نشرت صحيفة البايس الإسبانية تقريرا حول الجدل الدائر في "
إسرائيل"، بسبب إعفاء أبناء طائفة
الحريديم اليهودية المتشددة من الخدمة العسكرية، وهو ما يثير جدلا كبيرا لدى من يعتبرون ذلك تذرعا بالتعاليم الدينية للتملص من أداء الخدمة، في منطقة تتصاعد فيها حدة التوتر.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إنه لا شيء يثير غضب الإسرائيليين مثل إعفاء اليهود المتشددين من الخدمة العسكرية، وهو امتياز منح لهم منذ إعلان قيام دولة الاحتلال الإسرائيلي في سنة 1948. وقد تم إقرار هذا الاستثناء لصالح الأقلية المسماة "طائفة الحريديم"، لأن هذه المجموعة التي تمثل نسبة صغيرة جدا من المجتمع الإسرائيلي؛ تريد تخصيص كامل وقتها للصلاة ودراسة النصوص الدينية القديمة.
وأضافت أن هذه الطائفة التي ترفض سياسة تحديد النسل وتعتبرها مخالفة للتعاليم اليهودية، تزايدت أعدادها بشكل كبير بمرور السنوات، إلى أن أصبحت الآن تمثل 10 في المئة من مجموع 8 ملايين شخص يحملون الجنسية الإسرائيلية، بسبب كثرة الولادات.
وذكرت الصحيفة أن الحكومة السابقة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، التي لم تكن حينها تضم أحزابا دينية، صادقت في سنة 2014 على تعديل قانوني يفرض على طلبة المدارس الدينية الاندماج في صفوف
الجيش، مع إمكانية سجن كل من يرفض القيام بالخدمة العسكرية.
وكان من المفترض أن يدخل هذا القانون حيز التنفيذ في سنة 2017، ولكن الكنيست قرر تأجيله إلى سنة 2020، وقام بإدخال تحويرات عليه لإفراغه من مضمونه، حتى يسمح لوزير الدفاع بإعفاء المنتمين لطائفة الحريديم من أداء الخدمة العسكرية.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا التراجع المفاجئ سببه حرص نتنياهو على المحافظة على ائتلاف الأحزاب اليمينية الذي شكله إثر الانتخابات الأخيرة، والذي شهد تحالفا مع حزب "يهودات هتوراه" (التوراة اليهودية الموحدة)، وحزب شاس الدينيين المتطرفين، اللذين كانت مقاعدهما الـ13 ضرورية لنتنياهو لضمان أغلبية 61 صوتا من أصل 120 في الكنيست، لتشكيل الحكومة.
وقالت الصحيفة إن هذا القرار الذي أملته الحسابات السياسية أثار غضبا كبيرا في صفوف فئات واسعة من المجتمع الإسرائيلي، التي تخضع للتجنيد الإلزامي لمدة ثلاث سنوات للرجال وسنتين للنساء منذ سن الـ18، وهو ما يشكل كابوسا للشباب الإسرائيلي في وقت يعاني فيه جيش الاحتلال من المواجهات اليومية مع الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.