كتاب عربي 21

وائل؟؟.. صحيت يا ضنايا؟!

سليم عزوز
1300x600
1300x600
قديما قال "الفلاح الفصيح": "ليس بعد حرق الجيرة"، أي عندما يقوم جارك بحرق زراعتك، فلا يمكن بعد هذا أن تضع اعتباراً لحقوق الجوار. وبعد التواطؤ مع الانقلاب، وكل جرائمه، من قتل، وحرق، ونهب، ومن فشل في البر والبحر، صرنا مطالبين، بأن نسهر "نعد النجوم"، حتى يخرج علينا أحد المغرر بهم، بكلمة نفهم منها أنه تراجع، فنقيم له "حلقة ذكر"، فقد عاد و"العود أحمد"، وعفا الله عما سلف!

بعد صمت دام عامين ونصف العام، أتحفنا "وائل غنيم" ببيان ركيك، نشره على صفحته على "الفيس بوك"، ليس فيه سوى كلمة واحدة مهمة، التي تتمثل في قوله: "أعتذر"، ولم يكد يكتبها حتى صار مطلوباً منا أن ننفر خفافاً وثقالاً، ونغدو خماصاً وبطاناً، لنأخذ "وائل" بالأحضان "يا سينا"، فلئن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي. وأي كلام آخر غير الاحتفال، فإن صاحبه متطرف، غليظ القلب، يمنع الاصطفاف الثوري من أن يكتمل، ويحول دون عودة "الفتى وائل" وغيره، ممن خذلهم السيسي بالتجاهل، من أن يعودوا إلى صف الثورة من جديد، وهم لهم أهميتهم لأنهم يملكون "تركيبة" الثورة، والأحماض الأمينية الكفيلة باشتعالها من جديد!

"حالة من الشحتفة"، اجتاحت تيار رفض الانقلاب، بعد "بيان وائل"، ولسان حالهم هو لسان حال الأم الطيبة، التي استيقظ ضناها من النوم، فوقفت تسأله بحميمية: "وائل؟؟.. صحيت يا ضنايا؟!". ولغير المصريين فإن الابن في الثقافة المصرية "ضنى"، وقد ورد في الأثر أن "الضنى غالي"، ويمكن أن تكتبها "الضنا"، فهي كلمة عامية يحدد كتابتها طريقة نطقها.

أعلم أن الصف الثوري مأزوم، لأن قيادات في جماعة الإخوان المسلمين وضعت يدها في الماء البارد، فضلاً عن أن هناك يقينا لدى كثيرين أن الغرب لن يسمح بعودة الإسلاميين إلى السلطة كما كانوا، وهي معادلة لن تتغير إلا بالثورة، لكن من يملكون إشعال فتيلها ليس لديهم استعداد لمزيد من التضحيات، وقد دفعوا الثمن كبيراً، وبدا قطاع لا بأس به مع فكرة الاصطفاف الثوري، التي بمقتضاها يمكن أن تقود إلى تسوية ولو في حدودها الدنيا. وهو تصور يذكرنا بحالة القوى السياسية قبل ثورة يوليو 1952، عندما كانت حدود النقاش والخلاف هي الشرعية الدستورية، فجاء 90 ضابطاً جميعهم من صغار الرتب ما عد اللواء محمد نجيب، وغيروا المعادلة، وقادوا الانقلاب الذي رعته أطراف استعمارية رأت أنه سيقطع الطريق أمام ثورة جادة!

كما يذكرنا، بالحالة التي كنا عليها قبل ثورة يناير، عندما هرعت القوى السياسية، لتعقد صفقات مع الأمين العام للحزب الوطني "صفوت الشريف"، بمقاعد في البرلمان، وقد ضرب "أحمد عز" الأمين المساعد لهذا الحزب عرض الحائط وطوله بما تم الاتفاق عليه مع غريمه "صفوت"، فكان اللعب داخل الحلبة بتشكيل ما سمي بالبرلمان الشعبي، الذي سخر منه مبارك في خطابه في افتتاح الدورة البرلمانية لمجلس شعبه بقوله: "خليهم يسلوا".

وظل الإحباط هو المسيطر، إلى أن وقعت الثورة في تونس، وشاهدنا كيف لمظاهرات سلمية أن تسقط رئيساً قوياً كزين العابدين بن علي، وتدفعه للمغادرة، بعيداً عن التفاصيل، التي من حسن الحظ أننا في مصر لم نكن نعرفها، فنجحنا بثورة سلمية في أن ندفع مبارك للتنحي ولا أنكر أنني كنت مأزوماً، فلم أتصور هذه النتيجة، وأنا أشارك في الثورة من أول لحظة، وكنت يائسا حتى عندما اتخذنا قرارنا بمغادرة ميدان التحرير لحصار القصر الجمهوري!

كان زميلي الصحفي في "الأهرام" يعبث في راديو هاتفه الجوال عندما التقط الإذاعة وربما التلفزيون المصري، وإذا باللواء عمر سليمان يلقي بيانه، إلى أن وصل إلى عبارة لقد قررت التخلي عن السلطة، عندها صاح فرحاً، فصاح الجميع على صياحه، لكني عدت لأقول له إن عليه أن يتأكد من بقية البيان الذي كان قد فرغ منه سليمان، فربما قال مبارك المراوغ في هذه الأيام: "لقد قررت التخلي عن السلطة لكن ضغوطا بذلت علي للبقاء فبقيت".. كنت جاداً ولا أسخر!

لا بأس، فالإحباط يصنع أكبر من هذا، وربما يجد البعض أن هذا المشهد المأزوم، لابد أن يدفعنا للقبول ولو بشطر كلمة من عائد من معسكر الانقلاب، ولا يجوز لنا أن نناقش ما يصدر من هؤلاء، على نحو يجعل من حكاية مدرس اللغة العربية بمدرسة "محمد فريد الإعدادية" بجهينة حاضرة في ذهني بقوة، والتي رويتها هنا عن الخواجة الذي دخل الإسلام على وقع صوت الشيخ عبد الباسط عبد الصمد فلما خرج صوت الشيخ "عبد الرؤوف عطعوط" أجش من عزاء، خشي بلدياتنا من أن يعدل عن قراره بالإسلام.

"أهل الشحتفة"، في تيار رفض الانقلاب، اهتموا في بيان "وائل غنيم" بالعنوان، ولأنه يتخلص في عبارة واحدة "أعتذر"، فقد اعتبروها نصرا من الله وفتحا قريبا، لكني انشغلت بأمر آخر هو الصياغة، قبل أن أرجع لقراءة المتن من جديد!

أدهشني أن صاحب هذه الصياغة الركيكة، هو من كتب كتاباً ضخماً عن الثورة، تعاقدت معه عليه دار نشر غربية كبيرة، تقع في بلدين، لندن وأمريكا، وربما أمريكا وفرنسا، ودفعت له فيه مليوني دولار، وهو ما كان لافتاً بالنسبة لي، وقد تعرضت له في حينه، إذ كيف لشخص لم يشارك في المحطات الرئيسة للثورة أن يكتب عنها كتاباً!

والمحطات الرئيسة لها، هو يومها الأول 25" يناير"، وكان "وائل" في الخارج، ويوم جمعة الغضب "28 يناير"، وكان قد اعتقل قبلها بليلة لأمر ليس خاصاً بالثورة، ولكن بسبب علاقته بأحد الأشخاص الغربيين الذي تدور حوله الاتهامات بالتخابر. ومن محطاتها أيضاً أول مليونية تمت الدعوة لها، وكانت في يوم الثلاثاء "1 فبراير" في يوم لم يتسع "ميدان التحرير" للمشاركين، فتحولت منطقة وسط البلد إلى جزء من هذا الميدان. ثم المحطة الرابعة وهي يوم موقعة الجمل، والمحطة الخامسة وهي تنحي مبارك، فلم يكن "وائل" حينئذ في ميدان التحرير أو أمام القصر الجمهوري، وإنما كان في شقته بحضور بعض زملائه، على نحو فضحه فيديو جرى بثه عبر مواقع التواصل الاجتماعي لرصد اللحظة التاريخية في تاريخ مفجر ثورة يناير وهو يستمع لبيان التنحي.

بدا لي منذ البداية أن "وائل غنيم" حالة مفتعلة، كان نظام مبارك ينفخ فيها، ليصنع للثورة صاحبا يمكنه أن يحاوره، ويبرم معه صفقة، وكان أول من تحدث عن اعتقاله هو زميلة الدراسة " منى الشاذلي"، وأكدت أنه من دعا للثورة، وحرض عليها، وفي المقابل وعد القيادي الذكي في الحزب الوطني "حسام بدراوي"، ببذل الجهود من أجل الإفراج عنه، ووعد بأنه سيأخذه من السجن بسيارته إلى "ميدان التحرير"، ليحتفل مع الثوار بالإفراج عنه.

لقد تم الإفراج عن "وائل غنيم"، ولكن ليس إلى "ميدان التحرير"، ولكن إلى أستوديو "العاشرة مساء"، لاستكمال زعامته فليس كل من في الميدان قد عرف أنه مفجر الثورة والداعي لها عبر صفحة "خالد سعيد"، وهناك كان الحديث عن الشهداء، واعتذر "وائل" لأنه السبب في فقدهم، وبكى وخرج من الأستوديو جرياً، وجرت خلفه "منى" في مشهد عاطفي، تأثر به كثيرون!

عندما ألقى مبارك بيانه العاطفي، والذي استمعت له من سيارة شرطة في شارع التحرير بالدقي وأنا عائد إلى بيتي من الميدان سيراً على الأقدام، كان الشبيحة يقفون في الشوارع ويستوقفون السيارات، التي خالفت قرار حظر التجول، ليعلنوا أن الموضوع قد انتهى بعد هذا الخطاب، في لغة آمرة. ويبدو أن هذا كان جزءاً من الخطة.

الخطاب العاطفي هو الذي أعلن فيه مبارك، أنه يريد أن يموت في بلده، وأنه سينتظر فقط حتى نهاية دورته في سبتمبر، بعدها لن يترشح لدورة جديدة. وعلمت، أن "وائل" اعتلى منصة "التحرير" خطيباً ليعلن نجاح الثورة بهذا الخطاب، وخرج من "الميدان" شبه مطرود!

لكن بعد التنحي كانت دوائر غربية تريد أن تستثمر الفتى بعد تقديمه على أنه "مفجر الثورة"، لإثبات دورها فيها، ما يعطيها الحق في ركوبها، وتوجيه حركتها، مستغلة في ذلك علاقات العمل التي ربطته بمؤسسة "جوجل"، ثم أنه بلا خلفية سياسية تدفعه للعداء لإسرائيل، أو رفض الهيمنة الأمريكية على المنطقة، أو الخصومة مع محاولات الغرب السيطرة على الدول العربية وإضعافها.

ولم تجد الأطراف الأخرى في أداء الفتى ما يمثل منافسة، أو تعويقاً لدورها في الحضور وتخطي الرقاب، فقد كان يحضر اجتماعات المجلس العسكري، وجلسات مدير المخابرات الحربية "عبد الفتاح السيسي" كغيره، مثل هؤلاء الذين شكلوا ما أطلقت عليه مبكراً "ائتلافات الوجاهة الاجتماعية"، وكثير من هذه الائتلافات الفضائية، لا وجود لها على الأرض، وكانت مشكلة من فرد واحد.

ولم تكن لدى أحد رغبة في مزاحمة "وائل غنيم" في الدوائر الغربية، ولم يكن الإخوان لديهم مشكلة في هذا، فإذا قيل إن مفجر الثورة هو المذكور، فإنهم يستدعون علاقة قديمة ربطته بالجماعة، البعض يقول إنها علاقة عمل، والبعض يقول: بل إنها كانت علاقة تنظيمية.

ولأنه حضور مفتعل، فلم يهتم القوم وهم يخططون للانقلاب باستدعائه لحضور المشهد الانقلابي، الذي حضره غلام حركة تمرد، بجانب الدكتور محمد البرادعي وشيخ الأزهر والبابا ورئيس حزب النور، وحضره كذلك رئيس المجلس الأعلى للقضاء، بجانب قائد الانقلاب، ورئيس المحكمة الدستورية "المنتدب" رئيساً للبلاد.

في الشكل، فقد راعني أن كاتب هذا البيان الركيك، هو من كتب كتابا ضخما عن الثورة، ترجم لأكثر من لغة، وفي الموضوع فقد راعني قوله: "لم أؤيد الانقلاب العسكري، ولم أوقع على استمارة تمرد، ولم أفرح ببيان الجيش".

لكنه لم يقل شيئا حول ما إذا دعي لهذا كله ورفض! فمن الواضح أنه لم يدع، وبالتالي فلا فضل له في عدم التوقيع وعدم الحضور، واستبعاده له ما يبرره، فما جرى هو انقلاب عسكري على ثورة يناير، يحمل المخططون له عداء لهذه الثورة، فتعاملوا معها من باب الضرورة التي تقدر بقدرها، انتظاراً لمرحلة قادمة يجري فيها تجريم هذه الثورة وهو الحاصل الآن، فالإعلام المقرب من السيسي هو الذي يتولى تشويه هذه الثورة والتشهير بالثوار ووصفهم بأنهم الطابور الخامس اتساقاً مع مقولة المشير محمد حسين طنطاوي (ولي أمر عبد الفتاح السيسي) بأنها مؤامرة.

ويبقي الموقف هنا المقدر ليس في أنه لم يوقع، ولم يفرح، ولم يشارك، فهنا يقع التواطؤ بالصمت، والسؤال: لماذا لم يرفض؟!

لن يرد "وائل"، فالرد سيقوم به فريق "الشحتفة"، بأن صمته كان لأنه قد فشل في فهم الأمور، ويعذر المرء بجهله. لكن القراءة المتأنية للبيان الركيك، كاشفة عن أن فترة الجهل هي التي حددها بقوله: "لحد 3 يوليو"!

والانقلاب وقع عند بلوغه "سن الوعي"، ومع هذا فإنه لم يع أن ما جرى هو انقلاب عسكري على السلطة المنتخبة، ولم يجد في المجازر التي ارتكبها عبد الفتاح السيسي وحرقه للبشر أمواتاً وأحياءً ما يؤكد أنه حيال جريمة تستدعي استنكارها أو إدانتها!

عامان ونصف العام في صمت، وعندما تكلم "وائل"، لم يدن هذه المجازر، ولم يدن اعتقال أكثر من مائة ألف شخص، ولم يهز وجدانه الغض لمصادرة الأموال واعتقال النساء ولفصل الطلاب من الجامعات، وقبل هذا وبعده لم يسم ما جرى باسمه، بأنه انقلاب!

فما توصل إليه بعد صمت لعامين ونصف العام، وهو يفكر ويقدر، ويقلب الأمر على كافة وجوهه هو أن ما يحدث صراع بين طرفين على السلطة، فساوى بين الحكم المنتخب، في أروع انتخابات شهدتها مصر، وبين انقلاب عسكري استدعى الدبابة لإسقاط هذا الحكم، واختطاف الرئيس لمدة أربعة أشهر بدون اتهام، وبدون مسوغ قانوني، وفي مكان هو قاعدة بحرية!

وبعد صمت طويل، تكلم "وائل غنيم" الذي يعيش في الغرب، وقرر أن الفريقين لا يعترفان بالديمقراطية والحرية، و"عايزين يحتكروا أدوات السلطة ويحكموا السيطرة على مقاليد الحكم ويقمعوا المعارضة"!

هذا هو التائب المعتذر الذي من المطلوب منا أن نهتف باسمه، وهو الذي لا يفرق بين الحكم المنتخب والانقلاب العسكري، ويستدعي ذات النغمة المشروخة، التي سبقه إليها غيره، والذي يهجو الدكتور محمد مرسي في مقال كامل ليمرر جملة ضد عبد الفتاح السيسي يراعي فيها "اللطف والنعومة"!

عن أي احتكار للسلطة يتحدث "الفتى"؟، وهل لا يزال بعد الانقلاب يصدق ما كان يقوله إعلام الثورة المضادة عن الأخونة، واحتكار السلطة؟ هل لا يزال يعتقد حقاً  أن الاخوان سيطروا واحتكروا؟

ثم تأتي الطامة الكبرى عندما يساوي بين من اعتقل، واغتصب، وقتل، وحرق، وسرق، وبين من لم يعتقل معارضا واحدا له، وإن وقع أداء البعض تحت طائلة القانون، فالاثنان عنده يريدون "قمع المعارضين"!

اعتذار "وائل" ليس في أنه ركن للانقلاب العسكري وإجرامه ولكن لأنه كتب "بوست" يوم "3 يوليو" عن أن من يظن بعودة النظام القديم فهو واهم. وها هو قد عاد. وما كتبه يدخل حتماً في سياق الترويج للمرحلة الجديدة، فقد كنا نقول إن عبد الفتاح السيسي سيعيد دولة مبارك، ومثل هذا القول الذي احتاج عامين ونصف العام ليكتشف عدم صحته كان يرد به على من كانوا يدركون طبيعة ما يجري في مصر، وهو ما لم يكن "وائل غنيم" يدركه!

إن "وائل" لم يعتذر عن صمته على الانقلاب العسكري وجرائمه، وبما يعني أنه يدينه، لكنه يعتمد في بيانه ذات السلوك العاطفي الذي فعله مع "منى الشاذلي" فجذب تعاطف البعض، فاته، أن شدة المحنة تُقسي القلوب، فلسنا بالخُب ولا الخب يخدعنا. وقديماً قال أحد "العشاق السريحة"، على وزن "البائع السريح": "البُعد جفا"، أو "جفاء للتعريب".

وعليه أن يستدعي ثقافته الإسلامية القديمة للوقوف على معنى "الخُب"، ليكتشف أنه "المخادع الغادر"!

لقد وجد "وائل" من يقول له: "صحيت يا ضنايا؟"، أما نحن فنقول له: " لقد هرمنا يا وائل".
26
التعليقات (26)
نورالهدي نورالهدي
الخميس، 05-11-2015 12:01 ص
المقال أكثر من رائع وجزاك الله خيرا
sky sky
الأربعاء، 04-11-2015 08:30 م
لم يعد هناك متسع من الوقت ولا اتساعا فى النفوس لمثل خذه الخدع ولا العبارات المغلفة بالمكر والتمييع وحقيقتها عكس ظاهرها فهى النفاق بعينه لا فرق بينهم جميعالقد سقطت كل الاقنعة بارك الله فى الاخوان الصامدون الفضلاء المخلصون ومن على شاكلتهم وفهمهم وان شاء الله النصر حليفهم وبارك الله فيك ايها الكاتب المحترم فقد احببناك وانت تنتقد مرسي والاخوان وزاد حبنا لك وانت تناصر الحق معهم
مصرى بسيط
الأربعاء، 04-11-2015 04:30 م
استاذ سليم مالك حل
الجهني
الأربعاء، 04-11-2015 04:15 م
لا فض فوك
Ehab
الأربعاء، 04-11-2015 10:57 ص
انتا قلت كل اللي في نفسي يا ا/ سليم ... الله يفتح عليك