نشرت صحيفة البايس الإسبانية تقريرا قالت فيه إن
إسرائيل تعمل على فك العزلة التي فرضت عليها في منطقة الشرق الأوسط لكونها كيانا محتلا، عبر اللعب على عامل الخوف المشترك بينها وبين دول
الخليج من البرنامج النووي الإيراني، وقد نجحت في إرساء علاقات دبلوماسية مع
الإمارات بعد الأردن ومصر.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن إسرائيل تسعى للخروج من عزلتها في منطقة الشرق الأوسط، التي فرضت عليها بسبب احتلالها للأراضي الفلسطينية، عبر الاستفادة من مناخ الخوف والانقسام الطائفي الذي يسيطر على دول الخليج السنية، التي تخشى من أن الاتفاق النووي بين إيران الشيعية والدول الكبرى سيغير موازين القوى في المنطقة.
وقد أكدت وزارة الخارجية الإسرائيلية يوم الجمعة الماضي اعتزامها افتتاح بعثة دبلوماسية في إمارة أبو ظبي، تمثلها في المنظمة الدولية للطاقة المتجددة التابعة للأمم المتحدة، التي يقع مقرها في دولة الإمارات العربية المتحدة.
واعتبرت الصحيفة أن إسرائيل حققت خطوة مهمة من خلال وضع أول تمثيلية دبلوماسية لها في منطقة الخليج العربي، بعد أن كانت في السابق قد افتتحت مكاتب تجارية في قطر وعمان بعد اتفاقات أوسلو، ثم تم غلقها وغلق بقية التمثيليات الإسرائيلية في تونس والمغرب إثر انتفاضة سنة ألفين.
وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل لديها سفارات مفتوحة في دولتين عربيتين فقط، هما مصر والأردن، حيث بدأت العلاقات بينها وبين القاهرة منذ اتفاق السلام في سنة 1979، وبينها وبين عمان إثر اتفاقية التعاون الثنائي الموقعة في سنة 1994.
وذكرت الصحيفة أن هذه المبادرة الدبلوماسية الإماراتية جاءت كرد جميل على تصويت إسرائيل في سنة 2009 لفائدة ترشح أبو ظبي لاستضافة مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، وقد حضر منذ ذلك الوقت وزيرا طاقة إسرائيليين اجتماعات الوكالة في المملكة السعودية.
ولاحظت الصحيفة أن الاتفاق النووي الذي تم توقيعه في فيينا، في شهر تموز/ يوليو الماضي، بين إيران والدول الخمس الأعضاء في مجلس الأمن زائد ألمانيا، مثل دفعا جديدا لإسرائيل، لتكثيف مساعيها لإرساء علاقات مع ممالك الخليج العربي، التي تشاطرها الخوف من البرنامج النووي الإيراني.
كما زار مؤخرا مسؤول الخارجية الإسرائيلية، دوري غولد، إمارة أبو ظبي للتفاهم حول البعثة الدبلوماسية التي تم إعلانها، لتتوج بذلك "سنوات من الاتصالات السرية بين الجانبين"، كانت صحيفة هآرتز الإسرائيلية قد أكدتها في السابق.
وأشارت الصحيفة إلى أن العلاقة بين إسرائيل والإمارات كانت قد مرت بفترات صعبة، خاصة في شباط/ فبراير 2010، بعد فترة قصيرة من أول زيارة لوزير إسرائيلي لمؤتمر الطاقة العالمي، حين تم اغتيال القيادي في حركة حماس، محمود المبحوح، من قبل عملاء الموساد الإسرائيلي الذين تنقلوا بهويات أوروبية مزيفة.
وعلى الرغم من أن الإمارات حاولت التقليل من شأن هذه الخطوة عبر التأكيد على أنها لا تمثل تغييرا في طبيعة العلاقة بين الطرفين، فإن الجانب الإسرائيلي ينظر بكثير من الاستبشار والتفاؤل لهذه الخطوة، على اعتبار أنها بداية
كسر الجليد في العلاقات بين دولة الاحتلال ودول الخليج العربي.