فازت المغنية الأوكرانية
جامالا في
مسابقة الأغنية الأوروبية "
يوروفيجين" لهذا العام، التي جرت فعالياتها في العاصمة السويدية ستوكهولم.
وجاء فوز الأوكرانية التترية، التي غنت أغنية سياسية، على حساب الروس والأستراليين، بحسب ما ترجمته "
عربي21"، وعبرت موسكو عن غضبها من أغنية جامالا، التي أهدتها لجدتها، وقالت إنها كانت من ضحايا التهجير الذي قام به الديكتاتور السوفييتي ستالين عام 1944، وحصلت أغنيتها "1944" على 534 صوتا.
وكانت
روسيا أعلنت ضم شبه جزيرة القرم إليها، بعد استفتاء شعبي عام 2014، مع تصاعد النزاع بين روسيا وأوكرانيا، وهو استفتاء لم تعترف به الكثير من دول العالم.
وتنتمي جامالا، واسمها الحقيقي سوزانا جماللادينوفا، إلى أب تتري وأم أرمنية، وولدت في بلدة أوش جنكيز في قيرغيستان عام 1983، وكانت عائلة جدها من بين ربع مليون من تتار القرم، الذين شردوا في عقاب جماعي؛ بسبب أولئك الذين تعاونوا مع الاحتلال النازي.
وبدأ مشوار جامالا الفني الدولي عام 2009، حيث فازت بعدة جوائز. وكانت قد تخرجت من معهد الموسيقى في ألوشتا، وغنت "الجاز" و"السول" و"البلوز" والأغاني الكلاسيكية.
وشكرت المغنية الشابة، التي عادت عائلتها من المنفى في قيرغيستان إلى أوكرانيا، بعد استقلالها عن الاتحاد السوفييتي السابق، المشاهد الأوروبي على الأصوات التي منحها إياها، وقالت: "أريد فعلا السلام والحب للجميع".
واعتمدت المسابقة هذا العام نظام تصويت جديدا للمحكمين، وتحديد جمهور كل دولة، بدلا من التصويت المجمع، كما كان الحال من قبل.
وجاءت أستراليا في المركز الثاني، حيث حصلت على 511 نقطة، وحلت روسيا، التي كانت مرشحة للفوز، في المركز الثالث بـ 491 نقطة، وحظيت أغنية نجم البوب الروسي المغني سيرغي لازاريفو "أنتِ الوحيدة" باحتفاء كبير.
وكانت المغنية الأسترالية ديمي إم متقدمة بشكل مريح بأصوات المحكمين، لكن الوضع تغيّر لصالح المغنية الأوكرانية، بعد إضافة تصويت الجمهور، لتحل الأسترالية في المركز الثاني.
وقدم الفائز في العام الماضي مانز زيلميرلو، ومذيعة التلفزيون السويدي بيترا ميدي، الحفل الذي أقيم في ساحة إريكسون في العاصمة السويدية ستوكهولم.
وكانت لجنة "يوروفيجين" قد أصدرت قرارا بمنع رفع أعلام تنظيم الدولة وفلسطين أثناء المسابقة.
وكانت أغنية جامالا، التي اختارتها أوكرانيا لتمثلها في مسابقة "يوروفيجن" أثارت غضب الكرملين والساسة الموالين للنظام الروسي بعد اختيارها أغنية تتحدث عن إبادة الرئيس السوفييتي جوزيف ستالين لأكثر من ثمانية آلاف تتري مسلم إبان الحرب العالمية الثانية.
واتهم الكرملين، كييف باختيار جامالا عمدا من أجل الإساءة إلى روسيا. وهاجم سياسيون روس منظمي المسابقة، وقالوا إن عليهم أن "يحترموا شروط المسابقة التي لا تسمح بأغان ذات غايات سياسية".
واتهم نواب روس، بينهم نائبان من حزب فلاديمير بوتين أحدهما فاديم دنغين، إلى جانب نائب رئيس وزراء القرم المعين من قبل موسكو روسلان بعلبك، الإدارة الأوكرانية ومنظمي مسابقة المسابقة باختيار جامالا وأغنيتها بهدف الإساءة إلى روسيا وتوجيه رسالة سياسية "لا يجب أن تمر في منافسة عالمية كهذه"..
لكنّ جامالا ردت على الانتقادات الروسية في حينه، وقالت إن "1944 لا تحمل أهدافا سياسية"، وأضافت: "أنا أغني قصة نازليخان جدتي الكبرى التي وضعت في حقيبة سيارة مع أبنائها الأربعة وابنتها وأبعدوا عن ديارهم، وماتت وهي تحلم برؤية وطنها الأم".
وأكدت جامالا أنها كتبت الأغنية في صيف العام 2014، بعد أشهر على احتلال الروس شبه جزيرة القرم مجددا، وقالت إن هذا الاحتلال "نكأ في قلبها جراح الماضي"، وهي تريد فقط أن "تحرّر روح" جدتها وأن تغني لها هذه الأغنية تخليدا لذكراها.