شهدت عدة مدن وبلدات في
الغوطة الشرقية بريف
دمشق، حالة من التوتر والخلافات العسكرية الحادة بين
جيش الإسلام وفيلق الرحمن، كبرى التشكيلات العاملة فيها، نتج عنها تقطيع الأوصال بين بلدات الغوطة بحواجز عسكرية وانتشار الأسلحة الرشاشة والمتوسطة في الطرقات دون حصول أي مواجهات مباشرة بين الأطراف المتنازعة.
الناشط الميداني "مجد أبو البراء" أوضح أن سبب الخلافات بين جيش الإسلام وفيلق الرحمن ليس بجديد، بل إنه يتطور ويكبر مع مرور الأشهر، وجوهره هو أن جيش الإسلام يطمح في أن يكون القوة الوحيدة العاملة في الغوطة.
وقال "أبو البراء" خلال اتصال خاص لـ"
عربي21": "هنالك سعي دائم من قبل
فيلق الرحمن والاتحاد الإسلامي لأجناد الشام في منافسته وإظهار تواجدهم كقوة رئيسة فيها، الأمر الذي يشحن كلا الطرفين ويؤدي غالبا لمثل هذه الملابسات التي بدأت تكبر بشكل متسارع في الغوطة الشرقية، بُعيد اندماج الاتحاد الإسلامي داخل فيلق الرحمن".
واستطرد الناشط بالقول، إن "الخلاف الأخير كانت ذريعته بناء إداريا أصبح تابعا لفيلق الرحمن في مدينة عربين، بعد اندماج الاتحاد الإسلامي داخل الفيلق، إلا أن جيش الإسلام رفض تولي الفيلق إدارة هذا المبنى ويريده أن يخضع لسيطرته، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع الخلافات بينهما، واستقدم على إثرها جيش الإسلام أسلحة رشاشة ومضادات الطيران في أكثر من بلدة ونصب عدة حواجز عسكرية، وكان رد فيلق الرحمن عليه بالمثل حيث إنه مقاتلي الفيلق أطلقوا الرصاص في الهواء لمنع قوات جيش الإسلام من التقدم نحو المبنى الإداري".
وأشار "أبو البراء"، إلى أن النزاع حول المبنى الإداري هو غطاء من قبل الطرفين، فجيش الإسلام يريد القضاء على الفيلق بعد احتضانه للاتحاد الإسلامي لأجناد الشام، الند الأبرز لجيش الإسلام في الغوطة، حيث يرفض جيش الإسلام تواجد أي قوة غيره في الغوطة.. أما فيلق الرحمن والاتحاد الإسلامي، فقد اندمجا مع بعضهما لتشكيل قوة كبيرة لمقارعة طموح جيش الإسلام وعدم السماح له بالسيطرة على الغوطة متفردا.
وفي الخلاف الأخير، بحسب المصدر، فقد شهدت عدة بلدات في الغوطة، ومنها عربين وحمورية وزملكا، انتشار كم كبير من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة لكلا الطرفين، كانت تكفي لإيقاف تقدم قوات النظام والمليشيات الموالية له يوم أمس، والتي نجحت في استعادة نقاط استراتيجية من المعارضة التي كانت منشغلة في اقتتالها الداخلي فيما بينها.
وفي السياق، فإنه كان قد نجح كل من جيش الإسلام والاتحاد الإسلامي لأجناد الشام في حل الخلاف الحاد بينهما في العشرين من شهر شباط/ يناير، بعد أن أجبرت قوات من جيش الإسلام مجموعات من الاتحاد الإسلامي على الانشقاق عن الاتحاد ومبايعة جيش الإسلام بقوة السلاح، ليتم بعدها اندماج الاتحاد الإسلامي داخل فيلق الرحمن بشكل كامل.