تتساءل صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" عما نعرفه عن زوجة عمر صديق متين، الذي قام صباح الأحد بتنفيذ عملية ضد ناد للمثليين في مدينة
أورلاندو في فلوريدا.
ويشير التقرير إلى أن زوجة متين "سيدة طيبة"، بحسب وصف عائلة زوجها لها، مستدركا بأنه مع ذلك، فإن البعض يتساءل عما إذا كان هذا الوصف ينطبق حقيقة على نور زاهي سلمان (30 عاما)، خاصة أن مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي" يقوم بالتحقيق معها، بتهمة التواطؤ مع زوجها، فيما بدأ محلفون بالتعرف على معلومات عنها؛ لتقديمها في حال استدعائها للمحاكمة.
وتذكر الصحيفة أنه في الوقت الذي تحركت فيه سلمان إلى مركز الانتباه في التحقيقات الجنائية يوم الأربعاء، فإنها تعرضت للتشهير على مواقع التواصل الاجتماعي، وفي الصحافة المطبوعة، بعد أن كشف المحققون عن الجهود التي يقومون بها لتحديد الدور الذي أدته، إن كان لها أي دور في المذبحة التي ارتكبها زوجها، وهل ساعدت متين في عمليات الاستطلاع لمكان نادي "بالس".
ويلفت التقرير إلى أن صحيفة "نيويورك بوست" وضعت صورة سلمان على صفحتها الأولى، وكتبت تحتها تعليقا يقول: "ربما أنقذتهم جميعا"، حيث ذهبت الصحيفة، التي لا تعرف بعناوينها الهادئة بل إن عناوينها صدامية وهجومية، لوصف متين بـ"الوحش"، وقالت إن سلمان "تناغمت مع رغبته بسفح دم جماعي".
وتنوه الصحيفة إلى أن امرأة من ميسوري اسمها غلوريا علقت على "فيسبوك" قائلة: "لا يهمني إن حاولت منعه عن القيام بالهجوم"، وأضافت: "كانت تعرف بنواياه، فهي مذنبة مثل الذي قام بإطلاق النار، ويجب سجنها مدى الحياة، دون منحها فرصة للعفو"، مشيرة إلى أن آخرين عبروا عن تعاطفهم مع سلمان، حيث قال أحدهم في تغريدة على "تويتر": "قبل أن تحكم على زوجة
عمر متين يجب النظر إلى تاريخه"، في تلميح لمزاعم زوجته الأولى التي قالت إنه كان يضربها.
ويفيد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأن سلمان ابنة مهاجر فلسطيني، ولدت في سان باولو في بي إيريا، ونشأت في نورثين كاليفورنيا في منطقة تقع على تل بردويو، التي تبعد 25 ميلا عن مدينة سان فرنسيسكو، وأنهت دراستها الثانوية من مدرسة "جون سويت"، وتزوجت في السابق من خلال زواج رتبت له عائلتها، وبدأت علاقتها مع متين من خلال الإنترنت، كما تقول جارة لها، وتزوجا في هيركليس في كاونتي كونترا كوستا في كاليفورنيا في 29 أيلول/ سبتمبر 2011، وأنجبا طفلة عمرها الآن ثلاثة أعوام.
وتكشف الصحيفة عن أن سلمان لم تتحدث في الإعلام منذ
الهجوم، مشيرة إلى أن عدسات الإعلام وفرق التصوير حاصرت بيتها، الذي يعتقد أنها اختفت فيه مع ابنتها، وتحدثت مع "إف بي آي"، وقالت إنها رافقت متين مرة على الأقل إلى نادي "بالس" قبل المذبحة، وقالت إنها رافقته لشراء الذخيرة، ورجته ألا يقوم بإطلاق النار.
وبحسب التقرير، فإن الشرطة لم تقبض على سلمان بعد، مستدركا بأن اعترافها بالعلم بالمؤامرة، وعدم إخبار الشرطة، يعني مواجهتها اتهامات جنائية، بما في ذلك النية بإخفاء معرفتها بالجريمة، والمساعدة والتحريض عليها، بل قد تواجه تهمة التآمر لارتكاب جريمة إرهابية.
وتقول الصحيفة إن السلطات الفيدرالية قامت بتشكيل هيئة محلفين في فلوريدا للمساعدة في التحقيق، وهي خطوة لإعداد ملف اتهامات ضد سلمان، لافتة إلى أن المتحدثة باسم مكتب المدعي العام في المنطقة الجنوبية من فلوريدا سارة شال، قالت إن مكتبها ومكتب المدعي العام الأمريكي لن يعلقا على التحقيقات في الوقت الحالي، ورفضت تأكيد أو نفي وجود هيئة محلفين لها علاقة بحادث أورلاندو، ولم تكشف عن المنطقة التي ستتولى القضية.
وينقل التقرير عن جيران منزل سلمان القديم في روديو، وهي منطقة سكنية يسكنها 9 آلاف نسمة، قريبا من مصفاة للنفط قرب سان باولو، قولهم إنها انتقلت للعيش في فلوريدا، بعدما احتفلت بزفافها على متين في الحي، حيث قالت جارة إن سلمان كانت واحدة من أربع شقيقات، وإن العائلة كانت لطيفة، "كما أعرف لقد كانت عائلة جيدة، كانوا أطفالا سعداء، ويضحكون ويمزحون"، وقالت عن سلمان: "إنها أم جيدة وجارة جيدة"، وعلقت على الأخبار قائلة: "في الحقيقة أصابتني الدهشة".
وتورد الصحيفة أن سلمان لم تزر حيها القديم بعد زواجها إلا نادرا، ومن المناسبات التي عادت فيها للحي كانت وفاة والدها عام 2012، حيث عبرت والدتها إقبال سلمان عن حزنها وقلقها منذ سماعها بأخبار القتل في أورلاندو.
ونقلت وكالة أنباء "أسوشيتد برس" عن جارة لسلمان تدعى جاسبندر كاهال، قولها: "تعرف أن الأولاد بعد الثانوية يفتحون صندوق الحياة، ويعتقدون أن العالم ملكهم، وكانت داخل الصندوق، وحملته وتزوجت"، بحسب الصحيفة.
ويبين التقرير أنه بعد انتقال سلمان إلى فلوريدا لم تبذل أي جهد لبناء علاقات صداقة، حيث يقول بيدار بخت (56 عاما) الذي عرف متين وسلمان، وتطوع في المسجد المحلي في فورت بيرس، إنها كانت لطيفة، لكنها لم تكن تختلط كثيرا، مشيرا إلى أنها لم تكون علاقات مع أهل المسجد، ويضيف: "لم تكن تختلط بأي شخص في المسجد؛ لأن زوجها طلب منها ذلك، حيث قال لها: (لا تختلطي بنساء المسجد؛ لأنهن فضوليات)، وهذا لأنه طلق زوجته من قبل، وهناك إشاعات عن ضربه زوجته".
وتختم "لوس أنجلوس تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن صديق متين وصف سلمان في مقابلة معه في بيته في بورت سانت لوسي، بأنها سيدة طيبة، تحضر شؤون العائلة، وتعتني بحفيده، وقال إنه لا يعرف إن كانت تعرف بخطط ابنه، وأحال الأسئلة إلى الـ"إف بي آي"، وأكد قائلا: "لم ألاحظ أي شيء خطأ".