عبر المواطنون البريطانيون من أصول تركية عن غضبهم من الحملة التي يشنها الداعون إلى خروج
بريطانيا من
الاتحاد الأوروبي على
تركيا، وعلى التجمعات التركية المتهمة بالجريمة.
واستطلع مراسل صحيفة "أوبزيرفر" مارك تاونسند في زيارة إلى مركز تجمعات
الأتراك في شمال شرق لندن، آراء عدد من المواطنين هناك، حيث يقول أحد سكان "غرين لينز"، يدعى إبرو أوزكان: "بصراحة، هذه عنصرية"، في رد على تصريحات الداعين إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، التي تصور الأتراك بأنهم يحاولون يائسين الحضور إلى بريطانيا، وأنهم سيجلبون معهم الجريمة.
وينقل التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، عن أوزكان، الذي يدير محل مجوهرات في المنطقة، التي تعد قلب المحلات والمطاعم التركية، قوله: "الطريقة التي يتحدثون فيها خرجت عن اللياقة"، ويقول حسين بابر (25 عاما)، الذي يعمل في محل للمجوهرات: "عندما تكذب تصبح سياسيا، لماذا يتحدثون عنا وكأننا تهديد؟".
وتشير الصحيفة إلى أن وزير العدل مايكل غوف، وهو أحد الداعمين للخروج من أوروبا، قال إن البقاء في الاتحاد الأوروبي يعني تدفق خمسة ملايين مهاجر، معظمهم من تركيا على بريطانيا، لافتة إلى أن الأتراك تلقوا هذه التصريحات بعدم التصديق أو بالقرف.
ويورد الكاتب نقلا عن ديليك أوكسوز ( 24 عاما)، قوله إن هذا لن يحدث؛ لأن لأتراك بريطانيا عائلات يقومون بزيارتها في تركيا، ولا تريد العائلات هذه المجيء إلى بريطانيا؛ لأنها تحب بلدها، ولأن الحياة مكلفة في لندن، ويقول مدير حانة قريبة من محل المجوهرات: "لا يريد الأتراك المجيء هنا، تركيا في وضع جيد، وهي بلد آمن، وتسيطر الشرطة فيه على الأمور"، مشيرا إلى أنه عد تصريحات الداعين للخروج من أوروبا، التي قالوا فيها إن معدلات الجريمة في تركيا أعلى منها في بريطانيا، مثيرة للضحك، وقال إنه لو أعطي فرصة لانتقل إلى هناك مباشرة، ويضيف: "من المحتمل تعرضك للسرقة هنا أكثر من تركيا، ولو لم تكن لدي مسؤوليات لسافرت إلى هناك مباشرة".
ويلفت التقرير إلى أن محاولة "الخروج" من الاتحاد بربط تركيا بالجريمة، لقيت نوعا من الشجب، حيث إن هذا المعسكر يحاول الخلط بين معركة الدولة مع حزب العمال الكردستاني وتهديد تنظيم الدولة؛ لتصوير الأتراك بأنهم شعب خطير ويهدد الأمن.
وتنقل الصحيفة عن بابر قوله إن "الأتراك لا يرتكبون الجريمة، بل هناك أشخاص يدخلون البلاد ويرتكبون أعمالا إرهابية"، فيما قال آخرون إنهم يشعرون بالأمن في تركيا أكثر من لندن، وتقول سفدا قادر، التي تبيع الزيتون في محل "دوستار": "تركيا آمنة، بالطبع تشاهد من خلال الأخبار قتالا، لكنه منحصر في مناطق، ويحب الأتراك العودة إلى بلادهم وزيارة عائلاتهم بسبب الأمن في البلاد".
ويذكر تاونسند أن قادر تعترف مع ذلك بأن قريتها الأصلية قريبة من خطوط القتال، ولهذا تجد أن من الخطورة زيارتها، وتقول قادر: "أتمنى على الساسة البريطانيين الحذر فيما يقولون، والطريقة التي يتحدثون فيها تشير إلى أننا لا نعمل، لكننا نعمل بجد، ويعمل الأتراك من أجل بناء تجارتهم، ويبذلون جهدا كبيرا".
ويقول بابر للصحيفة: "ندفع أعلى معدل ضريبة في البلاد، حيث تصل فاتورة الضريبة ما بين 7 إلى 10 آلاف جنيه إسترليني في العام"، ويقول أوزكان: "نعمل بجد، وندفع ضريبة كبيرة، ويجب الاعتراف بهذا الأمر".
ويفيد التقرير بأنه بعيدا عن غرين لينز، فإن الكثيرين حذروا من التأثير على دولة مهمة يحتاج إليها الغرب في قضايا تتعلق بأزمة المهاجرين، وقالوا إن حملة الداعين إلى الخروج، التي تستهدف تركيا ستترك آثارا سلبية.
وتورد الصحيفة نقلا عن الصحافي التركي والأستاذ الزائر في جامعة أوكسفورد أزغي باسران، قوله: "الخوف يتمثل في وصول دولة غالبيتها مسلمة إلى أوروبا، وعلى بريطانيا حماية نفسها من 76 مليون مسلم، حيث سيعزل هذا الكلام تركيا أكثر"، وأضاف: "نحن في السفينة ذاتها عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع مستنقع الشرق الأوسط، الذي انتقل إلى تركيا".
وتختم "أوبزيرفر" تقريرها بالإشارة إلى قول باسران إن "ما تكشف عنه أزمة اللاجئين الأخيرة واضحة: عندما يجد الناس أنفسهم في ظل نظام قمعي وتشرد، فلا حاجز يمكن أن يمنعهم من الخروج، ولا جدار مهما كان طوله، ولا معبر مهما كان اتساعه كافيا لمنعهم، والمخاوف من أن (76 مليون تركي على الحدود) ستصبح حقيقية لو لم تقم أوروبا وبقية العالم بالتعاون مع تركيا وبقية المنطقة بطريقة منطقية".