يستحوذ قطاع المحمول على حيز أساسي من الإنفاق العام العالمي على الإلكترونيات، لكن تراجعت النفقات بضغوط ارتفاع قيمة الدولار وتباطؤ الاقتصاد الصيني، بحسب توقعات صادرة قبل انطلاق الملتقى السنوي لهذا القطاع في لاس فيغاس، حيث يسلط هذا المعرض الذي يفتح أبوابه اليوم الضوء على فئات جديدة من المنتجات التي قد تمثل وسائط نمو جديدة.
وأظهرت تقديرات للجمعية الأمريكية للتكنولوجيا المخصصة للعموم (سي تي إيه)، وشركة «جي إف كاي» للبحوث أمس الأول، أن مستهلكي العالم أجمع سينفقون ما يقرب من 950 مليار دولار سنة 2016 على
الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر وآلات التصوير وألعاب الفيديو.
ووفقا لصحيفة "الاتحاد الإماراتية"، فإن هذا المبلغ يمثل تراجعا بنسبة 2% عن ذلك المسجل في العام الماضي، الذي بلغت النفقات فيه 969 مليار دولار. وأشار المحلل في جمعية «سي تي إيه» ستيف كونيج، خلال مؤتمر صحافي، إلى أن «القيمة المرتفعة للدولار» تؤثر على قيمة الصرف لدى إنفاق مبالغ في الخارج.
ومن ناحية عدد الوحدات المباعة، من المتوقع تسجيل معدلات «مستقرة إجمالا» هذه السنة بحسب كونيج. كما أن التوقعات تتأثر بتباطؤ نمو الاقتصاد الصيني والتسارع المسجل في مناطق أخرى من العالم، إضافة إلى تراجع أسعار بعض المنتجات الرائجة، بدءا بالهواتف الذكية التي تشير التقديرات إلى أن متوسط السعر الفردي لها هذه السنة سيكون 283 دولارا (بتراجع 7% عن العام الماضي).
وفي العموم، «ا تزال الهواتف الذكية محركات السوق، إذ من المتوقع أن تستحوذ على 40% من إجمالي النفقات هذا العام، على الرغم من التباطؤ في النمو (عدد الوحدات المباعة ارتفع بنسبة تقل عن 10% للمرة الأولى السنة الماضية). ومع إضافة الأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر، من المتوقع أن تستحوذ هذه الأنواع الثلاثة من الشاشات على 58% من إجمالي النفقات العالمية هذه السنة.
غير أن ستيف كونيج يطرح تساؤلات في شأن الوقت الذي سيصمد فيه هذا الثلاثي، لافتا إلى أن الأجهزة اللوحية قد تفقد جاذبيتها بسبب انتشار أجهزة الكمبيوتر القابلة للتحويل إلى ألواح إلكترونية، وهو نوع يصنعه عدد متزايد من الشركات، فضلا عن طرح هواتف ذكية بشاشات أكبر ما قد يدفع المستهلكين إلى البحث عن بدائل لأجهزتهم اللوحية. إلى جانب الهواتف الذكية والأجهزة المحمولة، يعول قطاع التكنولوجيا كثيرا على الفئات الجديدة من المنتجات التي قد تمثل «موجة النمو المقبلة»، وفق ستيف كونيج.
ولفت كبير الخبراء الاقتصاديين في جمعية «سي تي إيه» شاون دوبرافاك، إلى أن الفئات الناشئة من المنتجات خصوصا المتصلة بتقنيات الواقع الافتراضي والحقيقة المدمجة وأجهزة التلفزيون الفائقة الوضوح (4ك) والأكسسوارات الإلكترونية القابلة للبس كالساعات الذكية «ويريبلز»، «هي التي تساعد حاليا على النمو». كما أن هذه الفئات هي التي ستخطف الأضواء في الملتقى السنوي للإلكترونيات المخصصة للعموم في لاس فيغاس هذا العام، والذي تتولى جمعية «سي تي إيه» تنظيمه.
وفي هذا الإطار، تنوي شركة «أوكولوس في أر» الأميركية التابعة لشبكة «فيسبوك» والتي تعتبر إحدى أهم الشركات العاملة في مجال تقنيات الواقع الافتراضي، فتح الباب في هذا المعرض أمام الطلبيات المسبقة لجهازها المنتظر «أوكولوس ريفت».
وكما هو الحال خلال السنوات السابقة، سيكون لقطاع السيارات حضور قوي في معرض لاس فيغاس الذي تنظر إليه الشركات الكبرى في القطاع على أنه منصة تجريبية تسبق ملتقاها السنوي الرئيسي في ديترويت. ويشتمل ملتقى لاس فيغاس هذا الأسبوع على مداخلات عدة لمديرين في كبرى الشركات المصنعة للسيارات، فضلا عن عرض نماذج أولية لمركبات متصلة بالإنترنت أو ذاتية القيادة.
كما من المتوقع أن تكشف شركة «فاراداي فيوتشر» الجديدة المصنعة للسيارات الكهربائية خلال الساعات المقبلة عن أول نماذجها من هذه السيارات. وحتى قبل افتتاح معرض لاس فيغاس للإلكترونيات، أعلنت مجموعة «جنرال موتورز» أنها استثمرت 500 مليون دولار في شركة «ليفت» الأميركية المنافسة لخدمة «أوبر» للأجرة.
كما أن هذا الأمر يترافق مع شراكة استراتيجية بين الشركتين بهدف تطوير أسطول من السيارات ذاتية القيادة يمكن الاستعانة بها عند الطلب.
وأشار شاون دوبرافاك إلى أن نسخة عام 2016 من ملتقى لاس فيغاس للإلكترونيات ستكون "الأكبر في تاريخ هذا المعرض"، مع مساحات للعرض تغطي ما يوازي «50 ملعبا لكرة القدم الأمريكية» وتوقع توافد حوالي 150 ألف زائر وعرض 20 ألف منتج جديد.