ينهمك العمال في اتمام ما يلزم لافتتاح
متجر "حديقتك" لزراعة القنب الهندي في
مونتيفيديو، وهو الحلقة الأحدث من سلسلة
المتاجر التي تغزو عاصمة أوروغواي منذ تشريع
الحشيشة في البلاد قبل 18 شهرا.
ومع تشريع إنتاج هذه النبتة ومن ثم بيعها، ظهرت سوق جديدة في أوروغواي تجذب المستثمرين الشباب الذين يرون في استهلاك الماريغوانا عادة محبذة.
ويقول مارسيلو كابريرا أحد الشركاء في متجر "حديقتك" لمراسل وكالة فرانس برس: "نعلم أن السوق بالكاد بدأت تظهر، وأن هناك مكانا في هذه السوق لكل الناس".
ويرفض هذا الشاب البالغ 34 عاما أن يفصح عن رقم أعمال متجره، أحد متاجر زراعة الحشيشة في أول بلد في العالم يجيز استعمالها لأغراض طبية وغير طبية، ويكتفي بالقول: "كل شيء يجري شيئا فشيئا، مع بذل كثير من الجهود".
ويقول إنريك توبينو (29 عاما) أحد مؤسسي متجر "يويو براذرز" الرائد في مجال الحشيشة: "العمل يزداد، السياح يبحثون عن تذكارات، والسكان المحليون يريدون كل ما يحتاجونه لزراعة الحشيشة وتدخينها".
وتعمل بعض هذه المتاجر في هذا البلد الصغير من أمريكا الجنوبية حتى من قبل تشريع القنب الهندي، إذ إن حيازة الحشيشة وتدخينها لم يكن محظورا أصلا، أما الزراعة فكانت هي الممنوعة، ولكنها كانت تتم في الخفاء.
ومع القانون الجديد، فقد باتت الزراعة مسموحة، سواء في مساحات خاصة أو مشتركة، على ألا يزيد الإنتاج على 480 غراما سنويا للفرد.
ومن المنتظر أيضا أن يشرع بيع الحشيشة في الصيدليات تحت مراقبة السلطات.
في متجر "أوروغرو" الرائد في المجال، يقول أحد الشركاء فيه مانويل فاريلا البالغ 26 عاما، إن سياسته وشركاءه الآن تقضي بالتركيز على الجهود الدعائية "لتثبيت موقع المتجر في السوق في الوقت الذي تزداد فيها المنافسة".
وتصنع بعض المتاجر منتجاتها الخاصة، لكن معظم السلع مستوردة، وقد ظهرت علامات تجارية متخصصة في السلع المستخدمة في استهلاك الحشيشة، وبدأت شركات زراعية تستثمر في هذه السوق، لكن الكل مجمع على رفض الإفصاح عن أرقام مبيعاته وأرباحه.
تقدر جمعية الدراسات حول القنب الهندي عدد مزارعي الحشيشة في أوروغواي ذات الثلاثة ملايين و300 نسمة، بما يقارب عشرين ألفا، وعدد النوادي التي يتعاون أعضاؤها في الزراعة بنحو خمسة عشر.
وتلزم السلطات كل هؤلاء الأشخاص والمجموعات بإبلاغها عن نشاطهم، لكنها ترفض الإدلاء بأي تصريح حول عددهم.
وأطلقت السلطات استدراجا للعروض لرفد المبيعات في الصيدليات، لكن الرئيس الجديد تاباريه فاسكيز أعرب عن رفضه لهذا البند، الأمر الذي يلقي ظلال الشك حول إمكانية تحقيقه.
إلى ذلك، يسعى مستثمرون طموحون إلى دخول سوق الماريغوانا المستخدم لأغراض طبية أو صناعية، مثل صناعة النسيج والوقود ومستحضرات التجميل والغذاء.
ومن هؤلاء المستثمر البرازيلي فابيو باستوس الذي يتنظر في كانون الثاني/ يناير المقبل حصاد أربعين هكتارا من القنب الهندي، عشرون منها مخصصة للنسيج والباقي للأغراض الطبية، وقد بيعت هذه المحاصيل قبل أن تنضج.
ويؤكد هذا المستثمر الذي قدرت قيمة شركته حتى الآن بخمسة ملايين دولار، أن السوق آخذة بالتوسع لتشمل دولا مجاورة مثل البرازيل والأرجنتين.