تساءل الصحافي كريستوفر ديكي من موقع "ديلي بيست" عن فابيان
كلين، الذي أعلن بصوته مسوؤلية
تنظيم الدولة عن هجمات
باريس قبل عشرة أيام.
وقال ديكي إن صوت الجهادي كلين معروف لدى السلطات الأمنية الفرنسية. وبحسب كلين، فالهجمات التي قتلت 130 شخصا، تعد "غزوة مباركة" وعملية مبررة. وجاء في التسجيل الصوتي: "على فرنسا ومن يمشي في طريقها معرفة أنهم سيظلون على رأس أهداف تنظيم الدولة، وأن رائحة الدم لن تغادر أنوفهم طالما ظلوا يقودون قافلة الحملة الصليبية".
ويعلق الموقع بأن الوكالات الأمنية الفرنسية تعرفت على صوته بشكل مباشر، وأصبح مصدرا للاهتمام. مشيرا إلى أنه على خلاف عبد الحميد
أباعود 27 عاما، الذي تصدر اسمه عناوين الأخبار، وظهر كونه مخططا للهجمات وساعد على تنفيذها، فإن كلين هو جهادي حتى النخاع.
ويشير التقرير إلى أن أباعود كان مستعدا لعمل أي شيء، ويعتقد أنه كان من بين الثلاثة الذين شاركوا في الهجمات على مقهى بيلي إيكويب وغيره من المقاهي. وعلى ما يبدو كان مع براهيم عبد السلام، الذي فجر نفسه في مقهى كومبتور فولتير، وشقيق براهيم صلاح عبد السلام، الذي على ما يبدو لم يفجر نفسه وركب سيارة إلى بلجيكا.
ويعتقد الكاتب أن الدافع وراء عدم تفجير أباعود نفسه؛ هو اعتقاده بأنه مهم للتنظيم ولا يمكن الاستغناء عنه. وعندما قتل كان يخطط لهجوم آخر على حي "لا ديفينس"، وقتل مع امرأة ورجل آخرين في حي سانت دينيه.
ويستدرك ديكي قائلا: "كلين لا يزال معنا وربما كان أخطر. وتظهر ملفات الشرطة، التي سربت للصحافة الفرنسية، أن كلين كان يخطط لهجمات مثل تلك التي نفذت في يوم الجمعة 13 تشرين الثاني/نوفمبر، ومنذ مدة طويلة، وكان مسرح باتاكلان، الذي قتل فيه 89 شخصا، في مركز الخطط".
ويتساءل الكاتب إن كان كلين هو المخطط الحقيقي للهجمات؟ ويقول: "ربما، لكن بعض المحللين الفرنسيين يحذرون من التركيز على (نجوم) تنظيم الدولة، ويقولون إن هذا قد يقود إلى التضليل".
وينقل الموقع عن الخبير في مجال الجريمة ومكافحة الإرهاب ألان بو، قوله: "لا رأس ولكن هناك غيمة"، فقتل أسامة بن لادن لم يؤد إلى نهاية تنظيم القاعدة. ولهذا فقتل واحد أو اثنين لن يغير من قواعد اللعبة ضد تنظيم الدولة.
ويقول ديكي إن كلين هو حالة جيدة للدراسة عن الطريقة التي يتحول فيها المتشددون والجهاديون إلى مجموعة من الإرهابيين، الذين يصلون إلى أدنى الدرجات.
ويلفت التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن أصول كلين تعود إلى جزيرة "رينون" القريبة من شواطئ جنوب شرق أفريقيا. واعتنق الإسلام، وظن أنه يفهمه أكثر من المؤمنين به. وكان يعيش مع شقيقه جين- ميشيل في تولوز، جنوب فرنسا في نهاية القرن الماضي، وأصبحا سلفيين. وفي الوقت الذي يتبنى فيه بعض السلفيين مدخلا هادئا يبتعد عن السياسة، آمن كلين وشقيقه بالجهاد.
ويبين الموقع أن الشقيقين كلين معروفان في مسجد الحسين في تولوز، فقد أطلق كل واحد منهما لحيته، ولبس ملابس قصيرة. وظهرا بمظهر من يعرف الكثير عن الدين الإسلامي. وكانا يبيعان مواد إسلامية من "بسطة" أمام المسجد، وهو ما أعطاهما غطاء لتجنيد الآخرين.
ويورد الكاتب أنه بحسب صحيفة "لوموند"، فقد ارتبط الشقيقان في غرناطة بعائلة شاب فرنسي هو محمد مراح. وفي عام 2012 قام مراح بعملية قتل لجنود فرنسيين ويهود في تولوز والبلدة القريبة منها مونتوبان. وبحسب الصحيفة ذاتها، فقد انتقل الشقيقان كلين إلى بلجيكا في بداية عام 2003. وفي عام 2003 كان الشقيقان وعدد من رفاقهما يتحدثون عن عملية في مسرح باتاكلان في باريس، الذي شهد مذبحة يوم 13 تشرين الثاني/ نوفمبر.
وتقول الصحيفة إن "صاحب القاعة اليهودي كان ينظم كل عام حفلة لدعم حرس الحدود الإسرائيليين – ماغاف، وهو ما أثار غضب المتشددين والجماعات الأخرى".
ويفيد الكاتب بأنه في الوقت ذاته كان فابيان عضوا في مجموعة تقوم بنقل الجهاديين الراغبين بالقتال في العراق، وكان ينقلهم من بلجيكا عبر سوريا، وتم الكشف عن خليته في عام 2009، وحكم عليه بالسجن لمدة خمسة أعوام. مشيرا إلى أنه بعد خروجه من السجن بعد ثلاثة أعوام، قضى وقتا يلقي دورسا دينية في نورماندي، وبعدها اختفى وسافر إلى سوريا، أو انضم للدولة الإسلامية الناشئة هناك، وانضم إليه عدد من أفراد مجموعته التي التقاها في أرتيغات.
وينوه الموقع إلى أن المخابرات الفرنسية عادت إلى مراقبة كلين في نيسان/ إبريل هذا العام. عندما أطلق سيد أحمد غلام النار بالخطأ على نفسه وأصاب قدمه، عندما كان يحضر لمهاجمة كنيسة في ضاحية فيليجوف في باريس. وتوصل المحققون معه إلى علاقته مع كلين وأباعود. وتقول لوموند إن كلين موجود وعائلته في سوريا. ولكن صحيفة "لاباريسيان" أشارت، بناء على اتصالات مع الشرطة، إلى أن كلين ظهر في تولوز هذا العام وساعد والدته على الانتقال من بيتها.
ويختم "ديلي بيست" تقريره بالسؤال: هل كلين في فرنسا يعيش بعيدا عن الأضواء كما فعل أباعود؟.