ثلاثة رواد إلى محطة الفضاء الدولية في مركبة سويوز

انطلق ثلاثة رواد في مركبة "سويوز" الروسية الأربعاء، في رحلة تستمر 48 ساعة وصولا إلى محطة الفضاء الدولية بعدما أقلعوا من قاعدة بايكونور في كازاخستان.

وأقلعت المركبة "سويوز تي أم إيه-18 أم" من السهوب الكازاخستانية حاملة أول رائد فضاء دنماركي آندرياس موغنسن والروسي سيرغي فلوكوف والكازاخستاني آيدين إيمبيتوف.

وأوضحت وكالة الفضاء الروسية "روسكوزموس" في بيان، أنه "انفصلت المركبة المأهولة عن الصاروخ بشكل صحيح بعد 528 ثانية على الإقلاع".

وسيحتاج الرواد الثلاثة إلى يومين للوصول إلى المحطة مع أن مركبات "سويوز" تحتاج عادة إلى ست ساعات فقط للالتحام بها. إلا أن المحطة اضطرت في نهاية تموز/ يوليو إلى تغيير مدارها لتجنب الاصطدام بحطام فضائي ما استدعى تعديلا في رحلة "سويوز".

وأوضح نائب رئيس وكالة الفضاء الروسية في تصريح أوردته وكالة "إنترفاكس"، أن القيام بالرحلة على يومين كان "الخيار الأكثر أمانا".

ويتوقع أن يصل الرواد الثلاثة إلى المحطة يوم الجمعة بعد رحلة تستمر أكثر من 48 ساعة في المركبة "سويوز".

وقال سيرغي فولكوف، قائد الرحلة والوحيد الذي يملك خبرة في الرحلات الفضائية خلال مؤتمر صحافي: "من المقرر إجراء 75 تجربة علمية وسنستكمل دراسات بوشرت من قبل".

وأصبح آندرياس موغنسن الذي يمثل وكالة الفضاء الأوروبية أول دنماركي يطير إلى الفضاء. وقال خلال مؤتمر صحافي عشية مغادرته: "يجب أن نستكشف كواكب جديدة ونحن نحلم بذلك. وأنا على ثقة بأننا سنتمكن من ذلك".

وحمل رائد الفضاء البالغ 38 عاما معه 26 تمثالا صغيرا مصنوعة من حجارة الليغو، صممتها شركة الألعاب الشهيرة ومقرها في بيلوند في الدنمارك.

ويضم طاقم سويوز أيضا الكازاخستاني آيدين إيمبيتوف (43 عاما) الذي حل مكان المغنية البريطانية ساره برايتمان.

وكان يفترض أن تكون هذه الأخيرة أول سائحة تنطلق إلى الفضاء منذ ست سنوات بخمسين مليون يورو إلا أنها تخلت عن الفكرة في أيار/ مايو "لأسباب عائلية".

وشكلت المهمة هذه عملية الإطلاق الخمسمائة من منصة "غاغارين" من قاعدة بايكونور التي سميت كذلك تيمنا بأول إنسان سافر إلى الفضاء في 12 نيسان/ أبريل 1961.

وسينضم طاقم "سويوز" في محطة الفضاء الدولية إلى ستة رواد آخرين. وللمرة الأولى منذ العام 2013 سيتواجد تسعة رواد بالتزامن في المحطة. ولن يبقى الرواد الثلاثة إلا أياما قليلة في المحطة إذ إنهم سيعودون نهاية الأسبوع المقبل برفقة الرائد الروسي المخضرم غينادي بادالكا الموجود في المحطة والذي أصبح في حزيران/ يونيو الرائد الذي أمضى أطول فترة في الفضاء.

وبعودته إلى الأرض يكون قد أمضى أكثر من 878 يوما بشكل تراكمي في الفضاء، أي سنتين وأربعة أشهر في إطار خمس رحلات.

وهذه أول مهمة لمركبة "سويوز" منذ 23 تموز/ يوليو. وقد انضم يومها ثلاثة رواد إلى محطة الفضاء رغم وجود خلل في مجس شمسي في المركبة. وكانت تلك الرحلة تأخرت شهرين بعد فقدان مركبة الشحن "بروغرس" في نيسان/ أبريل.

وكان هذا الفشل وخسارة صاروخ "بروتون" قبل أسابيع قليلة وهو يحمل قمرا اصطناعيا مكسيكيا، ما أغرق القطاع الفضائي الروسي في أزمة، واضطر موسكو إلى مباشرة إصلاح كبير للصناعات الفضائية.

وتشكل مركبات "سويوز" الوسيلة الوحيدة لنقل الرواد إلى محطة الفضاء الدولية منذ سحب المكوكات الأمريكية من الخدمة.