تقدمت قوات النظام السوري وحزب الله في جبهات الساحل، حيث تمكنت من السيطرة على مناطق وتلال مهمة في محيط مصيف سلمى، في
جبل الأكراد بريف
اللاذقية، كما تمكنت من التقدم باتجاه البلدة الاستراتيجية من أكثر من محور.
فقد سيطرت القوات المتحالفة مع النظام السوري على قرية ترتياح وقلعة كفردلبة، بغطاء جوي روسي، رافقه قصف مدفعي وصاروخي استهدف مواقع الثوار، انطلاقا من مراصد النظام المنتشرة في محيط مصيف سلمى، مثل مرصد جبل دورين وكتف صهيون وانباتة وبارودا وتلا، لتنتقل المعارك إلى مداخل سلمى التي تعد أهم موقع للثوار في ريف اللاذقية.
وكان النظام السوري قد أعلن الثلاثاء؛ عن السيطرة على بلدة سلمى. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن مصدر عسكري أن "وحدات من قواتنا المسلحة بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية تحكم سيطرتها الكاملة على بلدة سلمى والتلال والنقاط الحاكمة المحيطة بريف اللاذقية الشمالي"، بحسب الوكالة.
لكن مراسل "عربي21"، قال إنه حتى الساعة 11 من مساء الثلاثاء، بتوقيت دمشق، كان الثوار ما يزالون داخل بلدة سلمى، ولكن بعد ذلك انسحب قسم من المقاتلين إلى التلال والقرى المحيطة، إلا أن النظام لم يحكم سيطرته بشكل كامل حتى الآن.
وقال المرصد لحقوق الإنسان إن القوات الموالية للنظام كانت مدعومة بعشرات الضربات الجوية، وإن ضباطا من روسيا كانوا يشرفون على الهجوم.
من جهته، أوضح أبو سليم، القيادي في الفرقة الأولى الساحلية، أن محاولات قوات النظام لاقتحام مدينة سلمى بدأت منذ حوالي ثلاثة أشهر معتمدة على الطيران الحربي الروسي، حيث دارت عشرات المعارك على المحاور المحيطة بسلمى، لكن هذه المعارك لم تسفر عن أي تقدم للنظام باتجاه البلدة، حتى الأيام الأخيرة.
وأضاف أبو سليم، لـ"عربي21"، أنه خلال الأيام الماضية عمل النظام على محاصرة البلدة من عدة جهات، وفتح جبهات جديدة في ريف اللاذقية، حيث تم قطع جميع طرق الإمداد للثوار داخل سلمى.
وأوضح أبو سليم أن المعارك التي اندلعت في الأيام الأخيرة هي الأعنف منذ سيطرة الثوار على مناطق في جبلي الأكراد والتركمان في ريف اللاذقية، منذ أربعة أعوام. لكن مع تقدم النظام في بلدات برج القصب وجبل النوبة وقلعة كدين بجبل الأكراد، وجبل 46 وبرج زاهية وقرية غمام بجبل التركمان، أصبح النظام يحاصر سلمى من ثلاث جهات، وبات يرصد جميع الطرق الواصلة إليها.
وأكد أبو سليم لـ"عربي21" صعوبة المعارك بريف اللاذقية، مع تجهيز النظام لمعركة كبيرة، رغم خسائره في الفترة الماضية. وقال إن الطيران الحربي الروسي نفذ على مدى اليومين الماضيين أكثر من 100 غارة جوية على بلدة سلمى والمناطق المحيطة بها.
من جهته، قال رشاد الحاج، وهو مقاتل بالجيش السوري الحر: "تمكنا اليوم من تدمير دبابة لقوات النظام على مشارف سلمى وقتل عدد من قوات النظام خلال معارك اليوم".
ويعتمد النظام في هجماته على القصف بالأسلحة الثقيلة، وبعد ذلك يتم إجبار عناصر الجيش على التقدم، ليدخل بعدهم عناصر الدفاع الوطني إلى المناطق التي تتم السيطرة عليها، وفق ما يشرح الحاج لـ"عربي21".
وتعتبر بلدة سلمى من أهم معاقل الثوار في ريف اللاذقية منذ عام 2012، وتقع بين جبل الأكراد ومدينة الحفة. وهي مصيف سياحي جبلي تحيط به الغابات.