، تركز على المعدات الثقيلة، أو تقوم بالشراكة معها من أجل إنتاج أسلحة جديدة.
ويلفت روبن إلى الخبر الذي نشر في 26 آب/ أغسطس في كل من الإعلام الإيراني والروسي. فبحسب وكالة "فارس" الإيرانية فإن طهران أجرت محادثات مع موسكو لشراء مقاتلات سوخي سوبرجيت 100.
ويذكر الكاتب أنه في الوقت الذي تعد فيه سوخي سوبرجيت طائرة نقل ركاب، إلا أن كل طائرة مدنية لديها استخدامات عسكرية. وكثيرا ما طالبت إيران بقطع غيار لطائراتها المدنية، لكنها كانت في كل مرة كانت تحولها للأغراض العسكرية.
ويشير روبن أيضا إلى الخبر الذي نشرته الوكالة الإيرانية ذاتها، الذي يفيد بأن "إيران وروسيا تتوصلان إلى اتفاق مبدئي لتصنيع طائرات هيليكوبتر"، وأن "طهران وموسكو تصنعان طائرات". وبحسب "إنترفاكس إي في أن" فإن روسيا ستبيع إيران نظاما محدثا لصواريخ "أس-300".
ويورد المقال أنه بحسب الوكالة الروسبة ذاتها، فإن"روسيا تدرب الخبراء الإيرانيين لإدارة نظام الدفاع الجوي الصاروخي أنتي- 2500".
ويخلص روبن إلى القول: "إنه في حالة كان الخيار بين البنادق والزبدة، فإن المرشد الأعلى للثورة الإسلامية آية الله علي
خامنئي سيختار البنادق. وفي حالة قدم لوزارة الخارجية الأمريكية الخيار بين الواقع والتمني، فإن الكثيرين يميلون، للأسف، إلى الخيار الثاني".