علقت صحيفة "نيويورك تايمز" على تصريحات المرشح الجمهوري المحتمل دونالد
ترامب الأخيرة، حول
تنظيم الدولة، والسياسة الخارجية التي سينتهجها في حال انتخابه رئيسا للولايات المتحدة في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.
وتقول الصحيفة إن "الانتصارات الساحقة في
الانتخابات التمهيدية جعلت ترامب يلقي خطابا يوم الأربعاء في واشنطن، حاول فيه توضيح مواقفه في السياسة الخارجية، وهو أمر كان من الضروري عمله؛ لأن آراءه حول موقع أمريكا في العالم غالبا ما عبر عنها من خلال التغريدات على (تويتر)، حيث إن المقابلات والتعليقات التي يطلقها في التجمعات الانتخابية أثارت مخاوف كل دولة حليفة لأمريكا تقريبا".
ويستدرك التقرير بأنه مع ذلك، فإن
الخطاب لم يخفف مخاوف أحد، مشيرا إلى أن "هذا هو الخطاب الذي أعده على ما يبدو فريقه من المستشارين؛ عبر جهاز التلقين عن بعد (تليبرومتر)؛ لأنه لم يظهر أي فهم للعلاقات المعقدة في العالم، أو فهم بتوازن القوة في العالم، أو حتى قراءة متأنية للتاريخ".
وتشير الصحيفة إلى أنه "عندما يكون لدى الشخص مطرقة، فإنه يرى كل شيء مسمارا، وعندما تكون تجربة كل شخص محدودة في العقارات، فإن كل شيء يبدو أمامه مفاوضات لتوقيع عقد إيجار".
ويبين التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، أنه "بالاستماع إلى ترامب وهو يصف نهجه للسياسة الخارجية، فإن الشخص يتخيل مجموعة من الدول وهي جالسة معه على طاولة، بدلا من مشهد من فيلم "ذا أبرينتس"، وهو يطلب منها مزيدا من المال مقابل نشر قوات إضافية وتغييرات في السياسة وتجارة وصداقة. وفي حالة لم يحصل ترامب على ما يريد أثناء المفاوضات، فيجب أن تكون مستعدا للخروج منها".
وترى الصحيفة أن "هذا النهج الانفرادي جيد للتلفزيون وليس للعالم، الذي تملك الدول الأخرى فيه أجندتها الخاصة، حيث يقول ترامب إنه يريد العمل مع حلفائنا في العالم الإسلامي، الذين يواجهون مخاطر العنف الإسلامي المتشدد".
ويتساءل التقرير عن الكيفية التي سيحصل فيها ترامب على التعاون في حربه، "التي لا يتكهن بها أحد"، ضد تنظيم الدولة، خاصة أنه يريد منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة، ويريد إجبار الموجودين منهم في أمريكا على تسجيل أسمائهم.
وتتساءل الصحيفة عن الكيفية التي سيقوم فيها ترامب بممارسة النفوذ الضروري على الصين؛ من أجل الحد من نشاطات كوريا الشمالية، في الوقت الذي سيعمل فيه على وقف التعرفة التجارية على الواردات من الصين، حيث ينسحب الأمر على موقفه من الناتو، وتقول: "صحيح أن الكثير من الدول الأعضاء في الناتو لا تدفع حصتها المالية، لكن ماذا سيحدث للقواعد العسكرية الأمريكية لو خرجنا من الحلف؟".
ويورد التقرير أنه في الوقت الذي تحدث فيه ترامب بفخر عن الدور الذي أدته الولايات المتحدة في الانتصار في الحرب العالمية الثانية والحرب الباردة، فإنه أعلن أن شعار "أمريكا أولا" يجب أن يمارس عزلة كتلك التي عاشتها في الثلاثينيات من القرن الماضي، حيث لم يكن مهتما بموافقة هذه الفكرة، مع استعداده لنشر القوات الأمريكية عندما لا يوجد أي خيار.
وتلفت الصحيفة إلى أنه في السياق ذاته، فإن ترامب شجب فكرة "بناء الدول"، لكنه لم يوضح مفهومه لتحقيق "الاستقرار الإقليمي"، حيث شجب تراجع قدرات الجيش الأمريكي، وتدهور ترسانته، لكنه لم يقل شيئا عن الطريقة التي سينفق فيها لبناء الجيش الذي تبلغ ميزانيته 600 مليار دولار، مشيرة إلى أنه "يبدو جاهلا بالحاجة إلى تريليون دولار من أجل إنعاش القوة النووية الجارية الآن".
ويعلق التقرير بأن "ترامب يقوم، وبشكل متكرر، بالحديث عن الأكاذيب، التي تقوم على افتراضات غير صحيحة، حيت تم تكذيب أقواله، عندما قال إن تنظيم الدولة يجمع مليون دولار في الأسبوع، من خلال بيع النفط الليبي، ولا يوجد أي دليل يثبت هذا، كما أن زعمه حول الاتفاق النووي، الذي وقعته الولايات المتحدة والقوى الكبرى مع إيران، ليس صحيحا، فهو لم يجعلها قوة عظمى، ولم تقم طهران بالمقابل بخرق شروط الاتفاق".
وتختم "نيويورك تايمز" تقريرها بالقول: "يزعم ترامب أنه يعرف كيفية التفاوض، وهذا يعني بمفهومه وضع الحد الأقصى من الشروط بشكل يجعله قادرا على الخروج من المفاوضات، وهذا لا ينفع في السياسة الخارجية، حيث لم يظهر ترامب أو يعبر عن استعداد لتصحيح أخطائه السابقة، وبالنسبة لرجل يزعم أنه مستعد لقيادة العالم الحر، فإنه لا عذر له".