توقع عاملون بقطاع
السياحة أن يتسبب الحادث الإرهابي الذي وقع في مطار أتاتورك الدولي بإسطنبول، في مزيد من التراجع للسياحة التركية التي تعاني في الأساس من تراجع حاد بنسب الإشغالات وانخفاض العائدات.
وعقب الحادث، أعلنت شركة الخطوط الجوية التركية أنها علقت رحلاتها حتى الثامنة صباحا اليوم الأربعاء، بعد الهجمات الانتحارية التي أسفرت عن مقتل 36 شخصا في مطار أتاتورك بإسطنبول.
وفتح الأربعاء، ثلاثة انتحاريين النار قبل أن يفجروا أنفسهم في مطار أتاتورك الذي يعد أكبر مطارات
تركيا ويمثل مركزا رئيسا للرحلات الدولية، ما أسفر عن مقتل 36 شخصا وإصابة نحو 150، فيما قال رئيس الوزراء التركي إنه هجوم في ما يبدو لتنظيم الدولة.
وأوضح رئيس الشركة السعودية المصرية للاستثمار السياحي، حسني رضا، أن الحادث سوف يرفع خسائر القطاع السياحي في تركيا إلى نسب كبيرة، خاصة أنه ليس الحادث الأول خلال فترة قصيرة، وهناك من يتصيد مثل هذه الأحداث ويروجها للاستحواذ على حصة من الجزء الكبير الذي تسيطر عليه السياحة في تركيا.
وتعرضت أنقرة لسلسلة تفجيرات هذا العام، بينها هجومان انتحاريان في مناطق سياحية بإسطنبول، اتهم تنظيم الدولة بالمسؤولية عنهما وتفجير سيارتين ملغومتين في العاصمة أنقرة أعلنت المسؤولية عنهما جماعة مسلحة كردية.
وأوضح رضا في تصريحات لـ"
عربي21"، أن وضع السياحة قبل الأحداث الأخيرة يدعو للقلق، وهناك محاولات كثيرة من جانب مستثمرين وشركات سياحة تركية لتحسين الأوضاع ورفع نسب الإشغال، التي لا تتجاوز في بعض الأوقات نحو 40% مقابل نحو 80 و90% خلال الفترات المماثلة من الأعوام الماضية.
ولفت إلى أن هناك دولا بالمنطقة تستغل هذه الأحداث في الترويج لسياحتها، ما سيضاعف ويفاقم خسائر القطاع السياحي في تركيا، متوقعا ألا تتجاوز نسب الإشغال السياحي والفندقي في تركيا الـ25% خلال موسم الصيف الحالي الذي يعد من أهم المواسم بالنسبة للسياحة التركية.
وتسببت الأزمة الروسية-التركية الأخيرة، في تكبد السياحة التركية مزيدا من الخسائر، خاصة أن الروس كانوا يستحوذون على حصة كبيرة من السياحة الخارجية الوافدة إلى أنقرة، لكن تسببت الأزمة في أن تصدر موسكو قرارا بمنع شركات السياحة الروسية من إتمام صفقات سياحية في تركيا.
ويبدو أن العاصمة التي كانت تعد سادس أكبر وجهة سياحية في العالم سوف تتراجع إلى ترتيب متأخر، حيث أكد رئيس الشركة السعودية المصرية للاستثمار السياحي، أن هناك توقات بأن تفقد تركيا بريقها السياحي بسبب الأحداث الأخيرة، وهناك عدد كبير جدا من الفنادق التي قامت بحملة ترشيد الإنفاق وهناك من قام بتخفيض وتسريح جزء من العمالة بسبب تراجع العائدات.
وأظهرت بيانات رسمية صدرت الثلاثاء، أن عدد السائحين الذين استقبلتهم تركيا هبط أكثر من الثلث في أيار/ مايو، مسجلا أكبر انخفاض في 22 عاما على الأقل مع استمرار تضرر نشاط السياحة جراء التوترات مع روسيا وموجة تفجيرات.
ويشير هذا الانخفاض إلى مزيد من المعاناة للاقتصاد التركي الذي تضرر جراء تباطؤ الصادرات وضعف الاستثمارات الخاصة. ويتوقع بعض خبراء الاقتصاد انخفاض إيرادات السياحة بمقدار الربع في العام الحالي، ما يكبد الاقتصاد خسائر تبلغ نحو ثمانية مليارات دولار، أو ما يعادل نحو واحد بالمئة من إجمالي الناتج المحلي.
ولا يبشر تراجع عدد السياح بخير لبقية الموسم السياحي الممتد من أيار/ مايو إلى آب/ أغسطس الذي يتوافد فيه السياح من أوروبا وروسيا على شواطئ جنوب تركيا.
وفي حين أن ذلك قد ينعش السياحة الروسية، فإنه من غير المرجح أن يعيد الأوروبيين الذين أفزعتهم التفجيرات التي وقعت في الآونة الأخيرة.
وأظهرت البيانات أن السياحة هبطت 34.7 بالمئة على أساس سنوي في أيار/ مايو، حيث وصل 2.49 مليون زائر خلال الشهر. وهذا هو أكبر انخفاض منذ بدء تسجيل البيانات في عام 1994. وأظهرت البيانات أيضا أن عدد السائحين الروس هوى 91.8 بالمئة بينما انخفض عدد السائحين الألمان 31.5 بالمئة.