أشارت صحيفة "إندبندنت" البريطانية إلى الجدل الذي أثاره الكوميدي الفرنسي المغربي جمال دبوز، حول اتهامه المنتخب الوطني الفرنسي باستبعاد اللاعبين من أصول شمال أفريقية من تشكيلة المنتخب لبطولة يورو- 2016.
ويذكر التقرير أن الجدل بدأ بتعليقات أطلقها لاعب المنتخب الفرنسي ومانشستر يونايتد السابق إريك كانتونا، الذي اتهم رئيس المنتخب الفرنسي ديدي دوشامب بعدم ضم لاعبين مغاربة للتشكيلة الحالية، ورد عليه رئيس المنتخب بأنه سيقاضيه.
وتقول الصحيفة إن دبوز، وهو أحد أهم الممثلين الفرنسيين، فتح النقاش من جديد، عندما قال إن براعة اللاعبين من أصول شمال أفريقية تم تجاهلها من جديد، وأضاف أنه يشعر بالأسى لعدم اختيار "واحد من ممثلينا" لكي يشارك في الفريق الفرنسي، في المنافسة الأوروبية الأسبوع المقبل.
ويلفت التقرير، الي ترجمته "
عربي21"، إلى أن
دبور قال إن غياب لاعبين من أصول شمال أفريقية سيزيد من التوتر في المدن الفرنسية وأحيائها، التي تعيش فيها جاليات من إثنيات متعددة.
وتفيد الصحيفة بأن كانتونا قد انتقد ديدي دوشامب الأسبوع الماضي؛ بسبب عدم اختياره لاعبين مهمين لأن "أصولهما" من شمال أفريقيا، مشيرة إلى أن دوشامب أعلن عن خطط لتقديم كانتونا للقضاء بتهمة إساءة السمعة.
ويشير التقرير إلى أن القضية أثارت دهشة وغضبا في
فرنسا؛ لأن الفريق المكون من 23 لاعبا، الذين اختارهم دوشامب، يعد من أكثر الفرق ذات التعددية الإثنية المشاركة في المنافسة الأوروبية، حيث يضم 13 لاعبا من أصول غير فرنسية بيضاء، من أفريقيا والويست إنديز والمحيط الهندي.
وتستدرك الصحيفة بأن المنتخب لم يشمل أي لاعب من أصول جزائرية وتونسية ومغربية، وهي الدول التي خضعت للاستعمار الفرنسي، لافتة إلى أنه تمت إضافة مدافع الوسط عادل رامي، الذي ولد في كورسيكا لعائلة مغربية للمنتخب؛ بسبب إصابات للاعبين في المنتخب.
وينوه التقرير إلى أن الجدل يتركز على قرار دوشامب استبعاد لاعبين مهمين، وهما لاعب ريال مدريد كريم
بنزيمة، الذي يعد من أفضل اللاعبين في العالم، ولاعب منتخب نيس، حاتم بن عرفة، حيث لم يتم اختيار بنزيمة لأنه يتعرض لتحقيق لمساعدته أصدقاء طفولة في ابتزاز زميل له، مشيرا إلى أن بن عرفة لاعب ذكي لكن أداءه متقلب، واختير للتدريب مع الفريق، ولم يتم اختياره ضمن الـ23 لاعبا.
وتنقل الصحيفة عن لاعب كرة قدم سابق في فرنسا، قوله: "هذه هي منطقة حساسة، فإذا لم يكن هناك أي لاعب من أصول أفريقية في المنتخب الأصلي، فإن هذا ليس خطأ دوشامب، وكان بنزيمة سيختار بطريقة أوتوماتيكية لو لم يكن عرضة للمشكلات القانونية".
وأضاف اللاعب للصحيفة: "هناك عدد آخر من لاعبين أصولهم من شمال أفريقيا كانوا سيدخلون تشكيلة المنتخب لو لم يختاروا اللعب في دول أخرى، مثل رياض محرز (لاعب ليستر سيتي)، واختير لاعب العام في إنجلترا، حيث ولد في سكارلي في شمال باريس، لماذا لم يتم اختياره؟ لأنه رشح للعب مع فريق الجزائر".
وبحسب التقرير، قإن قرار اللاعبين المولودين في الأحياء الشعبية حول المدن الفرنسية اللعب مع فرق بلادهم الأصلية، سواء في شمال أفريقيا أو غربها، يعد موضوعا مثيرا للجدل في فرنسا، حيث يرفع المشجعون من أبناء الأحياء الشعبية الأعلام التونسية والجزائرية والمغربية في المباريات.
وتورد الصحيفة أن كانتونا في مقابلة أجرتها معه صحيفة "الغارديان"، لم يشر إلى السياق العام، وقال: "بنزيمة لاعب عظيم، وبن عرفة لاعب عظيم، لكن دوشامب يحمل اسما فرنسيا، وهو الرجل الوحيد في فرنسا الذي يحمل اسما فرنسيا، ولا أحد في عائلته جاء من زيجة مختلطة مثل المورمون في أمريكا"، وأضاف: "وبناء عليه، فأنا لست مندهشا بأنه استخدم وضع بنزيمة (القانوني) واستبعده، وربما كان بن عرفة أفضل لاعب اليوم في فرنسا، لكن لديه أصول غير فرنسية، ويسمح لي بالتفكير بهذه الطريقة".
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى أنه في مقابلة مع دبوز، أجرتها مجلة "فرانس فوتبول"، توقف عن اتهام دوشامب أو الكرة الفرنسية بالعنصرية، لكنه قال إن بنزيمة وبن عرفة "يدفعان ثمن" شكوك البلد ومواقفه من الشباب ذوي الأصول المغاربية.