ألقت أزمة فشل مفاوضات اتفاق تثبيت إنتاج
النفط، خلال الاجتماع الذي عقد بالعاصمة القطرية، الدوحة، الاثنين، بظلاله على البورصات وأسواق الأسهم العالمية التي اكتست باللون الأحمر، فيما واصل النفط هبوطه خلال تعاملات الاثنين.
وانهار اتفاق على تثبيت إنتاج النفط بين المنتجين من دول "
أوبك" وخارجها، بعدما طالبت السعودية، خلال المحادثات التي استضافتها العاصمة القطرية بمشاركة إيران رغم المناشدات، بأن تنقذ الرياض الاتفاق للمساعدة في رفع أسعار الخام.
وشارك في الاجتماع الذي عقد في العاصمة القطرية الدوحة واستمر لأكثر من سبع ساعات 16 دولة من داخل وخارج "أوبك".
وتراجعت الأسهم الأوروبية في التعاملات المبكرة لجلسة الاثنين، وقادت أسهم النفط الاتجاه النزولي بفعل هبوط أسعار الخام، بعدما انتهى اجتماع الدوحة لكبرى الدول المصدرة للنفط دون التوصل لاتفاق لتثبيت الإنتاج.
ونزل مؤشر النفط والغاز الفرعي 3.4 في المئة مسجلا أكبر خسائر على مستوى المؤشرات الفرعية، ونزلت أسهم "رويال داتش" و"توتال" و"إيني" أكثر من ثلاثة في المئة.
ونزل مؤشر "يوروفرست 300" للأسهم الأوروبية 1.2 في المئة، وهبط مؤشر "فايننشال تايمز" البريطاني 1.04 في المئة و"كاك 40" الفرنسي 1.38 في المئة و"داكس" الألماني 1.17 في المئة.
وتهاوت الأسهم الصينية بأكبر وتيرة يومية في ثلاثة أسابيع بنهاية جلسة الاثنين، بفعل خسائر قطاع الطاقة والعقارات، وسط مخاوف بشأن تدخل الحكومة لإبطاء النشاط العقاري في البلاد.
وتراجع مؤشر "شنغهاي" المركب بنسبة 1.4% ليصل إلى 3033 نقطة عند الإغلاق، وهو أدنى مستوى منذ 12 نيسان/ أبريل الحالي.
وتراجعت الأسهم اليابانية بأكبر وتيرة يومية في أكثر من أسبوعين بنهاية جلسة الاثنين، مع صعود الين، وهبوط أسهم الطاقة مع الخسائر الحادة التي سجلها النفط.
وتعرضت أسهم قطاع الطاقة في سوق الأسهم الياباني، للتراجع الملحوظ بعد هبوط
أسعار النفط عقب فشل اجتماع كبار منتجي الخام في الدوحة بالأمس، في التوصل لاتفاق بشأن تجميد الإنتاج.
وتلقت البورصة اليابانية ضغوطا سلبية بفعل قوة الين، مع إشارة دول مجموعة العشرين لرفضها تدخل الدول لكبح جماح قوة العملة، من أجل دعم الاقتصاد.
وهبط مؤشر "نيكي" الياباني بنسبة 3.4% إلى 16275 نقطة، كما تراجع مؤشر "توبكس" بحوالي 3.03% ليصل إلى 1320 نقطة.
وأعلن وزير الطاقة القطري، محمد بن صالح السادة، أنه تم تأجيل اتخاذ قرار بشأن تجميد الإنتاج، نظرا لحاجة الدول المجتمعة لمزيد من الوقت لدراسة الأوضاع وإجراء استشارات إضافية. وقال إنه سيتم تأجيل اتخاذ قرار بهذا الشأن حتى يتم إجراء مزيد من المشاورات.
وقال الوزير إن أوضاع السوق شهدت تحسنا منذ شهر شباط/ فبراير الماضي، حينما طرحت فكرة تجميد الإنتاج لأول مرة، مشيرا إلى أن منظمة أوبك ما زالت تتدارس دعوة منتجي النفط من خارج المنظمة لحضور مؤتمر المنظمة القادم في شهر حزيران/ يونيو المقبل.
لكن وزير النفط الروسي، ألكسندر نوفاك، قال إن بلاده لم تغلق الباب أمام التوصل إلى اتفاق عالمي على تجميد مستويات الإنتاج، رغم شعوره بخيبة الأمل لعدم أخذ قرار.
وقال نوفاك إنه توجه إلى الدوحة، متوقعا أن توقع كل الأطراف على الاتفاق لا أن تتناقش بخصوصه. وأوضح أن الاتفاق انهار لأن السعودية طالبت بمشاركة إيران، وهو ما وصفه بالأمر "غير المعقول" لأن طهران غابت عن المحادثات.
وقال عندما سئل عما إذا كانت روسيا ستجمد مستويات الإنتاج، إن الحكومة لا تقنن إنتاج القطاع الخاص.
وقال فاليري غولوبيف، عضو مجلس إدارة شركة غازبروم، إن فشل الدول المنتجة للنفط في التوصل لاتفاق بشأن تثبيت إنتاج النفط في الدوحة قد يتمخض عن سيناريوهات لا يمكن التنبؤ بها.
وأوضح غولوبيف في مؤتمر للطاقة في موسكو: "أسفرت محادثات الأحد بشأن تثبيت حجم إنتاج النفط عن نتائج لم تكن متوقعة على الإطلاق".
وأضاف أن "الدول المنتجة للنفط والغاز غير مستعدة اليوم للتوصل لاتفاق انطلاقا من القيم الإنسانية العالمية. الكل يسعى وراء أهدافه الذاتية وقد يقود ذلك لسيناريوهات لا يمكن التنبؤ بها".
في سياق متصل، قال بنك "غولدمان ساكس" في تقرير أصدره الأحد، إن العقود الآجلة للخام الأمريكي ستبلغ 35 دولارا للبرميل في المتوسط على الأرجح في هذا الربع، بعدما فشل منتجو الخام في التوصل إلى اتفاق لتثبيت الإنتاج خلال اجتماعهم يوم الأحد في العاصمة القطرية الدوحة.
ووصف البنك إخفاق المنتجين بأنه "عامل نزولي"، لكنه أبقى على توقعاته للربع الأخير من هذا العام عند 45 دولارا لبرميل خام غرب تكساس الوسيط، وهو خام القياس الأمريكي وعند متوسط 58 دولارا للبرميل في 2017، قائلا إن "أسعار النفط المتدنية في الأجل القصير يجب أن تؤدي بالأسواق إلى توازن أفضل".
وتوقع استمرار نمو إنتاج "أوبك" في 2017 بنسبة 1.4 بالمئة، أو ما يعادل نصف مليون برميل يوميا بقيادة إيران والمملكة العربية السعودية.