شرع الأردن بإقامة
جدار أمني على حدوده مع
سوريا، في عملية بناء غير مسبوقة، حيث يتكون الجدار من أسلاك شائكة، إضافة إلى عوائق برية، بهدف تأمين الحدود من أي اعتداء، ومنع تسلل واختراق عناصر تنظيم الدولة، إلى جانب الحد من عمليات تهريب الأسلحة.
وأكد الإعلامي الأردني زياد نصيرات في حديثه لـ"
عربي21" شروع الجيش الأردني بتنفيذ الجدار الأمني "المتطور"، مبينا أن "السلطات المحلية منعت مؤخرا المزارعين وأهالي المنطقة من الاقتراب إلى الأراضي التي سيقام عليها الجدار".
وقال نصيرات المطلع على مجريات الأمور هناك، بحكم تواصله مع المسؤولين، إضافة إلى إقامته قريبا من الحدود السورية، إن "الأردن بإقامته هذا الجدار، فإنه ينظر إلى المستقبل الذي من المتوقع فيه تمدد تنظيم الدولة إلى خارج الحدود السورية، نتيجة انتصاراته على النظام السوري، بالتالي تهديد أمن الأردن واختراقه له، أو هروب عناصره باتجاه الأردن، جراء الخسائر والهزائم الذي سيمنى بها نتيجة تكالب الدول الغربية والعربية عليه"، وفق قوله.
وتطرق نصيرات إلى أن "لدى المسؤولين تخوفاتهم من تكرار تجربة الأفغان العرب، لذلك تجد السلطات المحلية على أهبة الاستعداد وكامل الحذر في التعامل مع الأزمة السورية، وذلك في ظل التهديدات التي تصدر عن قيادات تنظيم الدولة، التي تدعو عناصره إلى ضرب الدول المشاركة في التحالف الدولي، الذي يعتبر الأردن أحد هذه الدول".
في السياق ذاته، لفت نصيرات إلى "أحاديث يتناقلها سكان مدن الشمال الأردني، تدور حول إمكانية استخدام عناصر تنظيم الدولة مجموعة من الأنفاق الرومانية القديمة، في التنقل واختراق الحدود، حيث تربط هذه الأنفاق شمال الأردن ببعض المناطق داخل سوريا".
وبحسب نصيرات، فإن "هناك حوالي 50 نفقا رومانيا آثاريا، تحتضنها بلدة "خرجا" في لواء "بني كنانة" في مدينة إربد، يصل طول بعضها حوالي 60 كيلومترا، يربط بين بلدة "مزيريب" في سورية وبلدة "أم قيس" الأثرية الأردنية".
وكان الجيش الأردني، في بداية الأزمة السورية، عزز وجوده في منطقة الحدود، وذلك بإرسال آليات عسكرية وأرتال من الدبابات وناقلات جنود وراجمات صواريخ، في إشارة إلى استعداده بأعلى جاهزية وكفاءة، تضمن سلامة الحدود من أي اختراق.
وتعليقا على الموضوع، من ناحية عسكرية، اعتبر الخبير العسكري الأردني فايز الدويري أن إقامة الأردن للسياج الشائك على حدوده الشمالية، ما هو إلا "إجراء وقائي، ومنظومة دفاعية، لجأت إليها الدولة لحماية أمن مواطنيها، في ضوء ارتفاع وتيرة التهديد والقتال الآخذ بالاقتراب من حدودها الشمالية".
وقال الدويري في تصريحات لـ"
عربي21": "إن إقدام الأردن على إقامة هذا السياج، لا يعني إعلان حرب أو عزلة إقليمية عن الآخرين، إنما عمل مستمر ضمن الإجراءات الاحترازية المتخذة على مدار الساعة، وفق المقتضى، علاوة على إكمال المنظومة الأمنية في حماية الحدود، عبر الدوريات والكمائن، بالإضافة إلى أجهزة المراقبة والاتصال والاستشعار المتطورة، التي تم تركيبها مؤخرا".
وقال اللواء السابق في الجيش الأردني، إنه بناء على ذلك، "يتعين على القوات الأردنية المسلحة تعزيز دورياتها وكمائنها إلى جانب هذا السياج، الأمر الذي سيساعد على ضبط أكبر وأشمل للحدود، والحد من عمليات التسلل المدنية أو العسكرية، إضافة إلى وقف عمليات التهريب ومنعها".
في حين رفض الدويري التعليق على موضوع الأنفاق الرومانية، التي يعتقد البعض بأنه من الممكن استخدامها من تنظيم الدولة، قائلا: "لا تعليق لدي على هذا الموضوع، لأني لست على دراية كافية بماهية هذه الأنفاق ولا طبيعتها".
إلى ذلك، ذكرت القناة الإسرائيلية الثانية أن "الأردن شرع مؤخرا في عملية بناء غير مسبوقة على طول الحدود الشمالية المشتركة مع سوريا تتضمن بناء جدار أمني متطور ذكي، إضافة إلى الكثير من العوائق؛ بهدف منع تسلل واختراق عناصر تنظيم الدولة للحدود الأردنية".
وقالت القناة في تقرير إخباري، إن الأردن يحفر قنوات عميقة تمنع دخول سيارات الدفع الرباعي التي يشتهر تنظيم الدولة باستخدامها، وذلك على طول الحدود مع سوريا البالغ طولها 350 كلم.
وطبقا لما نشرته القناة، فإن الحكومة الأردنية شرعت بعملية تجنيد واسعة شملت تجنيد وتدريب 3000 جندي يتم تدريبهم للمشاركة في حماية حدود المملكة.
وكان الخبير الأمني الأردني العميد المتقاعد، الدكتور حسين الطراونة، قال في تصريحات سابقة لـ"
عربي21": "إن الأجهزة الأمنية أخذت كامل احتياطاتها الأمنية على طول
الحدود الأردنية السورية، حيث تم تركيب أجهزة مراقبة واتصال متطورة، إضافة إلى أجهزة استشعار متطورة ومعدات قيادة وضبط لبرنامج أمن الحدود على طول الحدود".
وأضاف الطراونة قائلا إن "قوات الأمن باشرت منذ فترة بتنفيذ برامج تدريبية مكثفة على درجة عالية من الاحتراف والتخصص؛ بهدف الوصول إلى أقصى درجات الفعالية والقدرة؛ من أجل الحيلولة دون اختراق الحدود، أو وقوع أي هجمات إرهابية في البلاد".