قال مدير المعهد الوطني للاستهلاك بتونس، طارق بن جازية، إن آخر الدراسات تؤكد أن عدد
التونسيين الذين يلقون حتفهم سنويا جراء استهلاك السجائر يقدر بـ10 آلاف شخص، أي بمعدّل 20 شخصا يوميا.
ووفق آخر دراسة رسميّة للمعهد الوطني للصحة العمومية في 2005 -وهي دراسة تنجز كل عشر سنوات- فإن 50 بالمئة من الرجال يدخنون، في حين تقدر نسبة المدخنات بـ10 بالمئة، وتبلغ نسبة المراهقين المدخنين 20 بالمئة.
أرقام مفزعة
وتفيد آخر المؤشرات، بحسب وثيقة صادرة عن وزارة الصحة التونسية، اطلعت "
عربي21" على نسخة منها، بوجود ما يقارب المليوني مدخن في تونس.
وبينت الوثيقة أن قرابة 25 بالمئة من المراهقين يبدأون
التدخين في سن الـ11 عاما. ويُعدّ الإدمان على التدخين أحد أبرز الآفات الاجتماعية التي يُعاني منها الوسط المدرسي في تونس.
وأضافت أن التدخين يتسبب في 90 بالمئة من حالات
سرطان الرئة، و80 بالمئة من الالتهابات الرئوية الحادة، و75 بالمئة من الجلطات القلبية، و25 بالمئة من حالات الوفاة الناتجة عن أمراض القلب والشرايين.
وبحسب الوكالة التونسية للتبغ والوقيد؛ فإن التونسي يستهلك ما معدله 17 سيجارة في اليوم، في حين بلغ المعدل السنوي لاستهلاك السجائر بين ما تنتجه الوكالة التونسية للتبغ، وما يتم توريده؛ مليار علبة سجائر في السنة.
وتقول منظمة الصحة العالمية، إن التبغ يتسبب في مقتل ما يقارب الستة ملايين شخص سنويا، أكثر من 600 ألف منهم من غير المدخنين، والذين يلقون حتفهم جراء استنشاق دخان التبغ غير المباشر.
ووفق تقديرات المنظمة؛ فإن من المنتظر أن يحصد وباء التدخين أرواح ما يزيد على ثمانية ملايين شخص سنويا بحلول عام 2030 ما لم تشهد نسب الإقبال عليه انخفاضا.
تكنولوجيا مساعدة
من جهته؛ أعلن وزير الصحة التونسي، سعيد العايدي، عن برنامج لمساعدة الشباب على الإقلاع عن التدخين، وذلك عن طريق تطبيق الهواتف الجوالة m-cessation، في إطار شراكة بين الوزارة مشغلة الهاتف الجوال، وبين منظمة الصحة العالمية، ومن المنتظر أن يتوفر التطبيق للتحميل خلال الأيام القادمة.
وقال العايدي، خلال كلمته في الملتقى السنوي لمكافحة التدخين، الذي انعقد الثلاثاء في أحد فنادق العاصمة، إن الوزارة تعمل جاهدة من أجل التحذير من مخاطر التدخين، وتكثيف الأنشطة التوعوية حول الموضوع، وتقديم المساعدة على الاقلاع عن التدخين؛ من خلال توفير العيادات الخاصة بالإقلاع، معلنا أنه سيتم الترتيب لإقامة ملتقى وطني حول مكافحة التدخين في تونس.
وفي السياق ذاته؛ قالت مندوبة منظمة الصحة العالمية في تونس، آن ليزغيسات، إن المنظمة اختارت تونس كمركز لإطلاق ونشر هذا البرنامج الإلكتروني في الدول العربية والفرنكفونية، مضيفة أن المشروع المتعلق بمكافحة التدخين باستعمال تكنولوجيا الموبايل؛ سيعقبه برنامج مماثل متعلق بداء السكري.
حملة ضد السجائر المهربة
وكانت وزارة التجارة التونسية قد أطلقت حملة للتصدي للسجائر المُهرّبة في منتصف شهر أيار/ مايو، من خلال تكثيف حملات مداهمة مخازن التهريب وإطلاق حملات توعوية؛ للتحذير من مخاطرها على صحة مستهلكيها، وانعكاسها السلبي على الاقتصاد الوطني.
ووفق أرقام المعهد الوطني للاستهلاك؛ فإن الاقتصاد التونسي يتكبّد خسائر تقدر بـ250 مليون دولار، جرّاء الإقبال على السجائر المهربة الوافدة أساسا من ليبيا والجزائر، عدا عن كون هذه السجائر "مسرطنة أكثر من السجائر العادية بـ11 مرة".
يُذكر أنه وإلى حدود الأربعينيات؛ كان يُعتقد بأن التدخين غير مضر بالصحة، إلا أن البحوث المخبرية والسريرية أثبتت بعد ذلك أن دخان السجائر يحتوي على ما يقارب الأربعة آلاف مادة كيميائية، بعضها ذات خطورة محتملة على الإنسان؛ ليتم بعد ذلك اكتشاف أن بعضها مُسرطن.