نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية تقريرا، أعده جون بون وسين إنغل راسموسين، قالا فيه إن طائرة دون طيار قامت بقتل زعيم حركة
طالبان الملا منصور عندما كان في سيارته في ولاية بلوشستان جنوب
باكستان، في تصعيد واضح لهذه العمليات، التي اعتقد البعض أنها تراجعت.
ويشير التقرير إلى أن وزير الخارجية الباكستاني سارتاج عزيز، تحدث للصحافيين يوم الأربعاء، عن أثر تسريب أخبار وفاة الزعيم السابق لحركة طالبان الملا محمد عمر العام الماضي، التي قال إنها أثرت في العملية السلمية، وأدت بالضرورة إلى انقسام داخل حركة طالبان، لافتا إلى أنه بعد أيام من تصريحاته، قامت طائرة دون طيار بقتل الملا منصور، الأمر الذي سيترك أثره على جهود باكستان لدعم التفاوض بين الحكومة الافغانية وحركة طالبان.
ويذكر الكاتبان أن باكستان لم تعلق مباشرة على عملية القتل، فيما لم تسارع الصحف، التي تتبع تعليمات من المؤسسة الأمنية، لشجب مقتل القيادي البارز، مستدركين بأن المسؤولين في الاستخبارات سيعبرون عن غضبهم، خاصة أن الاستخبارات الباكستانية استثمرت كثيرا في تأمين وصول الملا منصور إلى رأس قيادة الحركة، بعد تأكيد وفاة
الملا عمر.
وتلفت الصحيفة إلى أن باكستان ظلت تؤكد أن الطريقة الوحيدة لتحقيق السلام في أفغانستان لن تتم إلا عبر وجود حركة طالبان موحدة، مشيرة إلى أنها رفضت أي عمل عسكري ضدها، حيث تؤكد إسلام أباد ضرورة استكشاف الطرق الدبلوماسية كلها أولا، قبل القيام بعمل عسكري.
ويستدرك التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأن العمليات العسكرية والانتحارية، التي تقوم بها حركة طالبان، كان آخرها الهجوم الذي قتل 64 شخصا في كابول، حيث لم تعد قادرة على الانتظار طويلا على إسلام أباد، وطلبت عملا شديدا ضد حركة طالبان، التي تعمل بحرية داخل باكستان.
ويورد الكاتبان نقلا عن الحكومة الافغانية قولها إن تردد باكستان بالتحرك ضد حركة طالبان يشير إلى عدم استعدادها لقطع علاقاتها الطويلة مع حركة تستخدمها لتعزيز تأثيرها داخل أفغانستان.
وترى الصحيفة أن الغارة التي قتلت الملا منصور تعبر عن موافقة الولايات المتحدة على مطالب الرئيس الأفغاني أشرف غني، المتمثلة بأن المتمردين المتشددين في باكستان يجب استهدافهم، مشيرة إلى أن البنتاغون وصف الملا منصور بأنه عقبة أمام تحقيق السلام بين الحكومة والحركة، حيث منع قادتها من المشاركة في محادثات السلام.
ويتساءل التقرير عما إذا كان مقتل منصور سيؤدي إلى إحلال السلام وإنهاء الحرب في البلاد، مشيرا إلى أنه لا يوجد قيادي محدد لخلافته، مع أن نائبا من نائبيه يمكنه تولي القيادة مباشرة، لكن لا يعرف عن أي منها الدعوة إلى التصالح.
ويفيد الكاتبان بأن أحد نائبيه هو هبة الله أخونزاده من معقل حركة طالبان السابق في قندهار، وبحسب الأمم المتحدة، فقد كان مسؤول القضاء في الحركة، ورغم علاقته مع الملا عمر، إلا أن علاقته مع القاعدة الميدانية في حركة طالبان غير معروفة، أما الثاني فهو سراج الدين حقاني، من شبكة حقاني، التي نفذت عددا من العمليات القاتلة في كابول عام 2014، منها عملية في ملعب لكرة الطائرة، وقتل فيها 50 مدنيا، ومع أن حقاني لا يتمتع بتأثير واسع في الجنوب، إلا أن مقتل منصور قد يعقد مهام السلاح، خاصة أن حقاني ليس من دعاته.
وتنوه الصحيفة إلى أن الهجوم يأتي في الأشهر الأخيرة من ولاية الرئيس الأمريكي باراك أوباما الثانية، لافتة إلى أن حكم أوباما تميز بالاعتماد المفرط على الطائرات دون طيار، حيث استخدمها لملاحقة حركة طالبان وتنظيم القاعدة وأعداء أمريكا في كل مكان من مناطق القبائل في باكستان إلى ليبيا.
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن مقتل ملا منصور يعبر عن توسع مهم في الحملة، خاصة أن الضربة حدثت خارج مناطق القبائل في الشمال، وقال المسؤولون إن الهجوم تم قرب منطقة أحمد وال في بلوشستان، التي يعمل منها مجلس شورى حركة طالبان.